جئنا بكم لفيفا

اسماعيل الشريف
نيسان ـ نشر في 2024/07/09 الساعة 00:00
وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فاذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا- 104 الاسراء
اليمين المتطرف يطل برأسه على أوروبا، والسبب الرئيسي لهذه العودة هو أن 'العرق الأبيض' المتفوق قد اكتفى من المهاجرين ويرغب في طردهم.
هذا التوجه يسعد الصهاينة، فهم يرون أن اليمين المتطرف هو أفضل حليف لهم. كيف؟
لو رجعنا بالتاريخ إلى أقل من مائة عام، لوجدنا أن أهداف الصهاينة واليمين المتطرف كانت واحدة، وهي طرد اليهود من أوروبا. فهذه الأحزاب، كالنازيين والفاشيين ونظام فيشي في فرنسا، قد اضطهدت اليهود، واستغل الصهاينة هذا الاضطهاد لشحن اليهود إلى فلسطين.
سوَّق الصهاينة في بداية الهجرات اليهودية إلى فلسطين على أنها وطن يستطيعون اللجوء إليه من الاضطهاد في أوروبا، إلا أنها لم تكن مغرية كفاية، فعدد المهاجرين كان قليلاً جداً. مرة قال بن غوريون في اجتماع ضم المنظمات الصهيونية: 'نناشد شركاءنا مساعدتنا لجلب أطفالهم هناك، حتى لو رفضوا ذلك، سنجلبهم!'
تبرهن الوثائق أن الصهاينة قد قتلوا أبناء جلدتهم لإجبارهم على الهجرة، وكان هناك تعاون بينهم وبين النازيين في الإبقاء على قسم من اليهود في السجون وإطلاق الآخرين بشرط هجرتهم إلى فلسطين.
وقع الصهاينة والنازيون اتفاقية سميت باتفاقية النقل، نصت على أن اليهود الذين يرغبون في الهجرة إلى فلسطين يمكنهم تحويل أموالهم هناك بحرية، مقابل أن تضغط اللوبيات الصهيونية على الولايات المتحدة لعدم فرض أية عقوبات اقتصادية على ألمانيا. وكتب السياسي البارز آنذاك إديون بلاك: 'من المفارقات أن يصبح هتلر الراعي الاقتصادي لإسرائيل.'
غطت صحيفة برلين، التي يصدرها مكتب الإعلام النازي، زيارة وزير الإعلام النازي المقرب من هتلر، جوزيف غوبلز، إلى فلسطين، حيث ظهر على صفحتها الأولى وسط مهاجرين يهود. وأصدر بمناسبة هذه الزيارة ميدالية تحمل الصليب المعقوف على أحد وجهيها ونجمة داوود على الوجه الآخر.
فالتاريخ يدور، والحاضر هو تكرار للماضي، ولكنه سيكون هذه المرة مختلفًا قليلاً.
لم يعد مواطنو الدولة الصهيونية في فلسطين يثقون بدولتهم، فنجد معدلات مرتفعة من الهجرة العكسية التي يخفي الصهاينة أرقامها، وتصل إلى مئات الآلاف بسبب الحرب والظروف الاقتصادية الخانقة. يبدي الكثير من الساسة تخوفهم من هذا الأمر، مثل رئيس وزراء الكيان السابق بينيت.
سيجد الصهاينة أنفسهم في بلادهم الأوروبية يواجهون تمييزًا عنصريًا، فسيذهبون إلى فلسطين المحتلة، وستبرم اتفاقيات مشابهة كالتي أبرمت مع النازيين للضغط عليهم. وقد بدأ الحاخامات هناك الترويج لذلك، حيث يقول أحد الحاخامات في فرنسا: 'أقول لكل شاب يهودي أن يذهب إلى إسرائيل'.
وهذا كله يتزامن مع تصريحات وزير دفاع الكيان عن حاجته إلى عشرة آلاف جندي إضافي في ظل رفض المتدينين اليهود (الحريديم) للتجنيد.
إذن، صعود اليمين المتطرف ثم معاداة اليهود والحاخامات الذين يشجعون على الهجرة وحاجة اليهود للجنود كلها مرتبطة ببعضها البعض، وستؤدي إلى مزيد من التصعيد القادم.
https://x.com/GlobeEyeNews/status/1808039624079822864
    نيسان ـ نشر في 2024/07/09 الساعة 00:00