سيتوسعون

ابراهيم عبدالمجيد القيسي
نيسان ـ نشر في 2024/08/18 الساعة 00:00
«ترمب العنصري»، فعلى دوره وبسبب سياسته يحصد العالم ما يحصده اليوم جراء قراراته المنحازة للشركة المجرمة «إسرائيل».
فهو و»جوز بنته» كوشنير، قطعا شوطا في رئاسته السابقة، وقدما نموذجا سياسيا عنصريا إجراميا بحق المنطقة والعرب، والمتضرر الأكبر منها كان الأردن، والقضية الفلسطينية بالطبع، ولم يتوقف الأمر عند قراره نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، خلافا وتعارضا مع «نهج أمريكا» كمسؤول أول عن معاهدات وعمليات السلام «الملهاة» التي تم توقيعها بين الذراع الإجرامية «اسرائيل» من جهة، وبين عدة دول عربية بما فيها فلسطين وسلطتها، وكذلك ابتزازه لدول ومراودة زعاماتها على وجودهم في الحكم، ثم التطبيع مع العدو فيما عرف بصفقة القرن وقبله «الشرق الأوسط الجديد»، الأمر الذي وضع الأردن في موقع سياسي «آخر»، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل هو «ترمب الصهيوني» نفسه، الذي «استطاب» الطرح الإسرائيلي واعتبره منطقيا وممكنا، بضم الضفة الغربية الى الأرض المسروقة السابقة..
وها هو اليوم وعلى مرأى ومسمع من الجميع، يؤيد بل يدعو لتوسيع مساحة الأراضي المحتلة، دون ادنى اعتبار لحقوق شعوب ولا لقانون دولي.. فهو حقا يرى بأنها «أراض بلا سكان»، وأن له الحق بمنحها للعصابة المجرمة التي تحتل فلسطين، وتخدم الجريمة الأمريكية.
القيادة التاريخية للعرب وللمسلمين، أعني القيادة الهاشمية، التي تم غبنها قبل 100 عام، والالتفاف على مشروعها الوحدوي القومي، وتقليص نفوذها التاريخي الافتراضي إلى مساحة الضفة الشرقية من الأردن التاريخي، وكما جرت العادة ويقول التاريخ، هي التي ستلقى على عاتقها أعباء الصمود من جديد، فالساحة الافتراضية لتوسع «مرحلي» للمشروع الصهيوني في بلادنا العربية، على صعيد الديمغرافيا بمزيد من التهجير لأهل فلسطين، أو على صعيد الجغرافيا، فلا أحد يمكنه أن يقدم للأردن «ضمانات» بعدم حدوث شيء من ذلك، ما دام «بلفور» الأمريكي يعد العصابة بهدايا جديدة.
أيقن الغرب والشرق بأن البلاد العربية ارض بلا سكان، واليوم تتوفر ظروف «خيالية» لإثبات هذه الحقيقة، فأين السكان، والمواطنون والقوى السياسية، والوطنيون والأحزاب !!.. وأين الجميع عن تصريحات ونوايا أمريكا الواضحة؟!.. قبل حوالي 130 عاما، كانوا يريدون وطنا للشعب اليهودي «المسكين»، واليوم يريدون مساحة جديدة لتتوسع «إسرائيل المسكينة»..
لا يمكننا أن نكتفي بتاريخنا ومواقفنا الداعمة للقضية الفلسطينية ولحقوق شعبها، وحتى لو كررنا على مسامع «ترمب المجرم» مليون مرة، وحذرناه، فسوف يقوم بتنفيذ وعده لإسرائيل، وسوف يتساءل بعدها (أين الغضب العربي والطوفانات والزلازل التي حذرتموني منها إن قمت بنقل السفارة لأورشليم؟!)..
هذه ليست مقالة «استباقية» ولا تحذيرا، فالجميع يفهم الحقيقة، وأن أمريكا بمثل هذه القيادة السياسية، ستنفذ ما تنوي تنفيذه، بل إن العملاء والمجرمين، سيتطوعون بأفكار إبداعية وربما «عروض» تخدم فكرة ووعد «ترمب» الجديد لإسرائيل، وسوف تنشط خلايا وخبايا الشقاق والنزاع البينية لتسهيل طريق جهود التوسعة، فنحن نعيش زمن ردة وانقلاب الجبناء ضد أنفسهم..
سينشط أزلام الصهيونية لإخفاء وتبهيت كل رأي أو صوت يعارض هذا المخطط الإجرامي الأمريكي المعلن، وتجري مقادير أمريكا لبغيتها..
ليسلم الأردن ولا نامت أعين الجبناء تحت عباءات العملاء.
    نيسان ـ نشر في 2024/08/18 الساعة 00:00