إسلام عمر لـ القاضي الشيخ محمد سويد

نيسان ـ نشر في 2015/11/28 الساعة 00:00
أضــاعـك الـكـبـر أم هــل صــدك الـحـجر ... فـــرحـــت تـــثـــأر لــلــعــزى وتــنـتـصـر ؟
أيــعــجــز الله عـــمـــن جـــ اء يــحـطـمـه ... وتـسـتـطيع وأنـــت الـعـبـد يـــا عــمـر ؟
مـــا غــرك الـصـنم الـمـنحوت مــن حـجـر ... فـــأنــت تــعــلـم مــــاذا يــنـفـع الــحـجـر
لـكـنـه الـكـبـر أن يـعـصـف بـــذي نــظـر ... لا يـسـلـم الـــرأي مــمـا فــيـه والـنـظـر
كـــبــر الــفــتـوة فــــي عـيـنـيـك زيــنــة ... وزيـــنــتــه لـــ ـك الـــعـــادات والأســـ ـر
وقــــفـــت تـــجــبــه الإســـ ـلام أولـــ ـه ... كـبـرعم الـغـصن لــم تــورق بـه الـشجر
وآيـــ ـة الله هــمــسـاً بـــيــن مــؤمــنـة ... ومــؤمــن مــثــل نــــور الـصـبـح تـنـتـشر
وحــولــك الــقــوم بــكــاء عــلـى صــنـم ... ومـسـتـمـيـت عـــلــى أمـــجــاده حـــ ذر
ونــافــث الــسـم الأفــعـى أبـــو لــهـب ... كـــيــف اســـتــدار بـــديــن الله يــأتـمـر
عـصـابـة غـاظـهـا مـــن جـــاء يـرشـدهـا ... ولـيـس فــي أفـقـها شـمس ولا قـمر
ألـــقــت عـــلــى عــصـبـة بالله مــؤمـنـة ... مــــن الـمـظـالم مـــا لا يـحـمـل الـبـشـر
تـسـعـون فـــروا بـديـن الله مــا تـركـوا ... أرض الــحــجـاز لــغــيـر الله أو هــجــروا
يـغـالب الـشـوق نـجـواهم إلــى وطــن ... من شمسه اكتحلوا من طينه انحدروا
حــتــى إذا مــلــك الأحــبـاش كـرمـهـم ... وقـومـه الـصـيد حـاطـوهم بـما قـدروا
جــنـت قــريـش بــمـا يـلـقون مــن كــرم ... عــنـد الـمـلـيك فــجـاءت تـلـهـث الــنـذر
وقـال عـمرو بـن الـعاص : فتية صبروا ... وحـــقــرونــا بـــديـــن وهـــ ـو مــبــتـكـر
لـــن تـسـتـريح قـريـش مــن مـخـاوفها ... حـــتــى يـــعــود إلــيــهـا ذلــــك الــنـفـر
وقـــال جـعـفـر (1) والإيــمـان يـنـطـقه ... عــفــواً مـلـيـكـي لــقــول كــلــه هــــذر
كــنــا غــــزاة ، قــســاة فــــي مـرابـعـنا ... عـــاث الــقـوي بــهـا والـمـفسد الأشــر
يـــمــزق الــخـلـف فــيـنـا كــــل رابــطــة ... ويــقــطـع الــســيـف أرحــامــاً فـتـنـدثـر
ونــســتـعـيـن بـــ ـرب نـــحـــن نــصــنـعـه ... لا يــرتـجـى الـنـفـع مــنـه لا ولا الــضـرر
ونــنــكـث الــعـهـد لا نــوفــي بــذمـتـه ... ولـــيــس تــرهـبـنـا عــقـبـى ولا ســقــر
حــتــى أتــانـا رســـول الله فـــي يـــده ... هـــذا الـكـتـاب الـــذي مـــا قـالـه بـشـر
وراح يـــ ـقـــ ـرأ آيـــ ـــ ــات مــــنــــزلــــة ... بـاسـم الـبـتول فـفـاح الـطـيب والـزهـر
أصـغـى لـها سـيد الأحـباش فـالتمعت ... فـــي مـقـلـتيه دمـــوع وهـــي تـنـهمر
وصــاح فـي وجـه عـمرو لـن أسـلمهم ... بـــلــغ قــريــشـاً ولــــو ســاءهــا الــخـبـر
لـن أطـرد اللاجئ المظلوم من وطني ... حــتــى يــمـيـد وحــتــى يـطـفـأ الـقـمـر
وغــصـت فـــي لــجـة الـتـسآل يــا عـمـر ... أيــكــرم الــسـود مـثـواهـم ونـحـتـقر ؟
وهـــ م بــنـونـا عــلــى الأيــــام عــدتـنـا ... ونــحــن عــدتـهـم أن تــعـصـف الــغـيـر
" مــحــمــد " صـــدهـــم عـــنـــا بــجـنـتـه ... تـلـك الـتـي وعــدوا فـيـها لـهـم سـرر
والـحـور والـعـين والأنـهـار مــن عـسل ... والــمــاء والــظــل والأطــيـار والـشـجـر
