أكبر دولة منتجة للذهب بأفريقيا.. مالي 'الفقيرة' تفتش عن العدل في مناجمها

نيسان ـ نشر في 2024/09/29 الساعة 00:00
صعّد المجلس العسكري الحاكم في "مالي" الدولة الأكبر إنتاجا للذهب في أفريقيا، من حملته تجاه الملاك الأجانب للمناجم، بحثا عن "العدالة" في توزيع الأرباح بالبلد الفقير.
وحسب وكالة الأنباء الفرنسية، أفادت مصادر بأن السلطات في مالي اعتقلت في وقت سابق من هذا الأسبوع 4 موظفين لدى شركة "باريك غولد" الكندية التي تملك بالشراكة مع الدولة أكبر مناجم تعدين الذهب في العالم.

و"باريك غولد" هي ثاني أكبر شركة تعدين للذهب في العالم، وواحدة من أكبر منتجي الذهب في مالي، ولكن مثل شركات التعدين الدولية الأخرى تعرضت لضغوط متزايدة في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا منذ استيلاء المجلس العسكري على السلطة في عام 2020.
ومالي دولة شاسعة في غرب أفريقيا يحكمها مجلس عسكري منذ انقلاب عام 2020، وتواجه عنفا إرهابيا إضافة إلى أزمات أخرى.
وكان المجلس العسكري تعهد بضمان حصول مالي، أكبر منتج للذهب في أفريقيا، على توزيع أكثر عدالة لعائدات التعدين.
كفالة مرتفعة
وقال مصدر قضائي طلب عدم كشف هويته، السبت، إن أربعة موظفين في شركة باريك غولد الكندية اعتقلوا في وقت سابق من هذا الأسبوع، لكنه لم يكشف عن أسمائهم أو المناصب التي شغلوها أو سبب اعتقالهم.
وأضاف مصدر آخر مقرب من الشركة طلب أيضا عدم كشف هويته أنه تم تحديد كفالة مرتفعة للإفراج عن المعتقلين، دون أن يقدم المزيد من التفاصيل.
وقال مسؤول حكومي مقيم في المنطقة لرويترز بشرط عدم الكشف عن هويته، إن الموظفين اعتقلوا بتهمة ارتكاب جرائم مالية مزعومة.
وتملك باريك غولد 80% ودولة مالي الحصة المتبقية من شركتين تابعتين لمجموعة لولو غونكوتو للتنقيب عن الذهب في مالي.
قانون جديد للتعدين
وفي أغسطس/آب 2023، تبنت مالي قانون تعدين جديدا يسمح للدولة بالحصول على حصة تصل إلى 30% من المشاريع الجديدة.
وأزال الإصلاح القانوني الإعفاءات الضريبية الممنوحة للشركات، واعترفت شركة باريك غولد -إحدى المجموعات الأجنبية التي تهيمن على قطاع التعدين في مالي- بحصول توترات مع السلطات المالية في يوليو/تموز دون تحديد طبيعتها.
وقال رئيس الشركة مارك بريستو لوسائل إعلام محلية خلال زيارة للموقع في يوليو/تموز "نواصل العمل بشكل بناء من أجل حل شامل لاختلافاتنا وإيجاد أرضية مشتركة بشأن القضية الرئيسية المتمثلة في تقاسم الفوائد الاقتصادية لعملياتنا".
وأضاف بريستو أن الشركة استثمرت أكثر من 10 مليارات دولار في اقتصاد مالي، وأن مناجمها تمثل ما بين 5 و10% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
علاقات مع روسيا
وتزامن الضغط المتزايد على شركات التعدين الأجنبية مع نسج المجلس العسكري علاقات مع روسيا، وهو تحول تشهده دول عدة في أفريقيا نأت بنفسها عن الغرب، خصوصا فرنسا القوة الاستعمارية السابقة.
وفي العام الماضي وقعت مالي اتفاقية مع روسيا لبناء مصفاة ذهب في العاصمة باماكو، وتوصلت إلى اتفاق مع شركة الطاقة النووية الحكومية الروسية روساتوم لاستكشاف المعادن وإنتاج الطاقة النووية.
    نيسان ـ نشر في 2024/09/29 الساعة 00:00