عصر الفلافل

تغزل الشاعر يومًا بالكبدة فقال:
فَاءُ الفلافل قُبِّحَتْ مِن أكلةٍ
أَنْعِمْ وبارك في فُطُورِ الكِبْدةِ
كانت أيامُه أيامَ رغد وبحبوحة، ولم يعش ذلك الشاعر أيامنا؛ فالكبدة أصبحت من الأحلام بالنسبة لمعظم الناس، في حين تعاظم دور الفلافل ليتعالى هو الآخر على الكثير؛ لذلك قلت متغزلًا فيه:
فَاءُ الفلافل يا لها من أكلة
ومِنَ الأماني يا فطور الكبدةِ
عندما رُفع الدعم عن الخبز في عهد حكومة عبد الكريم الكباريتي ارتفع سعر الفلافل، وتقلص حجمها (عملت رجيم لتناسب المرحلة)، يومها جاءت امرأة إلى عيادتي تبكي، وتقول: "أصبحت سندويشة الفلافل بسعر لا أطيقه! وعندي من الأولاد ثلاثة، ولا أستطيع توفير ثمن سندويشة الفلافل لهم قبل ذهابهم للمدرسة في الصباح".
وقبل ذلك جاءت حكومة عبد السلام المجالي بضريبة المبيعات، وكان يدافع عنها بقوله إن الموظف لا يستطيع شراء الخروف لضيوفه بينما المحظوظون يتمتعون بكل شيء، ولا أدري إن كان الموظف بعد ضريبة المبيعات يستطيع أن يشتري ربع كيلو من اللحم لضيوفه، وما هو حال المحظوظين بعد ضريبة المبيعات؟!
غنوا معي:
فَاءُ الفلافل يا لها من أكلة
ومِنَ الأماني يا فطور الكبدةِ
د ذيب عبدالله خطاب*) استشاري طب الأطفال/ شاعر ونائب سابق