استهلاك الذكاء الاصطناعي للطاقة يهدد جهود مواجهة تغير المناخ
نيسان ـ نشر في 2024/10/03 الساعة 00:00
يتسم الذكاء الاصطناعي بنهم شديد للطاقة، ويستهلك كميات هائلة من الكهرباء من الشبكة الأمريكية المنهكة، وهو ما يهدد الجهود الوطنية لمواجهة تغير المناخ، وفقاً لأحدث توقعات الخبراء.
ويزداد الطلب على الطاقة بشكل غير مسبوق، مدفوعاً جزئياً بتوسع مراكز البيانات الخاصة بالذكاء الاصطناعي. ويتزامن ذلك مع تباطؤ غير متوقع في مساعي تطوير الطاقة المتجددة، واستمرار تشغيل محطات الفحم المُلوثة لفترات أطول، ما يدفع المحللين إلى إعادة النظر في نماذجهم لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وهيمن هذا الموضوع على المناقشات التي جرت خلال أسبوع المناخ في نيويورك، الذي عقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ حيث كانت شركات التكنولوجيا محور التركيز بدلاً من شركات الوقود الأحفوري التي تقف وراء التلوث تاريخياً.
وحذّر أحدث تقارير «بلومبرغ إن إي إف» من التقدم البطيء للولايات المتحدة في مجال إزالة الكربون، متوقعاً أن تنخفض الانبعاثات بنسبة 34% فقط بحلول عام 2030 مقارنة بمستوياتها في عام 2005.
ويضع التقييم الأخير بذلك مسار الولايات المتحدة بعيداً تماماً من هدفها الوطني لتقليل انبعاثاتها بنسبة 52-50% بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات عام 2005، وتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، بموجب تعهدها باتفاقية باريس.
وقالت تارا نارايان، محللة الطاقة الرئيسية في «بلومبرغ إن إي إف»: «هذا ليس جيداً بأي حال من الأحوال»، واصفة ارتفاع الطلب على الطاقة للذكاء الاصطناعي بأنه «اضطراب كبير».
وبرهن الافتقار إلى البنية التحتية للشبكة على أنه يشكل عائقاً كبيراً على التقدم في التحول إلى الطاقة الخضراء ليس فقط في الولايات المتحدة، ولكن في جميع أنحاء العالم. ومن المقرر أن تنفق الصين مبلغاً غير مسبوق يبلغ 800 مليار دولار خلال السنوات الست المقبلة لتجاوز الضغوط على نظام الطاقة مع تحولها السريع من الفحم إلى مصادر الطاقة المتجددة.
وفي الولايات المتحدة، ظل الطلب على الطاقة ثابتاً تقريباً لعقدين من الزمن، والآن يتوقع المحللون، خاصة مجموعة الاستشارات «أي سي إف»، أن يرتفع بنسبة 9% بحلول عام 2028 ونحو 20% بحلول عام 2033، مرجعين ذلك إلى نمو مراكز البيانات، وتوطين الأنشطة التصنيعية والكهربة.
وتوقع معهد أبحاث الطاقة الكهربائية هذا العام أن تضاعف مراكز البيانات حصتها من استهلاك الكهرباء في الولايات المتحدة على مدى العقد المقبل. لكن جينيفر غرانولم، وزيرة الطاقة الأمريكية، عبرت عن اعتقادها أن البلاد لا تزال قادرة على تحقيق أهدافها المتعلقة بالحياد الكربوني، والتغلب على الارتفاعات الضخمة في الطلب على الطاقة، وذلك بفضل الإعانات الخضراء التي بلغت قيمتها نحو 370 مليار دولار، والتي طُرحت في قانون خفض التضخم من قبل إدارة جو بايدن.
ويقول مطورو مشاريع الطاقة المتجددة إن توليد الطاقة الخضراء لتلبية المستويات التاريخية للطلب تعوقه حقيقة أنه قد يستغرق ما يصل إلى نصف عقد لإدخال إمدادات جديدة؛ بسبب التصاريح وتأخير طرح الشبكة.
وأدّى انتشار مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي إلى سباق بين شركات التكنولوجيا الكبرى للعثور على مصادر للطاقة منخفضة الانبعاثات على مدار الساعة.
ومؤخراً، وقعت شركتا كونستليشن إنرجي ومايكروسوفت صفقة مدتها 20 عاماً لإعادة فتح محطة الطاقة النووية في ثري مايل آيلاند في بنسلفانيا، موقع أخطر حادث نووي في البلاد. كما أدّت التوقعات بارتفاع الطلب على الكهرباء إلى دفع مشغلي الولايات المتحدة لتأخير تقاعد محطات الطاقة العاملة بالفحم.
