هل تبدأ نهاية نتنياهو اليوم!

كمال زكارنة
نيسان ـ نشر في 2024/09/02 الساعة 00:00
من المنتظر ان يشهد الكيان المحتل اليوم، اضرابا عاما شاملا غير مسبوق ،بدعوة وتنظيم من قبل اتحاد نقابات العمال "الهستدروت"،للمطالبة بابرام صفقة تبادل للاسرى مع الجانب الفلسطيني، واستعادة الاسرى الاسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية،الا اذا كان لمحاكم الاحتلال رأيا اخر ومنعت تنظيم الاضراب.
وسبق الاضراب مساء امس اكبر تظاهرة في تاريخ الكيان بمشاركة اكثر من ثلاثمائة الف اسرائيلي ،طالبت نتنياهو بالموافقة على صفقة تبادل الاسرى مع المقاومة الفلسطينية .
الدعوة للاضراب العام اليوم وتظاهرات مساء امس وما سبقها، تحدث لاول مرة في تاريخ الكيان خلال حرب طاحنة وعدوان عسكري اسرائيلي على الشعب الفلسطيني ،كلها موجهة ضد نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة ،وتطالبه باستعادة الاسرى الاسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية احياء ،قبل العثور عليهم او اعادتهم جثثا داخل التوابيت.
اصبح لدى غالبية الاسرائيليين قناعة تامة،بأن نتنياهو ليس معنيا بالاسرى الاسرائيليين ،ولا يريدهم احياء،بل انه يحرص ويسابق الزمن من اجل موتهم ،حتى يتخلص من هذا الكابوس الداخلي ،الذي يتسبب له بضغط كبير،متجاهلا ان امهات الجنود القتلى في هذه الحرب والمعرضين للقتل والموت ،سينتفضون في وجهه قريبا، للمطالبة بوقف الحرب ،وعودة ابنائهن اليهن احياء.
36 اسيرا اسرائيليا حتى الان، عادوا في التوابيت الى ذويهم،بعد ان قتلهم جيش الاحتلال الاسرائيلي خلال عدوانه على قطاع غزة ،اما اثناء القصف والاعمال الحربية ،او اثناء محاولات فاشلة قام بها جيش الاحتلال لتحرير بعضهم.
اليوم تجد المعارضة الاسرائيلية من يقودها وينظم عملها واحتجاجاتها وتظاهراتها ومطالبها،وهي الهستدروت ،واذا واصلت هذه المعارضة برامجها الاحتجاجية التصعيدية ضد حكومة نتنياهو بشكل منظم وممنهج،من خلال القيام بتنظيم الاضرابات العامة والشاملة والالنزام والمشاركة بها،والتظاهرات الواسعة والضخمة بمشاركة مئات الالاف ،والاعتصامات امام مبنى الكنيست وبيت نتنياهو والمؤسسات العامة في الكيان ،وصولا الى العصيان المدني ،فان حكومة نتنياهو سوف تسقط خلال ايام قليلة،ولن ينقذها الا اتفاق تبادل الاسرى ،ووقف دائم للحرب .
الشارع الاسرائيلي قادر على اجبار نتنياهو وحكومته اليمينية على تنفيذ مطالب المعارضة الاسرائيلية ،اذا كانت جادة في توجهاتها ومطالبها ،ولا يمكن لأي جهة الضغط على حكومة الاحتلال الا الولايات المتحدة الامريكية اذا ارادت،او ان يأتي الضغط من الداخل الاسرائيلي،الذي يستطيع عزل وازاحة نتنياهو عن السلطة واسقاط حكومته خلال ايام قليلة .
نتنياهو يتمرد على الاسرائيليين وعلى العالم ،ولا يلقي بالا لأحد،ولا تعنيه حياة اسرى الاحتلال ،لان الابقاء عليهم احياء او موتهم بالنسبة له سيان.
قوة الحراك الداخلي الاسرائيلي ،اذا اتقنت الهستدروت قيادته، واستطاعت تنظيم فعالياته وانشطته المختلفة بشكل واسع،يمكن ان تشكل عاملا حاسما قي توجيه وصياغة مواقف حكومة الاحتلال، او اسقاطها .
الايام القادمة سوف تكشف جدية وقدرة المعارضة الاسرائيلية ،على الاستمرار في الحراك وتصعيده ضد نتنياهو ،وحجم تأثيرها على مواقف وسياسة حكومة اليمين المتطرفة في الكيان.
    نيسان ـ نشر في 2024/09/02 الساعة 00:00