لانتخاب في بلاد الأعراب
نيسان ـ نشر في 2024/07/30 الساعة 00:00
انتخَب.. في أقرب معنى لها في اللغة، "أَخذ الأَفْضَل والأصْلَح" أي اختار النخبة..
والانتخاب خير ما توصل إليه البشر، إن قام على أسس صحيحة لاختيار من يمثل إرادة الشعب السليمة لممارسة سلطته، وتجلى الانتخاب في الاسلام بالشورى، فالرسول صلى الله عليه وسلم "رشّح" أبا بكر من بعده، ورضي به الناس، وأبو بكر رشح عمر وبايعه الناس، ثم رشّح عمر ستة من الصحابة أفرزوا منهم عثمان وبايعه الناس، والترشيح كان مبنياً على الكفاءة والقدرة على تحمل المسؤولية.
والذي حصل في ممارسة الدولة الإسلامية للانتخاب يشير إلى أن الشخص لا يرشح نفسه، بل يرشحه إما مؤسسة الحكم أو أهل الحل والعقد، والناس إما يصادقون على الترشيح أو يردونه، وفي زمننا تقوم التجمعات أو العائلات أو الأحزاب بالترشيح والشعب يختار. ولذلك لا يجوز أن يترك الحبل على الغارب، بأن يُفتح الباب للجميع للترشح دون ضوابط، فهذا خطأ فادح ونتائجه كارثية، على البلاد والعباد وواقعنا البائس يشهد على ذلك، جراء الأخطاء السابقة.
وإذا كان هذا هو الحال في بلادنا العربية فإن الانتخابات لن تفرز النُخَب، بسبب فوضى الترشح ونوعية المترشحين، وهذا ناتج عن مشاكل في المجتمع قبل مؤسسة الحكم..
أهم شيء في المجتمع هي العلاقات وليس الأشخاص، -وإن كان الأشخاص جزءا منه-،! فالمجتمع الذي تسود فيه علاقات وقيم منحرفة وغير صحية لايمكن أن ينتخب أشخاصاً قادرين على تحمل المسؤولية والنهوض بالبلد كونهم كفاءات قادرة على تحمل المسؤلية..
ولذلك في كل انتخابات في بلادنا يتحمس الناخبون لمرشحيهم طمعاً بالفوز، وعند صدور النتائج الأولية يرفضها من فشل في الانتخابات تعصباً، أو أنه لم يستوعب الاختلاف الكبير بين تصوراته وآماله وبين توجهات الناس وواقع الصناديق، ثم بعد فترة ليست بالطويلة يرفضها المنتخبون الذين فاز مرشحهم بعد أول تجربة معه، لأنهم كانوا يتعاملون مع خيالاتهم المجنحة وأطماعهم الذاتية وأشياء أخرى، متجاهلين الواقع..
ولن يمر وقت طويل حتى ينكشف أمر الواصل للبرلمان من المجتمع ككل، بأنه لا يصلح لأنه انتُخِب بناء على علاقات غير سليمة في المجتمع..
المرشح يفشل في إرضاء الأشخاص كما يفشل في الشان العام.. لأنه يمثل علاقات غير سليمة في المجتمع قائمة على إرضاء أشخاص، وليس العمل على قوانين وبرامج وسياسات تخدم المجتمع ككل، ولكن الذي يجهل "حتماً" كيف يقوم بهذا الدور لن يستطيع خدمة مجتمع، حتى نفسه لا يستطيع خدمتها بالشكل الصحيح بعيداً عن المال والظهور في زينته أمام العامة..
والغريب أن الناس بعد انتهاء الانتخابات وخيبة أملهم في التغيير للأحسن يُقسمون أنهم لن يعودوا لها أبداً.. لكن عندما تبدأ إرهاصاتها ويقترب موعد انتخابات جديدة، تبدأ التحركات ويلبس عشاقها الأقنعة والعمل داخل الصندوق، يبدأ "قرينهم من الجن" بتزيينها لهم، وينتشي التائب "العائد الى المعمعة بشغف"!! يخلق المبررات غير المنطقية ليقنع نفسه بعودته، وتصيبه حالة "الكف الرجعي" للنفاق الاجتماعي.. فينتكس بعد أن حرّم الاهتمام بالانتخابات عقلاً، يعود إليها بكل مشاعره وشغفه للمناجشة.. ويغرق البلد والمجتمع في أربع سنوات جديدة من الضياع، والمفارقة في الموضوع أن من يدفع ثمن الضياع ليس النائب، بل النائب يشارك في خداع العامة والضياع.. الذي يدفع الثمن هم الناس وعلى راسهم التائب المتحمس.