وراجعت شركة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس توقعاتها لإغلاق محطات الفحم بحلول نهاية العقد بنسبة 40%، حتى مع تزايد استخدام الطاقة المتجددة. وقال أكشات كاسليوال، خبير الطاقة في شركة بي إيه كونسلتينج: «بالطريقة التي تسير بها الأمور الآن، من الصعب جداً تخيل أن يكون نظام الكهرباء في الولايات المتحدة خالياً من الكربون بحلول عام 2035.
ونحن فعلياً أبعد ما نكون عن هذا الهدف مقارنة بما كنا عليه قبل 3 أو 4 سنوات».
وقال بيدرو بيزارو، الرئيس التنفيذي لشركة إديسون إنترناشونال، وهي شركة مرافق عامة، إن الزيادة في الطلب تعني أن محطات الطاقة التي تعمل بالغاز سيكون من الضروري إبقاؤها في مزيج الطاقة لفترة أطول لضمان الحفاظ على إمدادات موثوقة.
ويتكون الغاز بشكل أساسي من جزيء الميثان القوي الاحترار، الذي يحتفظ بالحرارة أكثر من ثاني أكسيد الكربون، ولكنه أقصر عمراً في الغلاف الجوي. وقال بيزاررو: «نحن لسنا شركة غاز... ليس لدينا مصلحة في محاولة إبقاء الغاز حولنا». وأضاف: «نحن، الصناعة، بحاجة إلى التأكد من أن لدينا نظاماً موثوقاً وقوياً، بالنظر إلى الظروف المناخية الأكثر تطرفاً، مع أسعار معقولة قدر الإمكان».
وليس لدى الولايات المتحدة نقص في الطاقة المتجددة، حيث يقدر مختبر لورانس بيركلي الوطني أن ما يقرب من 1.5 تيراواط من الطاقة الإنتاجية في انتظار الربط بالشبكة، وهو ما يكفي لمضاعفة حجم نظام الكهرباء في البلاد وأكثر. لكن المشاريع التي بُنيت العام الماضي احتاجت إلى خمس سنوات قبل أن تتمكن من الحصول على ارتباط بالشبكة، ونقص خطوط النقل يجعل من الصعب نقل الطاقة الخضراء من مواقع التوليد البعيدة إلى مراكز الطلب.
ووجدت شركة روديوم غروب للأبحاث، أنه إذا تضاعف الطلب على مراكز البيانات تقريباً ثلاث مرات بحلول عام 2035، وكافح المطورون لتثبيت الرياح والطاقة الشمسية الجديدة، فإن انبعاثات قطاع الطاقة يمكن أن تكون أعلى بنسبة 56% أكثر من التوقعات في توقعات الانبعاثات المعتدلة الخاصة بها.
ومع ذلك، يمكن أن تصبح التوقعات الحادة أكثر اعتدالاً مع زيادة كفاءة مراكز البيانات، كما يقلل التبني الأوسع للذكاء الاصطناعي من استهلاك الطاقة من خلال تحسين العمليات اليومية. كما يزعم المسؤولون التنفيذيون في مجموعات التكنولوجيا.
ويزداد الطلب على الطاقة بشكل غير مسبوق، مدفوعاً جزئياً بتوسع مراكز البيانات الخاصة بالذكاء الاصطناعي. ويتزامن ذلك مع تباطؤ غير متوقع في مساعي تطوير الطاقة المتجددة، واستمرار تشغيل محطات الفحم المُلوثة لفترات أطول، ما يدفع المحللين إلى إعادة النظر في نماذجهم لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وهيمن هذا الموضوع على المناقشات التي جرت خلال أسبوع المناخ في نيويورك، الذي عقد على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ حيث كانت شركات التكنولوجيا محور التركيز بدلاً من شركات الوقود الأحفوري التي تقف وراء التلوث تاريخياً.
وحذّر أحدث تقارير «بلومبرغ إن إي إف» من التقدم البطيء للولايات المتحدة في مجال إزالة الكربون، متوقعاً أن تنخفض الانبعاثات بنسبة 34% فقط بحلول عام 2030 مقارنة بمستوياتها في عام 2005.
ويضع التقييم الأخير بذلك مسار الولايات المتحدة بعيداً تماماً من هدفها الوطني لتقليل انبعاثاتها بنسبة 52-50% بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات عام 2005، وتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، بموجب تعهدها باتفاقية باريس.
وقالت تارا نارايان، محللة الطاقة الرئيسية في «بلومبرغ إن إي إف»: «هذا ليس جيداً بأي حال من الأحوال»، واصفة ارتفاع الطلب على الطاقة للذكاء الاصطناعي بأنه «اضطراب كبير».
وبرهن الافتقار إلى البنية التحتية للشبكة على أنه يشكل عائقاً كبيراً على التقدم في التحول إلى الطاقة الخضراء ليس فقط في الولايات المتحدة، ولكن في جميع أنحاء العالم. ومن المقرر أن تنفق الصين مبلغاً غير مسبوق يبلغ 800 مليار دولار خلال السنوات الست المقبلة لتجاوز الضغوط على نظام الطاقة مع تحولها السريع من الفحم إلى مصادر الطاقة المتجددة.
