كيف نجوت من الاكتئاب؟.. مرضى يروون تجاربهم

نيسان ـ نشر في 2024/09/27 الساعة 00:00
يعاني نحو 280 مليون شخص في العالم من الاكتئاب، ويتوفى أكثر من 700 ألف شخص انتحاراً كل عام، حيث يُعد الانتحار رابع الأسباب الرئيسية للوفاة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة، وفق منظمة الصحة العالمية.
هذه قصص بعض ممن يعانون من الاكتئاب أو تعالجوا أو تعلموا التعايش معه، ويعرض هؤلاء خاصة في التقرير التالي حيلاً وطرقاً لجأوا لها للنجاة من هذا المرض.
القرآن الكريم
يرى الكثيرون أن اعتماد ورد يومي من القرأن الكريم تلاوة وتدبّرا يحول الانسان الى شخص اخر ايجابا. فانت هنا لا يحدثك طبيب نفسي بل الله سبحانه وتعالى.
ويؤمن الاسلام ان في القرآن شفا للناس كما يأمر المسلمين باعتماد نواميس والادوات التي وضعها الله تعالى في الارض للانسان. من هنا فإن الاستعانة بالله عز وجل ثم الجمع بين الإجراءات العملية والاسلامية، يعطيك نتائج توشك ان لا تصدقها من تخطي الاكتئاب، أو التعامل معه، فتروي صفاء سالم (34 عاماً): "تجربتي مع الاكتئاب كانت مريرة، لكني تخطيتها حين واظبت على الصلاة والقرآن، حين أشعر بحزن كبير أذكر الله، وساعدني التسبيح جداً في تهدئة خواطري السوداء، وأعتبر أن القرب من الله هو أفضل حل للتعامل مع الاكتئاب، إذ لا أؤمن بالأدوية والعلاج النفسي في المصحات، أعتبر الطريقة المثلى هي اللجوء لله".
ويقول حسن عبدالله (36 عاماً): "اكتشفت أن ما زاد من معاناتي كان بسبب عملي، لم أشعر أنه مناسب لي، وتسبب في سوء حالتي النفسية، وشخصني الطبيب بالفعل بمرض الاكتئاب، غير أن الأدوية وبرامج العلاج لم تساعدني للحد الذي رغبت به، وقررت ترك عملي وحولت مجالي تماماً، وهنا فقط وجدت أن اكتئابي يتلاشى، أعتقد أن كل من يعاني من هذا المرض، بحاجة لاكتشاف ذاته، وعمل ما يحب".
شرح ما يجري لك قبل البدء في العلاج
"كنت أعاني من الاكتئاب حتى قبل أن أعرف، إذ لم يتم تشخيصي، اعتقدت في البداية أنني فقط سيئ المزاج أو أعاني من سوء الحظ، وأن السبب هو مشاكلي العائلية والمالية، لكن بمرور الزمن أصبحت أجد أنني أعاني من أعراض الاكتئاب حتى من دون سبب واضح، فأحياناً أكون على الطريق أقود سيارتي ودونما مقدمات أبدأ في البكاء، أو ينقبض صدري، أو أفقد اهتمامي وطاقتي على قضاء المشوار أو العمل المكلف به، وما زاد من تأكد إصابتي بالاكتئاب هو أني قد أشعر باليأس حتى حينما أقوم بأشياء أحبها، ورغم أن الجميع كان يراني شخصاً مميزاً، كنت أنا أشعر بعدم القيمة وضعف في الثقة، وبدأت أفكار الانتحار تراودني وفقد السيطرة على تفكيري في مرات عدة وكذلك ازدادت حدة تقلبات النوم والشهية، كما أني أقوم بأفعال ضارة ولا أستطيع التوقف حتى في حال رغبت في ذلك حقاً".

اما الادوات التي خلقها الله تعالى في الاردن لمطاردة الاكتئاب وعلاجه فهي:
الطبيب
كانت هذه الأعراض التي تحدث عنها هاني محمد (32 عاماً)، دليلاً على الاكتئاب المرضي، وتأكد بعد أن زار طبيباً نفسياً لتشخيصه، ومن هنا تغيرت حياته كما يقول: "بالفعل لم أتخيل أن هناك واقعاً أفضل مما كنت عليه، فوجئت بعد استخدام الدواء وقضاء تدريبات قررها الطبيب أن مزاجي أصبح رائعاً في معظم الأحيان، لا أعني أن الأمر سحر، تأتي أيام صعبة، لكنها أقل بكثير من العيش دون تشخيص وعلاج، أعتبر أن نصيحتي الوحيدة هي الذهاب لطبيب، لكن الحيلة أو العلامة الفاصلة هي في العثور على طبيب محترف، إذ جربت قبلاً أطباء لم يكونوا جيدين.. كان الأمر أشبه بقراءة كتب التنمية الذاتية، وهي لا تكفي لمواجهة الاكتئاب، عليك باختيار طبيب جيد جداً لحل مشكلة عميقة كهذه".

الصحة
يقول عبدالرحيم علي (30 عاماً): "كان التحول في حياتي مع الاكتئاب، حينما رتبت أموري المالية وأوليت الاهتمام لنفسي، حين جعلتني أولوية خفت شعوري بالاكتئاب الدائم، لم ينتهِ دائماً أو بشكل تام، لكن الحقيقة أنني أصبحت أشعر بشكل أفضل في معظم الأحيان، وتقلصت بشكل كبير فترات انهياري التي كنت أمر بها".
وتقول سارة غوستاف (23 عاماً): "المكملات الغذائية ساعدت في تحسين مزاجي، وغيرت أسلوب طعامي، ونحفت أكثر من 20 كيلوغراماً، رفع هذا من ثقتي بنفسي، وشغلني تحضير الغذاء الصحي وساعدني هذا في ضبط توقيت حياتي ونظامها، وكذلك مواعيد النوم، حتى أصبحت أشعر بأنه لم يعد لدي وقت للاكتئاب".
    نيسان ـ نشر في 2024/09/27 الساعة 00:00