حسن نصر الله

فارس الحباشنة
نيسان ـ نشر في 2024/09/29 الساعة 00:00
بمعزل عن نتيجة غارة الضاحية الجنوبية الضخمة مساء اول امس، فان اسرائيل صعدت مرة واحدة نحو حرب شاملة.
جيش الاحتلال يواصل الهجوم المتوحش على الجنوب اللبناني والبقاع والضاحية الجنوبية، وكما يبدو فانها رغبة واضحة في جر الاقليم الى حرب كبرى وشاملة. و الاقليم يدخل مرحلة جديدة من المواجهة وتغيير قواعد اللعبة والاشتباك.
وقد قلب نتنياهو من نيويورك الطاولة بوجه العالم كله.. ولولا الشراكة مع امريكا لما استطاع نتنياهو ان يرتكب جريمة الضاحية الجنوبية. وواشنطن طرف في حرب لبنان وغزة، وشريك في جرائم الابادة والقتل الجماعي.
و جريمة الضاحية الجنوبية نفذت بسلاح وعقل وتخطيط امريكي. نتنياهو نفذ وعده في توسيع دائرة الحرب.
و ميدانيا، فان اسرائيل تجهز على الجبهة الشمالية لعملية برية في الجنوب والبقاع او القيام بعمليات انزال عسكري.
وفي اوساط حزب الله يسود صمت حيال ما حصل مساء اول امس. ولم يصدر حتى كتابة هذه السطور اي بيان او تصريح صحفي عن حزب الله يوضح حقيقة ما تعرض اليه أمينه العام حسن نصر الله.. ويتعامل قادة حزب الله على انها الضربة التي فتحت الباب لحرب كبرى.
و في خطاب نتنياهو امام الامم المتحدة، بدا واضحا ان اسرائيل ذاهبة نحو حرب كبرى، وحرب بلا سقف زمني، وحرب شاملة، وحرب ابادة.. وهو قدم امام دول الغرب والعرب الحرب ضد حزب الله والمقاومة بمثابة «هدية كبرى»، وينتظر ثوابها، وانه مخول في مباركة غربية وعربية في محاربة محور الشر.
فهل سوف يأخذ نتنياهو الاقليم الى حرب كبرى، وحرب قد تجر اطرافا اقليمية ودولية.. فما قاله امام الامم المتحدة يؤسس الى حرب حضارية بين الشرق والغرب.. وانفجار الشرق الاوسط يعني ان اوروبا وودول الغرب ستكون طرفا في الحرب رغم انوفها، وما سيؤدي حتما الى اغلاق حركة التجارة العالمية والممرات البحرية، وحركة تدفق النفط والغاز.
وحرب كبرى وشاملة منتظرة وقيد الاستحقاق الحتمي. وستكون بداية النهاية للتجارة العالمية ما بين الشرق والغرب. وهي حرب سوف تنتج مزيدا من اللاجئين وتضخ الى اوروبا ملايين من المهاجرين الجدد، ومع فوضى واضطرابات وحروب، وغيرها. وما بعد هجوم وغارات الضاحية الجنوبية ابواب التسوية والمفاوضات السياسية اقفلت ولا شعار اخر.. وحتى تضع الحرب الكبرى اوزارها، وليس ثمة حديث سياسي قابل للنقاش او التفاهم الان. و ما لا يفهم ان شعوب المنطقة لا تملك رفاهية وترف الكلام عن السلام والتسويات السياسية.. ولا خيار وبديل عن المقاومة.. وإن اهتزت المقاومة ووواجهت ضربات قاسية وجامدة عسكرية وامنية، فانها سوف تحيا كطائر الفينيق.. وفي الصراع مع اسرائيل ليس هناك من بديل افضل وانجع وواقعي عن المقاومة، وهذا ما انتجه تاريخ من نضال حزب الله ومحور المقاومة.
و لا مجال ومتسع الان للحديث عما اصاب حزب الله والمقاومة في لبنان، واتمنى النجاة وان يحمى الله قادة المقاومة، وان لا يخيب الله الدعاء.. فالمؤمن بالمقاومة يسلم أمره الى الله والتاريخ.. والقضايا الكبرى تحرير فلسطين والحرية والعدالة.
    نيسان ـ نشر في 2024/09/29 الساعة 00:00