التيه السياسي العربي
نيسان ـ نشر في 2024/07/22 الساعة 00:00
هل أميركا تسيطر على الموقف الدولي بكل تفاصيله؟!، وإن كانت كذلك، لماذا تتعثر في تنفيذ بعض مخططاتها؟، ولماذا فشلت في العراق رغم وجود قواعدها العسكرية.. وما زال فشلها قائماً، وكيف أفلتت أفغانستان من بين أنيابها، وخرجت "أميركا" وهي مرهقة تلهث كلبؤة مهزومة تلعق جراحها.
في وقت يعتقد الكثير من العرب أن أميركا تستحوذ على خيوط اللعبة، وليس لها منافس يعرقلها ويضع لها العصي في الدواليب، ويمنعها من الاستحواذ على الكعكة كاملة؟. وكما يرى الجميع أن هناك من يحاربها بتنظيمات وأحزاب ليس لها صفة الدولة و لم تدخل "دولاب الشرعة الدولية" الذي لا يحتفي بالشعوب وإرادتها.
ومن عجائب الفهم والتحليل ممن دوخهم ذاك الدولاب، أنهم يظنون أن أميركا تختطف الذين يقاومونها من خارج الدولاب لتجعل حركتهم تصب في صالحها رغم معاداتهم لها، ودائماً تكون مبررات أصحاب هذا الرأي واهية تستند غالبا الى آراء خارجة من المخابرات الغربية تخوّن كل من يقف في وجه أميركا، من ايران الى لبنان، وتدعي أن عدو أميركا هذا، ينفذ مخططاتها في الخفاء ويلعنها ويحاربها في العلن، والأعجب أنهم يدّعون ان الانظمة ومعارضيها والمقاومة جميعهم تستحوذ عليهم أميركا!! وكل حروبهم البينية ما هي إلا مسرحية لخداع الشعوب أو لخداع منافسها الاستعماري إن وجد. ما يعني أن أميركا كما يقول البدو، "تقصد وترد" على نفسها بلا شريك، دون أن يتصدى لها أحد حتى وصل الموقف الدولي في نظر هؤلاء الى عبثية أن تلعب أميركا وحدها على طاولة الشطرنج، أو أن العالم يعامل دولة الاحتلال كمن يلعب الشطرنج مع خطيبته!.
هل يعقل أن كل ما يجري على الساحة السياسية هو وهمٌ صنعته أميركا واختبأت خلفه؟ فهي تصنع النظام الايراني وتحاربه، تستولي على مكتسبات اوروبا الاستعمارية، وتضمها تحت جناحها وتدللها...!!
وكيف يكون للأنظمة في العالم العربي خيارات تدفع بها التغول الاميركي عن نفسها، إذا كانت أميركا واسرائيل تسيطر على القرار السياسي العربي؟! إذن هل هذه الأنظمة مخيرة بالكامل أم مسيرة بالكامل، أم أن هناك دائرتين، دائرة تسيطر عليها أميركا بما أنها القوة العسكرية الجبرية، ودائرة يسيطر على النظام الضعيف وداعمه المتخفي وليس من مصلحته مواجهة أميركا جهراً.
وعليه.. هل وجود القواعد الأميركية في بلد ما يمنع المنافسين الاستعماريين الآخرين -إن وجدوا- من الحصول على مكاسب.. ؟ أم المكاسب كلها لأميركا، وهل هناك خطر على الأنظمة في العالم الثالث، من عدم إعطائها مساحة للتصرف حسب معطياته الداخلية "خدمات"، لدرجة أن أميركا وأذرعها هي من تمول مشاريع البنية التحتية حتى لا يستفيد المنافس، ما يجلب العداء الشعبي لها ولأميركا؟.
وعلى المستوى السياسي، هل إطلاق العنان في عالمنا العربي، "للحريديم الاسلامي" الذي يكتفي بقراءة النصوص دون الفهم والعمل، بل دون ان يسمح لأحد من العامة أن يجأر من الظلم، ويعمل على تثبيط كل من يريد الانعتاق من النير الأميركي، ويرفع شعار "طاعة ولي الامر" ويظن أنه على المحجة البيضاء وغيره في ضلال مبين!! مع أنه يعرف أن أميركا هي الشيطان الأكبر؟! وسيكون لهذا نتائج عكسية على استمرار الهيمنة الأميركية وانحراف الشعوب الى الطرف الذي يدعم قضاياها مهما تكن غايته واتجاهه..
أمام كل هذا التيه والضبابية، على المستوى الرسمي والشعبي الذي تديره أذرع الاستعمار الغربي في الحكومات العربية، إلا أن أغلبية الشعوب، وصلت الى الحقيقة الواضحة التي أكدتها كل حركات المقاومة في بلاد المسلمين وآخرها غزة، أن ارادة الشعوب تكسر عنفوان أكبر مجرم، وأن الانخراط بالعمل المنتج وترك المراء والمماحكة هو الخيار الذي يوصل الى التحرر، وأن مصلحة الشعب المقاوم هي مع من يدعم تحرره وإن تباعدت الأهداف..
