ما حدا عارف وين رايح!
نيسان ـ نشر في 2024/09/22 الساعة 00:00
الجماهير العربية يا لها من حالة معقدة، أو خلينا نحكي بصراحة: حالة مش مفهومة ولا حتى بالكتب النفسية. يعني، لو جمعنا كم فيلسوف وكم محلل نفسي عشان يفسروا سيكولوجيا الجماهير العربية، احتمال يطلعوا بنظرية اسمها «الطاسة ضايعة».
أولًا، الجماهير العربية عندها حب غريب للحشود. إذا في تجمع، حتى لو مش عارفين ليش، الكل بيندفع وبيصير جزء من الحدث. «وين الناس رايحين؟» ما بتعرف، بس بتشوف الكل ماشي، فبتحكي: «ما دام الكل ماشي، خليني أمشي.» في لحظة بتلاقي نفسك وسط حشد ضخم، بتسأل أول واحد بجنبك: «شو المناسبة؟» بيرد عليك: «ما بعرف، شفت الناس ومشيت!»
والأطرف من هيك إنه كل واحد في الحشد عنده رأي سياسي، رياضي، اقتصادي، وحتى فلكي! وإذا فتح حدا موضوع، الكل بيصير محلل خبير. يعني لو طلع خبر عن زيادة الأسعار، بتلاقي الحشد كله بيحلل الاقتصاد العالمي، وبيحكوا عن تأثير النزاعات الدولية على سعر البندورة. يا زلمة، حتى لو الخبر عن مباراة كرة قدم، بيصير الموضوع عن السياسة والاقتصاد! الجماهير العربية بتحب تحكي عن كل شيء إلا الشيء اللي بتفهمه.
الجماهير العربية بتتعامل مع الأخبار كأنها حقيقة مطلقة، وما في شي اسمه «دقة المعلومة». بتلاقي واحد سامع خبر بمكالمة «واتساب» من ابن عمه، وفجأة بيصير المصدر المعتمد للجميع. الأخبار في العالم العربي بتنتشر أسرع من الضوء، وبتنزل الأخبار الكاذبة زي المطر في الشتاء، وكل واحد بيشيل مظلته وبيحكي: «هالحكي صحيح، وأنا متأكد!»
لكن سيكولوجيا الجماهير العربية ما بتنتهي هون، لأن الجماهير بتحب الانفعال السريع. بتلاقي حدا قاعد بأمان الله، سمع كلمة من جاره، فجأة قلبه صار ينبض على سرعة «فورمولا 1». «إيش قال؟! والله إذا صح الحكي لازم نتحرك!» الجماهير العربية عندها قدرة غريبة على تحويل شائعة صغيرة إلى ثورة فكرية خلال خمس دقائق.
وفي النهاية، بتكتشف إنه سيكولوجيا الجماهير العربية هي أكبر مشهد ساخر ممكن تشوفه. الكل عنده فكرة، والكل عنده رأي، بس بنفس الوقت، الكل واقف وبتفرج، مستني حدا يقول له «شو الخطوة الجاي؟» لأن الجماهير العربية، مثل الطقس، بتغير رأيها أسرع مما بتتوقع. ــ الدستور
أولًا، الجماهير العربية عندها حب غريب للحشود. إذا في تجمع، حتى لو مش عارفين ليش، الكل بيندفع وبيصير جزء من الحدث. «وين الناس رايحين؟» ما بتعرف، بس بتشوف الكل ماشي، فبتحكي: «ما دام الكل ماشي، خليني أمشي.» في لحظة بتلاقي نفسك وسط حشد ضخم، بتسأل أول واحد بجنبك: «شو المناسبة؟» بيرد عليك: «ما بعرف، شفت الناس ومشيت!»
والأطرف من هيك إنه كل واحد في الحشد عنده رأي سياسي، رياضي، اقتصادي، وحتى فلكي! وإذا فتح حدا موضوع، الكل بيصير محلل خبير. يعني لو طلع خبر عن زيادة الأسعار، بتلاقي الحشد كله بيحلل الاقتصاد العالمي، وبيحكوا عن تأثير النزاعات الدولية على سعر البندورة. يا زلمة، حتى لو الخبر عن مباراة كرة قدم، بيصير الموضوع عن السياسة والاقتصاد! الجماهير العربية بتحب تحكي عن كل شيء إلا الشيء اللي بتفهمه.
الجماهير العربية بتتعامل مع الأخبار كأنها حقيقة مطلقة، وما في شي اسمه «دقة المعلومة». بتلاقي واحد سامع خبر بمكالمة «واتساب» من ابن عمه، وفجأة بيصير المصدر المعتمد للجميع. الأخبار في العالم العربي بتنتشر أسرع من الضوء، وبتنزل الأخبار الكاذبة زي المطر في الشتاء، وكل واحد بيشيل مظلته وبيحكي: «هالحكي صحيح، وأنا متأكد!»
لكن سيكولوجيا الجماهير العربية ما بتنتهي هون، لأن الجماهير بتحب الانفعال السريع. بتلاقي حدا قاعد بأمان الله، سمع كلمة من جاره، فجأة قلبه صار ينبض على سرعة «فورمولا 1». «إيش قال؟! والله إذا صح الحكي لازم نتحرك!» الجماهير العربية عندها قدرة غريبة على تحويل شائعة صغيرة إلى ثورة فكرية خلال خمس دقائق.
وفي النهاية، بتكتشف إنه سيكولوجيا الجماهير العربية هي أكبر مشهد ساخر ممكن تشوفه. الكل عنده فكرة، والكل عنده رأي، بس بنفس الوقت، الكل واقف وبتفرج، مستني حدا يقول له «شو الخطوة الجاي؟» لأن الجماهير العربية، مثل الطقس، بتغير رأيها أسرع مما بتتوقع. ــ الدستور
نيسان ـ نشر في 2024/09/22 الساعة 00:00