النواب حائرون .. يتهامسون .. يدندنون : قبّتي أنا .. متى تكون ؟

نيسان ـ نشر في 2024/10/03 الساعة 00:00
إبراهيم قبيلات ..
لم يلتئم مجلس الأمة في تشرين الأول.. في تشرين ازدحم الحنين والحنين.. لمثل هذا الشهر ينتظر الفائزون واقفين مهللين.
في تشرين لن يقطف النواب زيتونهم.. هم لا يشعرون باكتئاب الخريف الموسمي، بل لأن تشرين وعدهم ثم آدار لهم ظهره.. تشرين هذا العام لم يُقْعِد الشباب والشابات مقاعدهم.
إن المقاعد ترتجف برداً.. فتحت القبة ..الكراسي فارغة .. ترتجف من برد تشرين، وبرد تشرين مطرقة تحطّم العظام..
في تشرين حتى عظام الفخذ لا تصمد.. لا هي ولا المفاصل.. بل حتى إن المشط يصبح اسفنجة.. لا يقوم عليها جسد.
هكذا يصبح الأمر إن لن يلتئم نائب بمقعده: صرير إذ يمشي في الأطراف.. وأطيط لا ينجح معه حتى التزييت.
أما الشباب فحائرون.. يصفّرون.. يتهامسون.. يدندنون : قبّتي أنا متى تكون..؟
في البال هجيني يا ابنة الأرض والدحنون عن بلدي.. قومي لأهيجنها.
في كل ليلة يقوم أحدهم .. وليكن عبده موسى أو أحداً من أحفاده.. يلقي القبض على ربابته.. فالقوس جاهز.. والوتر من شعر حصان اسود فتّان.. يصهل ويصهل فيما تلسع ظهره نسمات الليل البارد .
وتبدأ سهرته الخميسية الصاخبة : في البال هجيني .. يا ابنة التمرد وصنو الحياة : ( انهضي) نهيجنها سوياً بلحن الحنين للصحراء العطشى، وللإضاءات الخافتة، و للأوقات المسروقة عصراً ومساء .
    نيسان ـ نشر في 2024/10/03 الساعة 00:00