وعلى كل حكومات العالم الثالث -إن كانت فعلاً مخلصة ولكنها مغلوبة على أمرها-، أن تخلي بين "أميركا وربيبتها" وبين الشعوب عن طريق غض الطرف عنها في مسألة التحزب الصحيح والتسلح الموجه للتحرر وعدم العبث باتجاهات الشعوب وإشغالها بتفاهات تربكهم بها بين فترة وأخرى، فإن الشعوب كفيلة بهزيمتها..
في وقت يعتقد الكثير من العرب أن أميركا تستحوذ على خيوط اللعبة، وليس لها منافس يعرقلها ويضع لها العصي في الدواليب، ويمنعها من الاستحواذ على الكعكة كاملة؟. وكما يرى الجميع أن هناك من يحاربها بتنظيمات وأحزاب ليس لها صفة الدولة و لم تدخل "دولاب الشرعة الدولية" الذي لا يحتفي بالشعوب وإرادتها.
ومن عجائب الفهم والتحليل ممن دوخهم ذاك الدولاب، أنهم يظنون أن أميركا تختطف الذين يقاومونها من خارج الدولاب لتجعل حركتهم تصب في صالحها رغم معاداتهم لها، ودائماً تكون مبررات أصحاب هذا الرأي واهية تستند غالبا الى آراء خارجة من المخابرات الغربية تخوّن كل من يقف في وجه أميركا، من ايران الى لبنان، وتدعي أن عدو أميركا هذا، ينفذ مخططاتها في الخفاء ويلعنها ويحاربها في العلن، والأعجب أنهم يدّعون ان الانظمة ومعارضيها والمقاومة جميعهم تستحوذ عليهم أميركا!! وكل حروبهم البينية ما هي إلا مسرحية لخداع الشعوب أو لخداع منافسها الاستعماري إن وجد. ما يعني أن أميركا كما يقول البدو، "تقصد وترد" على نفسها بلا شريك، دون أن يتصدى لها أحد حتى وصل الموقف الدولي في نظر هؤلاء الى عبثية أن تلعب أميركا وحدها على طاولة الشطرنج، أو أن العالم يعامل دولة الاحتلال كمن يلعب الشطرنج مع خطيبته!.
هل يعقل أن كل ما يجري على الساحة السياسية هو وهمٌ صنعته أميركا واختبأت خلفه؟ فهي تصنع النظام الايراني وتحاربه، تستولي على مكتسبات اوروبا الاستعمارية، وتضمها تحت جناحها وتدللها...!!
وكيف يكون للأنظمة في العالم العربي خيارات تدفع بها التغول الاميركي عن نفسها، إذا كانت أميركا واسرائيل تسيطر على القرار السياسي العربي؟! إذن هل هذه الأنظمة مخيرة بالكامل أم مسيرة بالكامل، أم أن هناك دائرتين، دائرة تسيطر عليها أميركا بما أنها القوة العسكرية الجبرية، ودائرة يسيطر على النظام الضعيف وداعمه المتخفي وليس من مصلحته مواجهة أميركا جهراً.
وعليه.. هل وجود القواعد الأميركية في بلد ما يمنع المنافسين الاستعماريين الآخرين -إن وجدوا- من الحصول على مكاسب.. ؟ أم المكاسب كلها لأميركا، وهل هناك خطر على الأنظمة في العالم الثالث، من عدم إعطائها مساحة للتصرف حسب معطياته الداخلية "خدمات"، لدرجة أن أميركا وأذرعها هي من تمول مشاريع البنية التحتية حتى لا يستفيد المنافس، ما يجلب العداء الشعبي لها ولأميركا؟.
وعلى المستوى السياسي، هل إطلاق العنان في عالمنا العربي، "للحريديم الاسلامي" الذي يكتفي بقراءة النصوص دون الفهم والعمل، بل دون ان يسمح لأحد من العامة أن يجأر من الظلم، ويعمل على تثبيط كل من يريد الانعتاق من النير الأميركي، ويرفع شعار "طاعة ولي الامر" ويظن أنه على المحجة البيضاء وغيره في ضلال مبين!! مع أنه يعرف أن أميركا هي الشيطان الأكبر؟! وسيكون لهذا نتائج عكسية على استمرار الهيمنة الأميركية وانحراف الشعوب الى الطرف الذي يدعم قضاياها مهما تكن غايته واتجاهه..
أمام كل هذا التيه والضبابية، على المستوى الرسمي والشعبي الذي تديره أذرع الاستعمار الغربي في الحكومات العربية، إلا أن أغلبية الشعوب، وصلت الى الحقيقة الواضحة التي أكدتها كل حركات المقاومة في بلاد المسلمين وآخرها غزة، أن ارادة الشعوب تكسر عنفوان أكبر مجرم، وأن الانخراط بالعمل المنتج وترك المراء والمماحكة هو الخيار الذي يوصل الى التحرر، وأن مصلحة الشعب المقاوم هي مع من يدعم تحرره وإن تباعدت الأهداف..
وعلى كل حكومات العالم الثالث -إن كانت فعلاً مخلصة ولكنها مغلوبة على أمرها-، أن تخلي بين "أميركا وربيبتها" وبين الشعوب عن طريق غض الطرف عنها في مسألة التحزب الصحيح والتسلح الموجه للتحرر وعدم العبث باتجاهات الشعوب وإشغالها بتفاهات تربكهم بها بين فترة وأخرى، فإن الشعوب كفيلة بهزيمتها..
نيسان ـ نشر في 2024/07/22 الساعة 00:00