لماذا تبيع 'البحرية الأمريكية' حاملة طائرات بسنت واحد فقط؟

نيسان ـ نشر في 2024/08/17 الساعة 00:00
هل فكرت يومًا في أسعار حاملات الطائرات؟ وهل راودتك أفكار يومًا ما حول امتلاك إحداها؟ إذا كنت كذلك، فبإمكانك شراء حاملة طائرات بسنت واحد فقط، بل وقد تحصل على أموال مقابل اقتنائها.
ما سردناه سلفا لم يكن مزحة، بل كان واقعًا، فالبحرية الأمريكية باعت بالفعل في عام 2022، حاملتي الطائرات المتقاعدتين «يو إس إس كيتي هوك» (CV-63) و«يو إس إس جون إف كينيدي» (CV-67) مقابل سنت واحد فقط لكل منهما لشركة تفكيك السفن، رغم الجهود المبذولة للحفاظ عليهما كسفينتين للمتحف.
ويقول موقع «ذا ناشيونال إنترست» الأمريكي، إن حاملتي الطائرات هاتين، تقاعدتا في عامي 2009 و2007 على التوالي، مشيرًا إلى أنه رغم أن جمعية قدامى المحاربين جمعت 5 ملايين دولار للحفاظ على حاملة الطائرات المتقاعدة «يو إس إس كيتي هوك» كسفينة متحف، فإن ذلك لم يحدث.

فـ«الخدمة البحرية أبطلت هذه الخطة، وبيعت بدلاً من ذلك مع «يو إس إس جون إف كينيدي»، بحسب الموقع الأمريكي، الذي قال إن البحرية الأمريكية دفعت مقابل تسليم حاملتي الطائرات إلى شركة تكسير السفن.
وأشار إلى أن التكلفة والتعقيدات المرتبطة بصيانة هذه السفن الضخمة جعلت من غير العملي الاحتفاظ بها كمتاحف، مما يسلط الضوء على تحديات الحفاظ على حاملات الطائرات من حقبة الحرب الباردة، مؤكدًا أنه من غير المرجح أن يكون هناك متاحف لحاملات الطائرات في الولايات المتحدة في المستقبل.
ويجري حاليا تفكيك حاملتي الطائرات في عملية قد تستغرق نحو 18 شهرا لكل منها، بحسب الموقع الأمريكي.
لكن لماذا لا توضع بمتحف؟
يقول «ناشيونال إنترست»، إنه يوجد خمسة متاحف لحاملات الطائرات في الولايات المتحدة - أربعة منها لحاملات طائرات من فئة إسيكس، في حين أن الخامسة لحاملة طائرات من فئة ميدواي.
وأشار إلى أنه لم يتم الحفاظ على أي حاملة طائرات من الحرب الباردة كحاملات طائرات، في قرار يتعلق بالمال فقط.
ففي حين كانت البحرية سعيدة ببيع حاملات الطائرات إلى شركة خردة مقابل سنت واحد فقط، فإن الخدمة البحرية تتطلب عدم ترك السفن الحربية المتقاعدة لتتعفن ببساطة.
وتكلف صيانة حاملات الطائرات بشكل صحيح قدرًا كبيرًا من المال. وباعتبارها متاحف، فإن العديد من هذه السفن الحربية بالكاد تجني ما يكفي من الزوار لإبقاء الأضواء مضاءة. وهي تتطلب منحًا عندما تكون هناك حاجة إلى إصلاحات مكلفة.
وفي عام 2012، أُحيلت حاملة الطائرات يو إس إس إنتربرايز (CVN-65)، أول حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية في العالم، إلى التقاعد بعد أكثر من خمسة عقود من الخدمة.
وفي وقت إحالتها إلى التقاعد، كانت ثالث أقدم سفينة تدخل الخدمة في البحرية، بعد الفرقاطة ذات الهيكل الخشبي يو إس إس كونستيتيوشن والسفينة يو إس إس بويبلو، التي استولت عليها كوريا الشمالية في يناير/كانون الثاني 1968 ولم تُخرج من الخدمة قط.
وأوقف تشغيل حاملة الطائرات CVN-65 رسميًا في فبراير/شباط 2017، وسط مطالب بتحويل السفينة إلى متحف، لكن الأمر اعتبر مكلفًا للغاية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن السفينة ستحتاج إلى تفكيك جزئي لإزالة مفاعلاتها النووية الثمانية، في عملية ثبت أنها معقدة.
    نيسان ـ نشر في 2024/08/17 الساعة 00:00