الخلاف على الثمن وليس على الأسد!

أحمد منصور
نيسان ـ نشر في 2015/11/24 الساعة 00:00
أصبحت جملة «لا مستقبل للأسد فى سوريا» من الجمل الممجوجة على لسان السياسيين الأميركان والغربيين، وآخرهم الرئيس الأميركي باراك أوباما فى خطابه الأخير في ماليزيا، وهذه الجملة عادة ما يرددها السياسيون الغربيون ردا على التمسك الروسي الإيراني ببشار الأسد في الحلول المستقبلية التي يتم النقاش حولها سواء في جنيف أو فيينا أو عواصم أخرى حول مستقبل سوريا، فمن الواضح في سياسات الروس والإيرانيين أن الأسد بالنسبة لهم قد انتهى لكن نظامه سوف يبقى تماما كما حدث في مصر وتونس ذهب رأس النظام وبقي النظام، لكن رمزية الأسد تبقى للتفاوض من أجل الحصول على أكبر ثمن ممكن فى المقابل. فالروس لم يأتوا إلى سوريا حتى يخرجوا منها، وكذلك الإيرانيون لم ينفقوا عشرات المليارات من الدولارات من أجل الحفاظ على الهلال الشيعي حتى يخرجوا صفر اليدين في النهاية من سوريا بعدما فقدوا عشرات الجنرالات والضباط ومئات الجنود والمتطوعين من الحرس الثوري وقيادات وجنود حسن نصر الله وغيرهم، الكل يضغط من أجل أن يحصل على مزيد من المكاسب في دولة لها مكانتها الاستراتيجية المميزة على مدار التاريخ، وإن كانت من حيث الواقع أصبحت معظم مدنها وقراها أطلالا وتضرر ما يزيد على عشرة ملايين من سكانها تحول كثير منهم إلى لاجئين ومشردين سواء داخل سوريا أم خارجها، فالكل الآن يتصارع على سوريا حتى ينال شيئا منها، أما الأسد فهو مثل الخرقة البالية. وقد كانت زيارته لروسيا كما يقول معظم المحللين والخبراء هي للاتفاق والترتيب على أن وجوده الفعلي قد انتهى وعليه أن يختار المكان الذي سينتقل للإقامة فيه مع عائلته، لكن روسيا التاجر الرئيسي في القضية تريد أن تبقي ورقة الأسد قائمة حتى تحصل من خلالها على ما كل تريد من مكاسب من أهمها وجود شرعي رسمي في سوريا والبحر المتوسط معترف به ومقر من كل الدول التي تشارك في صناعة مستقبل سوريا الآن، أما إيران فلا تريد هي الأخرى أن تخرج صفر اليدين فقد أنفقت الأموال وضحت بالجنرالات والجنود حتى تنال نصيبا ووجودا دائما في سوريا يضمن شريان إمدادها لحزب الله.. هذه هي القصة باختصار؛ أن الصراع الحالي ليس على الأسد، فالأسد انتهى ولكن الصراع على الثمن والمكاسب التي يريد كل طرف أن يحصل عليها.. لاسيما روسيا وإيران. الوطن القطرية
    نيسان ـ نشر في 2015/11/24 الساعة 00:00