لمحة عن كتاب 'حكايا الغياب' للكاتبة أمل خواجة

نيسان ـ نشر في 2024/08/22 الساعة 00:00
الأدب بشكل عام يتضمن كل الأجناس الأدبية، من رواية، وقصة، وخاطرة، وشعر تقليدي ونثري وغيره، والكاتبة أمل خواجة اختارت طريق النصوص النثرية التي تعبر من خلال اللغة عما يجيش في نفسها وفكرها ومشاعرها، فالكتاب حكايا الغياب، هذا العنوان والعتبة الأولى على الغلاف، يشي بالمعنى الدال في محتوى القصائد والخواطر التي تضمنها هذا الإصدار، حكايا أو حكايات لا فرق فالمعنى واحد، عند قراءتي للعناوين الداخلية، وجدت القصائد قصيرة، ولكنها تحمل تعابير مكثفة ومعاني جميلة تنم عن موهبة حقيقية لدى الكاتبة أمل، فهي ذات تجربة سابقة في الكتابة ومتطورة، تملك أدواتها بشكل جيد ومتمكنة في تطويع اللغة والسيطرة على المفردات، فثمة إرادة لدى أمل في الكتابة المتميزة، وذلك من خلال تجربتها الأدبية يبدو أنها ترنو إلى القصيدة الحقيقية الحرة، بالرغم من قدرتها على خوض تجربة القصيدة النثرية التي لا تقل جودة عن الموزونة، فالمشاعر والعاطفة والخيال كلها تشكل القصيدة الجميلة، إضافة إلى اللغة القوية، وتوظيف التشبيه والمجاز والبلاغة في هذه القصائد، فهناك أيضا الصور الجميلة والمبتكرة.
تقول في قصيدة (كيف؟): «كيف لأحلامي/ أن تستبيح سهام الشوق/ في عينيك/ كيف لقمري أن يشع نورا/ في ثنايا قلبك؟».
هذه التساؤلات كيف لأحلامي، وكيف لقمري تدلل على حدة السؤال والحيرة لدى الشاعرة، فهي تقف عاجزة أمام الآخر في وصف اشتياقها وترددها في آن معا،
فثمة الأحلام، والقمر، وسهام الشوق، والنور والقلب والعيون فهذه المفردات الدالة على عمق العلاقة العاطفية والمشاعر المتقدة، والتي جاءت بصيغة تساؤلات.
في هذا الكتاب نجد هناك علاقة وثيقة بين الذات والذات فالقصائد تدور في فضاء الذات مثل: في سماء عيني، تعال أكتبك، لحظة وداع، كفاني، لك اكتب، أيه الحب، عاشقة المطر.
(حكايا غياب) مؤلف ينبض بالعاطفة الصادقة، وتنوع القصائد، ولكن تدور هذه الأفكار في ذات المعنى الجميل الإنساني الاجتماعي، في العلاقة الروحية النبيلة، وتخاطب الأرواح في الزمان والمكان الذي يوفره الخيال والحلم.
وتقول: « وعن بعض حكايا الغياب/ ما زلت الملم بعضي التائهة/ على مدارج الروح وأرصفته/ ما زلت أبحث عن كلي/ الذي كان يملؤني».
هنا الغياب هو بيت القصيد، وهو كذلك في عنوان الكتاب، وهنا مربط الفرس كما يقال، الغياب يعني البعد، الرحيل، الماضي، الهجر، الوداع.
نعم الغياب، والحكايا، والأحلام، والأشواق، والحرمان، والانتظار كلها ألفاظ زاخرة دالة على المعاني الأصيلة النبيلة، التي يعيشها الإنسان في هذه الحياة.
الشاعرة والكاتبة أمل مصطفى الخواجة تتقن فن الكتابة العاطفية والوجدانية والرومانسية، وهي قادرة على ترجمة مشاعرها وأحاسيسها بالكتابة والروح الرقيق، وتمتلك أدواتها ببراعة، من حيث اللغة واختيار التعابير المناسبة والملائمة.
أرجو لها دوام النجاح في أعمالها الأدبية القادمة.
    نيسان ـ نشر في 2024/08/22 الساعة 00:00