*الشجاعية*
نيسان ـ نشر في 2024/07/12 الساعة 00:00
عادةً ما نصور الحروب في عقلنا الباطن وفي خيالنا ونعطيها طابع البطولة والملحمية، فليس ثمة ما هو أكثر جرأة من مواجهة الموت. أما في غزة وفي حي الشجاعية تحديداً، فهي القوة التي داس بها الشعب الفلسطيني على وجعهم تحت أقدامهم، ومشوا مبتسمين أمام كل من ينتظر سقوطهم.
هؤلاء المقاتلون هم من تشبثوا بجمرة الموقف حتى الاحتراق، فحملوا العبء بكامل أبعاده التاريخية والأخلاقية والثقافية، وعبروا به ما كان مرسوماً بالخطوط الحمراء.
وبما أن الجبناء يهربون من الخطر والخطر يفر من وجه الشجعان، فإنهم آمنوا أن الشجاعة لا تعرف المستحيل، رغم الفارق الكبير في العدة والعتاد والحلفاء المتحالفين مع عدوهم. فآمنوا أن الأحلام ستتحقق إذا كنت تملك الشجاعة لمطاردتها.
في الشجاعية لا يعلموننا فن الموت، بل يمضون بنا إلى عمق الحياة، الحياة البعيدة عن الذل والخنوع، ويصعدون بنا إلى عالم مليء بالأمل، ويمحون من ذاكرتنا تاريخاً قريباً امتلأ بالذل والهوان. هنا يُصنع التاريخ من جديد، وهنا نستنشق الأمل ونذهب بعيداً إلى حيث نحلم أن نكون.
في حي الشجاعية الذي تلقى من القنابل والقصف ما يفوق هيروشيما، بدا وصف الشجاعة والإقدام والفداء هزيلاً أمام جنود الله في الأرض. ففي الأخطار العظيمة تظهر الشجاعة العظيمة، وفي استقبال الموت لم ينسَ هؤلاء أنهم أحياء بل ويخططون للمستقبل.
ما يملكه هؤلاء الرجال وما يفتقده الآخرون هو العزيمة والإرادة والإيمان بعدالة قضيتهم، فرفضوا كل أنواع المساومة على حقوقهم في تحرير فلسطين كاملة من البحر إلى النهر، وعدم المساومة على أي شبر من ترابها المقدس.
ما جرى ويجري في غزة وحي الشجاعية تحديداً يُثبت أن القوة للإصبع وليست للزناد، وأن الإحساس بعدالة القضية يضاعف من طاقة الدفاع عنها أضعافاً. لهذا علينا أن نغير من الآن فصاعداً التعريفات التقليدية للنصر والهزيمة، لأن الضحية أقوى من الجلاد، ومن الأطفال المحترقين ورماد الشهداء سوف تولد مليون عنقاء في سماء ملبدة بالمتخاذلين والغربان.
هؤلاء المقاتلون هم من تشبثوا بجمرة الموقف حتى الاحتراق، فحملوا العبء بكامل أبعاده التاريخية والأخلاقية والثقافية، وعبروا به ما كان مرسوماً بالخطوط الحمراء.
وبما أن الجبناء يهربون من الخطر والخطر يفر من وجه الشجعان، فإنهم آمنوا أن الشجاعة لا تعرف المستحيل، رغم الفارق الكبير في العدة والعتاد والحلفاء المتحالفين مع عدوهم. فآمنوا أن الأحلام ستتحقق إذا كنت تملك الشجاعة لمطاردتها.
في الشجاعية لا يعلموننا فن الموت، بل يمضون بنا إلى عمق الحياة، الحياة البعيدة عن الذل والخنوع، ويصعدون بنا إلى عالم مليء بالأمل، ويمحون من ذاكرتنا تاريخاً قريباً امتلأ بالذل والهوان. هنا يُصنع التاريخ من جديد، وهنا نستنشق الأمل ونذهب بعيداً إلى حيث نحلم أن نكون.
في حي الشجاعية الذي تلقى من القنابل والقصف ما يفوق هيروشيما، بدا وصف الشجاعة والإقدام والفداء هزيلاً أمام جنود الله في الأرض. ففي الأخطار العظيمة تظهر الشجاعة العظيمة، وفي استقبال الموت لم ينسَ هؤلاء أنهم أحياء بل ويخططون للمستقبل.
ما يملكه هؤلاء الرجال وما يفتقده الآخرون هو العزيمة والإرادة والإيمان بعدالة قضيتهم، فرفضوا كل أنواع المساومة على حقوقهم في تحرير فلسطين كاملة من البحر إلى النهر، وعدم المساومة على أي شبر من ترابها المقدس.
ما جرى ويجري في غزة وحي الشجاعية تحديداً يُثبت أن القوة للإصبع وليست للزناد، وأن الإحساس بعدالة القضية يضاعف من طاقة الدفاع عنها أضعافاً. لهذا علينا أن نغير من الآن فصاعداً التعريفات التقليدية للنصر والهزيمة، لأن الضحية أقوى من الجلاد، ومن الأطفال المحترقين ورماد الشهداء سوف تولد مليون عنقاء في سماء ملبدة بالمتخاذلين والغربان.
نيسان ـ نشر في 2024/07/12 الساعة 00:00