والانتخاب خير ما توصل إليه البشر، إن قام على أسس صحيحة لاختيار من يمثل إرادة الشعب السليمة لممارسة سلطته، وتجلى الانتخاب في الاسلام بالشورى، فالرسول صلى الله عليه وسلم "رشّح" أبا بكر من بعده، ورضي به الناس، وأبو بكر رشح عمر وبايعه الناس، ثم رشّح عمر ستة من الصحابة أفرزوا منهم عثمان وبايعه الناس، والترشيح كان مبنياً على الكفاءة والقدرة على تحمل المسؤولية.
والذي حصل في ممارسة الدولة الإسلامية للانتخاب يشير إلى أن الشخص لا يرشح نفسه، بل يرشحه إما مؤسسة الحكم أو أهل الحل والعقد، والناس إما يصادقون على الترشيح أو يردونه، وفي زمننا تقوم التجمعات أو العائلات أو الأحزاب بالترشيح والشعب يختار. ولذلك لا يجوز أن يترك الحبل على الغارب، بأن يُفتح الباب للجميع للترشح دون ضوابط، فهذا خطأ فادح ونتائجه كارثية، على البلاد والعباد وواقعنا البائس يشهد على ذلك، جراء الأخطاء السابقة.
وإذا كان هذا هو الحال في بلادنا العربية فإن الانتخابات لن تفرز النُخَب، بسبب فوضى الترشح ونوعية المترشحين، وهذا ناتج عن مشاكل في المجتمع قبل مؤسسة الحكم..
أهم شيء في المجتمع هي العلاقات وليس الأشخاص، -وإن كان الأشخاص جزءا منه-،! فالمجتمع الذي تسود فيه علاقات وقيم منحرفة وغير صحية لايمكن أن ينتخب أشخاصاً قادرين على تحمل المسؤولية والنهوض بالبلد كونهم كفاءات قادرة على تحمل المسؤلية..
ولذلك في كل انتخابات في بلادنا يتحمس الناخبون لمرشحيهم طمعاً بالفوز، وعند صدور النتائج الأولية يرفضها من فشل في الانتخابات تعصباً، أو أنه لم يستوعب الاختلاف الكبير بين تصوراته وآماله وبين توجهات الناس وواقع الصناديق، ثم بعد فترة ليست بالطويلة يرفضها المنتخبون الذين فاز مرشحهم بعد أول تجربة معه، لأنهم كانوا يتعاملون مع خيالاتهم المجنحة وأطماعهم الذاتية وأشياء أخرى، متجاهلين الواقع..
ولن يمر وقت طويل حتى ينكشف أمر الواصل للبرلمان من المجتمع ككل، بأنه لا يصلح لأنه انتُخِب بناء على علاقات غير سليمة في المجتمع..
المرشح يفشل في إرضاء الأشخاص كما يفشل في الشان العام.. لأنه يمثل علاقات غير سليمة في المجتمع قائمة على إرضاء أشخاص، وليس العمل على قوانين وبرامج وسياسات تخدم المجتمع ككل، ولكن الذي يجهل "حتماً" كيف يقوم بهذا الدور لن يستطيع خدمة مجتمع، حتى نفسه لا يستطيع خدمتها بالشكل الصحيح بعيداً عن المال والظهور في زينته أمام العامة..
والغريب أن الناس بعد انتهاء الانتخابات وخيبة أملهم في التغيير للأحسن يُقسمون أنهم لن يعودوا لها أبداً.. لكن عندما تبدأ إرهاصاتها ويقترب موعد انتخابات جديدة، تبدأ التحركات ويلبس عشاقها الأقنعة والعمل داخل الصندوق، يبدأ "قرينهم من الجن" بتزيينها لهم، وينتشي التائب "العائد الى المعمعة بشغف"!! يخلق المبررات غير المنطقية ليقنع نفسه بعودته، وتصيبه حالة "الكف الرجعي" للنفاق الاجتماعي.. فينتكس بعد أن حرّم الاهتمام بالانتخابات عقلاً، يعود إليها بكل مشاعره وشغفه للمناجشة.. ويغرق البلد والمجتمع في أربع سنوات جديدة من الضياع، والمفارقة في الموضوع أن من يدفع ثمن الضياع ليس النائب، بل النائب يشارك في خداع العامة والضياع.. الذي يدفع الثمن هم الناس وعلى راسهم التائب المتحمس.
نيسان ـ نشر في 2024/07/30 الساعة 00:00