التغيير الاستراتيجي النتنياهوي للشرق الاوسط

كمال زكارنة
نيسان ـ نشر في 2024/10/01 الساعة 00:00
يقف نتنياهو متحديا الجميع ،ويعلن انه سيقوم بتغيير استراتيجي للشرق الاوسط ،ويعمل على هذا التغيير من خلال العدوان العسكري على فلسطين المحتلة ولبنان، لانه يرى بالمقاومة فيهما العائق الوحيد لنفيذ مشاريعه العدوانية والتوسعية.
يعلن نتنياهو خططه ومشاريعه الانقضاضية على الشرق الاوسط ،على الملأ واصبح كل شيء مكشوفا وواضحا للجميع ،وعندما يتحدث نتنياهو عن الشرق الاوسط ،فهو لا يقصد تركيا ولا ايران ،فهما دولتان اقليميتان ،وعداء اسرائيل مع ايران قد يتغير بين ليلة وضحاها ،وانما يقصد بكل شفافية ووضوح الوطن العربي والدول العربية ،وهو يعي ما يقول، والتغيير الاستراتيجي الذي يقصده ،هو فرض الهيمنة والسيطرة الاسرائيلية المطلقة على الوطن العربي اقتصاديا وامنيا وعسكريا وسياسيا وفي جميع المجالات الاخرى، بموافقة ومساعدة واسناد امريكي وغربي.
بدأ الكيان يتدخل ويحاول فرض افكاره ووجهات نظره وخططه في جميع مجالات الحياة ،ويمد اصابعه القذرة في المناهج الدراسية والتربوية وفي خطب الجمع وقي امور الدين والدنيا ،ويسعى الى احداث التغيير السلوكي جذريا الذي يتماشى مع مصالجه واهدافه ويضمن استمرار وجوده ومستقبله، بدعم وغطاء امريكي مطلق دون تحفظ.
يطلق نتنياهو خططه ومشاريعه التي تستهدف الوجود العربي ،وثروات ومقدرات وسيادة واستقلال وحدود الوطن العربي ،جغرافيا وديمغرافيا ،ولا يجد ردا يوقفه عند حده ، وكأنه يقدر على استباحة المنطقة بأكملها.
لا يفكر نتنياهو وحلفاؤه بالسلام والتعايش مع الشعوب العربية ،ولا ينظر الا الى الهيمنة والسيطرة الاسرائيلية على المنطقة، واستغلال واستعباد كل ما فيها ،ولا يقلقهم الا أمن الكيان ،ولماذا كل هذا الحرص والاهتمام والتركيز على الامن الاسرائيلي ،البعيد عن التهديد العربي ، الامن بالنسبة لهم مسألة حياة او موت ،لأن فقدان عنصر الامن والامان في الكيان ،يعني الهجرة المعاكسة ،ويعني عدم قدوم موجات المهاجرين من الخارج الى الكيان، وهذا يعني انتهاء الكيان وموته وزواله دون قتال، وكما يعلم الجميع فان هذا الكيان المسخ يقوم على الهجرة والاجرام، لذلك لا يمكن للكيان وحلفاؤه السماح بتهديد امنه من اي جهة كانت ،والعدوان العسكري المستمر على قطاع غزة منذ عام تقريبا،وعلى لبنان بكل هذه الضراوة والوحشية والابادة الجماعية والدمار والخراب والاغتيالات وغيرها،لانهم يرون بأن تهديد الامن الاسرائيلي يأتي من فلسطين ولبنان،ولا بد من القضاء على هذا التهديد، لحماية الكيان اولا، وتنفيذ مشاريعهم وخططهم الاستراتيجية في المنطقة العربية والسيطرة عليها.
المكاشفة والمصارحة مهمة جدا في هذه المرحلة، وهي من اهم وسائل التصدي الشعبي والرسمي لخطط ومشاريع الاحتلال، التي تستهدف الوطن العربي ،وقد اعلنها وقالها وتحدث عنها نتنياهو وبعض وزراءه، في اسرائيل والامم المتحدة وباريس ،وفي عدة مؤتمرات ومناسبات ،وخارطة الشرق الاوسط الجديد في جيب نتنياهو بشكل دائم.
الشعوب العربية لا ترى استعدادات كافية، وخطط ومشاريع عربية مضادة للتوجه الاسرائيلي ، قادرة على افشاله والتصدي له ووأده في مكانه قبل ان يرى النور.
العمل العربي المشترك والتنسيق المستمر ،وبناء خطط استراتيجية عربية دفاعية ،السبيل الوحيد للمشاريع والخطط الاسرائيلية ،لأن مشروع نتنياهو للتغيير الاستراتيجي في الشرق الاوسط ،يضع استخدام القوة العسكرية وسيلة اولية لنفيذه وتطبيقه.
    نيسان ـ نشر في 2024/10/01 الساعة 00:00