نهاية سايكس بيكو خطة الصهاينة لتقسيم العراق وسوريا
نيسان ـ نشر في 2024/08/07 الساعة 00:00
"لقد كنت دائمًا مستعدًا للدفاع عن وطني حتى آخر نفس وآخر قطرة دماء. سأموت على أرض مصر وسيحكم التاريخ عليّ وعلى الآخرين." - حسني مبارك
بعد مرور مائة عام على الاتفاقية السرية التي تعرف باسم سايكس-بيكو بين بريطانيا وفرنسا في عام 1916، التي بموجبها قسمت أراضي الدولة العثمانية في الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولى، تم وضع خطة جديدة أنجلوصهيونية لتقسيم العالم العربي مجددًا، ولكن هذه المرة على أسس إثنية.
في مثل هذا اليوم قبل واحد وعشرين عامًا، ظهر لأول مرة المصطلح الشهير "الفوضى الخلاقة"، عندما ألقت كونداليزا رايس، مستشارة الأمن القومي للرئيس بوش الابن، كلمة أمام معهد أمريكان إنتربرايز، تحدثت فيها عن أن التغيير والفوضى ضروريان لتحقيق نظام جديد في الشرق الأوسط يكون أكثر استقرارًا وديمقراطية. وأكدت أن الولايات المتحدة ستدعم المعارضة حتى لو أدى ذلك إلى فوضى مؤقتة. وأضافت أن هذه الاستراتيجية ستتيح للولايات المتحدة تدخلًا أكبر في المنطقة.
بدأ تنفيذ هذا المخطط في عام 1990 بإضعاف أهم وأقوى دولة عربية، وهي العراق. نصبت الولايات المتحدة فخًا للرئيس صدام حسين لاحتلال الكويت من خلال سفيرتها في الكويت، أبريل غلاسبي، التي قالت لوفد عراقي: "ليس لدينا رأي في النزاعات العربية-العربية". ثم تلقى صدام رسالة من وزير الخارجية آنذاك، جيمس بيكر، تتطابق مع مقولة السفيرة. وبقية القصة معروفة.
ثم جاءت المرحلة الثانية تحت مسمى "الحرب على الإرهاب"، حيث تم تدمير العراق واحتلاله. عمد المحتل إلى التفريق بين السنة والشيعة، مما أدى إلى اندلاع حرب أهلية أسفرت عن مقتل وتهجير الملايين. كما دعمت الولايات المتحدة الأكراد في سعيهم للاستقلال عن الحكومة المركزية.
في 19 كانون الأول من عام 2010، أقدم بائع تونسي على إحراق نفسه، فاستغلت القوى الأنجلوصهيونية مظاهرات الشباب المطالبين بحياة أفضل. وقد أدت هذه المظاهرات إلى الإطاحة بأربعة قادة ديكتاتوريين عرب.
وكان هدف الخطة من هذه الاحتجاجات هو سوريا. ففي 15 آذار بدأت المظاهرات في سوريا بمتظاهرين سلميين تصدت لهم السلطات بعنف. ولم تمضِ فترة طويلة حتى ظهرت التنظيمات المتطرفة المسلحة، التي حصلت على أموال عربية وسلاح وتدريب أمريكي. وفي الوقت نفسه، أنشأت الولايات المتحدة قوة ائتلافية للتدخل العسكري ضد هذه التنظيمات التي أفرزت تنظيم داعش. وكان الصهاينة والأمريكان يعلمون أن التصدي لداعش سيستغرق وقتًا طويلًا لإضعافها ثم القضاء عليها. وأثناء ذلك، من جهة تقاتل التنظيمات الائتلاف ومن جهة أخرى تقاتل الدولة السورية، مما أدى إلى تدمير المدن والبنية التحتية والذاكرة التاريخية في العراق وسوريا بشكل لا يمكن إصلاحه. وكانت النتيجة قتل حوالي 470 ألف سوري وتشريد نصف السكان البالغ عددهم 22 مليون شخص.