لــــو كــنـت تـقـتـله عـــادوا بـــلا وجـــل ... إلــــى الــديــار وعــــاد اللهو والــسـمـر
وأنــــت تــبـحـث عــنـه هـمـسـة وقـــرت ... فــي مـسـمعيك فـحـل الـرعـب والـكدر
" نـعيم " (2) مـهلك ما تعزو لفاطمة ... أمـسـك الـجـن أم هــل مـسك الـخدر ؟
شـقـيـقتي صــبـأت عـــن ديـــن أمـتـهـا ... وصــهـري الـشـهـم بـالإسـلام يـأتـزر ؟
أيـــدخــل الــكـفـر بــيـتـي ثــــم أتــركــه ... لا كــــنــــت إن لـــ ــم تــــمـــلأ الـــحــفــر
وعـــدت لـلـبـيت لا تــلـوي عــلـى أحـــد ... ومـــ لء عــيـنـيـك مــمــا قــالــه صــــور
حـــتــى إذا بــلـغـت أذنــيــك هـمـهـمـة ... وصــــوت فــاطـمـة تــحـلـو بـــه الــسـور
دارت بـــك الأرض دورات فــمـا صـمـدت ... مــــن ركـبـتـيك عــظـام شـلـهـا الــخـور
ورحـــت تــصـرخ كـالـمـطعون : فـاطـمة ... فـيستجيب " سعيد " (3) وهو معتكر
رأتـــ ك تــصـفـعـه حـــتــى إذا هــرعــت ... تـــ رد عـــنــه الأذى والـــدمــع يــنــحـدر
عــادت مـكـفكفة مــا سـال مـن دمـها ... وعــــدت عــــن ثــــورة هــوجــاء تـعـتـذر
تـقـول والـصـوت مـخفوض عـلى خـجل ... مـــ ـن الــنــدامــة فـــ ـي رنـــاتــه أثـــ ر
هـــات الـصـحـيفة يـــا أخـتـاه عــل بـهـا ... مــا يـنـفع الـقـلب أو يـجـلى بــه الـبصر
حــلــفــت بـــالـــلات أنـــ ي لا أمــزقــهـا ... ولا أحــقــر بــعــد الــيـوم مـــن صــبـروا
ورحـــ ت تـــقــرأ طـــ ه جـــ ل مــنـزلـهـا ... حــتـى انـتـهيت وفــي أجـفـانك الـعـبر
يــا أخــت ظـلـي عـلـى مـا أنـت مـؤمنة ... وســامــحــيـنـي فـــ ــإن الله يــغــتــفـر
ورحـــ ت تـــهــدر بــالإيـمـان يــــا عــمــر ... وظـــنــك الـــنــاس بــالأحــقـاد تــنـفـجـر
وأنــت تـقـرع بـابـاً فــي " الـصفا " زمـناً ... بـــ ه الــنــبـي مــــن الأشــــرار يـسـتـتـر
وقـام يـسأل : من في الباب سائلهم ... لـيـسـمع الــصـوت افـتـح لــي أنــا عـمـر
ومـــدّ عـيـنـيه مـــن ثــقـب عــلـى حــذر ... فـــعـــاد يـــقـــرع ســـنــا وهـــ و يـــدثــر
يـشـير بـالـهمس هــا قـد جـاءكم عـمر ... فــي وجـهـه الـشر مـكتوب ومـستطر
وصــاح حـمزة (4) أدخـله فـإن شـهرت ... يـمـيـنه الـسـيـف فــهـو الـيـوم يـنـتحر
وفــوجــئ الــقــوم بـالـخـطـاب يــجـذبـه ... " مــحــمـد " وهـــ و يــلــقـاه ويــبــتـدر
يـقـولـهـا يــــا ابــــن الـخـطـاب مــدويـة ... أجــــئـــت تـــثـــأر لــلــعــزى وتــنــتـصـر ؟
وقـلـت فــي نـشـوة الإيـمـان مـبتسماً ... بـــ ل جــئــت أشــهــد أن الله مــقـتـدر
وأن ديـــنـــك يـــ ا خـــيــر الأنـــ ام لـــنــا ... لأمـــة الــعـرب ، لـلـدنـيا ، هـــو الــقـدر
ألــســت تــؤمـن أن الــحـق فـــي يــدنـا ... سـيف عـلى البطل لا يبقي ولا يذر ؟
فــكــبــر الله جـــهـــراً دونـــمـــا حـــ ـذر ... مـشـيـئـة الله لا يــغـنـي بــهـا الــحـذر
والــكـافـرون بــديــن الله إذا ســمـعـوا ... الله أكـــبــر تـــ دوي بــيـنـهـم ذعــــروا
وراح يـــســأل مـــذعــوراً أبـــ و لـــهــب ... مـــ ن ذا يــكــبـر ؟ قـــالــوا إنــــه عــمــر الهوامش : جعفر بن أبي طالب .نعيم بن عبدالله الذي أخبر عمر بأن شقيقته صبأت عن دينها واعتنقت الإسلام . سعيد بن زيد زوج فاطمة . حمزة بن عبدالمطلب .
    نيسان ـ نشر في 2015/11/28 الساعة 00:00