وكان التدمير متعمدا لكل من حلب والموصل ، لأن النهضة الإسلامية كانت دائمًا تبدأ بتوحيد حلب والموصل وبلاد الشام ومصر.
وبدأ الصهاينة والأمريكان بالسعي إلى إقامة دولة للأكراد، فدعموا الأكراد بالسلاح والمال، حتى لو كان ذلك على حساب تركيا، العضو المهم في الناتو. ولكن هذا المشروع جوبه بمعارضة تركية قوية وتردد كردي، بعد أن خذلتهم الولايات المتحدة في سبعينيات القرن الماضي حين سلحتهم ثم تخلت عنهم، فتركتهم فريسة سهلة للجيش العراقي. وكان هدف الصهاينة من دعم الأكراد آنذاك هو تشتيت الجيش العراقي في محاربة الأكراد بعيدًا عن فلسطين.
كان الهدف واضحًا، وهو تفكيك هاتين الدولتين وإيجاد حالة من عدم الاستقرار في المنطقة تستفيد منها الدولة المارقة دون أن تكون لها علاقة مباشرة بذلك. كما سعت هذه الاستراتيجية إلى إشغال العرب في قضايا أكثر إلحاحًا من القضية الفلسطينية، وبالتالي تصبح القضية الفلسطينية في ذيل أولوياتهم، مما يتيح للصهاينة استغلال ذلك وتصفية القضية الفلسطينية.
كان كل شيء يسير وفق المخطط، إلى أن انطلق طوفان الأقصى وأعاد القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث، مؤكدًا أنه لا استقرار في المنطقة بوجود الدولة المارقة. وبدأ الرئيس التركي، أردوغان، بمغازلة الرئيس السوري لإنهاء حلم الدولة الكردية.
الغريب أن الفوضى الخلاقة تنطلق من مقولة "دمشق أولاً ثم القدس"، أي أن السيطرة على القدس تبدأ بتدمير دمشق. وهذا يتطابق تمامًا مع أدبيات داعش التي تقول إن تحرير فلسطين يبدأ بتحرير دمشق. أليست هذه مصادفة غريبة؟
بعد مرور مائة عام على الاتفاقية السرية التي تعرف باسم سايكس-بيكو بين بريطانيا وفرنسا في عام 1916، التي بموجبها قسمت أراضي الدولة العثمانية في الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولى، تم وضع خطة جديدة أنجلوصهيونية لتقسيم العالم العربي مجددًا، ولكن هذه المرة على أسس إثنية.
في مثل هذا اليوم قبل واحد وعشرين عامًا، ظهر لأول مرة المصطلح الشهير "الفوضى الخلاقة"، عندما ألقت كونداليزا رايس، مستشارة الأمن القومي للرئيس بوش الابن، كلمة أمام معهد أمريكان إنتربرايز، تحدثت فيها عن أن التغيير والفوضى ضروريان لتحقيق نظام جديد في الشرق الأوسط يكون أكثر استقرارًا وديمقراطية. وأكدت أن الولايات المتحدة ستدعم المعارضة حتى لو أدى ذلك إلى فوضى مؤقتة. وأضافت أن هذه الاستراتيجية ستتيح للولايات المتحدة تدخلًا أكبر في المنطقة.
بدأ تنفيذ هذا المخطط في عام 1990 بإضعاف أهم وأقوى دولة عربية، وهي العراق. نصبت الولايات المتحدة فخًا للرئيس صدام حسين لاحتلال الكويت من خلال سفيرتها في الكويت، أبريل غلاسبي، التي قالت لوفد عراقي: "ليس لدينا رأي في النزاعات العربية-العربية". ثم تلقى صدام رسالة من وزير الخارجية آنذاك، جيمس بيكر، تتطابق مع مقولة السفيرة. وبقية القصة معروفة.
ثم جاءت المرحلة الثانية تحت مسمى "الحرب على الإرهاب"، حيث تم تدمير العراق واحتلاله. عمد المحتل إلى التفريق بين السنة والشيعة، مما أدى إلى اندلاع حرب أهلية أسفرت عن مقتل وتهجير الملايين. كما دعمت الولايات المتحدة الأكراد في سعيهم للاستقلال عن الحكومة المركزية.
في 19 كانون الأول من عام 2010، أقدم بائع تونسي على إحراق نفسه، فاستغلت القوى الأنجلوصهيونية مظاهرات الشباب المطالبين بحياة أفضل. وقد أدت هذه المظاهرات إلى الإطاحة بأربعة قادة ديكتاتوريين عرب.
وكان هدف الخطة من هذه الاحتجاجات هو سوريا. ففي 15 آذار بدأت المظاهرات في سوريا بمتظاهرين سلميين تصدت لهم السلطات بعنف. ولم تمضِ فترة طويلة حتى ظهرت التنظيمات المتطرفة المسلحة، التي حصلت على أموال عربية وسلاح وتدريب أمريكي. وفي الوقت نفسه، أنشأت الولايات المتحدة قوة ائتلافية للتدخل العسكري ضد هذه التنظيمات التي أفرزت تنظيم داعش. وكان الصهاينة والأمريكان يعلمون أن التصدي لداعش سيستغرق وقتًا طويلًا لإضعافها ثم القضاء عليها. وأثناء ذلك، من جهة تقاتل التنظيمات الائتلاف ومن جهة أخرى تقاتل الدولة السورية، مما أدى إلى تدمير المدن والبنية التحتية والذاكرة التاريخية في العراق وسوريا بشكل لا يمكن إصلاحه. وكانت النتيجة قتل حوالي 470 ألف سوري وتشريد نصف السكان البالغ عددهم 22 مليون شخص.
وكان التدمير متعمدا لكل من حلب والموصل ، لأن النهضة الإسلامية كانت دائمًا تبدأ بتوحيد حلب والموصل وبلاد الشام ومصر.
وبدأ الصهاينة والأمريكان بالسعي إلى إقامة دولة للأكراد، فدعموا الأكراد بالسلاح والمال، حتى لو كان ذلك على حساب تركيا، العضو المهم في الناتو. ولكن هذا المشروع جوبه بمعارضة تركية قوية وتردد كردي، بعد أن خذلتهم الولايات المتحدة في سبعينيات القرن الماضي حين سلحتهم ثم تخلت عنهم، فتركتهم فريسة سهلة للجيش العراقي. وكان هدف الصهاينة من دعم الأكراد آنذاك هو تشتيت الجيش العراقي في محاربة الأكراد بعيدًا عن فلسطين.
كان الهدف واضحًا، وهو تفكيك هاتين الدولتين وإيجاد حالة من عدم الاستقرار في المنطقة تستفيد منها الدولة المارقة دون أن تكون لها علاقة مباشرة بذلك. كما سعت هذه الاستراتيجية إلى إشغال العرب في قضايا أكثر إلحاحًا من القضية الفلسطينية، وبالتالي تصبح القضية الفلسطينية في ذيل أولوياتهم، مما يتيح للصهاينة استغلال ذلك وتصفية القضية الفلسطينية.
كان كل شيء يسير وفق المخطط، إلى أن انطلق طوفان الأقصى وأعاد القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث، مؤكدًا أنه لا استقرار في المنطقة بوجود الدولة المارقة. وبدأ الرئيس التركي، أردوغان، بمغازلة الرئيس السوري لإنهاء حلم الدولة الكردية.
الغريب أن الفوضى الخلاقة تنطلق من مقولة "دمشق أولاً ثم القدس"، أي أن السيطرة على القدس تبدأ بتدمير دمشق. وهذا يتطابق تمامًا مع أدبيات داعش التي تقول إن تحرير فلسطين يبدأ بتحرير دمشق. أليست هذه مصادفة غريبة؟
نيسان ـ نشر في 2024/08/07 الساعة 00:00