وفي الولايات المتحدة، ظل الطلب على الطاقة ثابتاً تقريباً لعقدين من الزمن، والآن يتوقع المحللون، خاصة مجموعة الاستشارات «أي سي إف»، أن يرتفع بنسبة 9% بحلول عام 2028 ونحو 20% بحلول عام 2033، مرجعين ذلك إلى نمو مراكز البيانات، وتوطين الأنشطة التصنيعية والكهربة.
وتوقع معهد أبحاث الطاقة الكهربائية هذا العام أن تضاعف مراكز البيانات حصتها من استهلاك الكهرباء في الولايات المتحدة على مدى العقد المقبل. لكن جينيفر غرانولم، وزيرة الطاقة الأمريكية، عبرت عن اعتقادها أن البلاد لا تزال قادرة على تحقيق أهدافها المتعلقة بالحياد الكربوني، والتغلب على الارتفاعات الضخمة في الطلب على الطاقة، وذلك بفضل الإعانات الخضراء التي بلغت قيمتها نحو 370 مليار دولار، والتي طُرحت في قانون خفض التضخم من قبل إدارة جو بايدن.
ويقول مطورو مشاريع الطاقة المتجددة إن توليد الطاقة الخضراء لتلبية المستويات التاريخية للطلب تعوقه حقيقة أنه قد يستغرق ما يصل إلى نصف عقد لإدخال إمدادات جديدة؛ بسبب التصاريح وتأخير طرح الشبكة.
وأدّى انتشار مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي إلى سباق بين شركات التكنولوجيا الكبرى للعثور على مصادر للطاقة منخفضة الانبعاثات على مدار الساعة.
ومؤخراً، وقعت شركتا كونستليشن إنرجي ومايكروسوفت صفقة مدتها 20 عاماً لإعادة فتح محطة الطاقة النووية في ثري مايل آيلاند في بنسلفانيا، موقع أخطر حادث نووي في البلاد. كما أدّت التوقعات بارتفاع الطلب على الكهرباء إلى دفع مشغلي الولايات المتحدة لتأخير تقاعد محطات الطاقة العاملة بالفحم.
وراجعت شركة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس توقعاتها لإغلاق محطات الفحم بحلول نهاية العقد بنسبة 40%، حتى مع تزايد استخدام الطاقة المتجددة. وقال أكشات كاسليوال، خبير الطاقة في شركة بي إيه كونسلتينج: «بالطريقة التي تسير بها الأمور الآن، من الصعب جداً تخيل أن يكون نظام الكهرباء في الولايات المتحدة خالياً من الكربون بحلول عام 2035.
ونحن فعلياً أبعد ما نكون عن هذا الهدف مقارنة بما كنا عليه قبل 3 أو 4 سنوات».
وقال بيدرو بيزارو، الرئيس التنفيذي لشركة إديسون إنترناشونال، وهي شركة مرافق عامة، إن الزيادة في الطلب تعني أن محطات الطاقة التي تعمل بالغاز سيكون من الضروري إبقاؤها في مزيج الطاقة لفترة أطول لضمان الحفاظ على إمدادات موثوقة.
ويتكون الغاز بشكل أساسي من جزيء الميثان القوي الاحترار، الذي يحتفظ بالحرارة أكثر من ثاني أكسيد الكربون، ولكنه أقصر عمراً في الغلاف الجوي. وقال بيزاررو: «نحن لسنا شركة غاز... ليس لدينا مصلحة في محاولة إبقاء الغاز حولنا». وأضاف: «نحن، الصناعة، بحاجة إلى التأكد من أن لدينا نظاماً موثوقاً وقوياً، بالنظر إلى الظروف المناخية الأكثر تطرفاً، مع أسعار معقولة قدر الإمكان».
وليس لدى الولايات المتحدة نقص في الطاقة المتجددة، حيث يقدر مختبر لورانس بيركلي الوطني أن ما يقرب من 1.5 تيراواط من الطاقة الإنتاجية في انتظار الربط بالشبكة، وهو ما يكفي لمضاعفة حجم نظام الكهرباء في البلاد وأكثر. لكن المشاريع التي بُنيت العام الماضي احتاجت إلى خمس سنوات قبل أن تتمكن من الحصول على ارتباط بالشبكة، ونقص خطوط النقل يجعل من الصعب نقل الطاقة الخضراء من مواقع التوليد البعيدة إلى مراكز الطلب.
ووجدت شركة روديوم غروب للأبحاث، أنه إذا تضاعف الطلب على مراكز البيانات تقريباً ثلاث مرات بحلول عام 2035، وكافح المطورون لتثبيت الرياح والطاقة الشمسية الجديدة، فإن انبعاثات قطاع الطاقة يمكن أن تكون أعلى بنسبة 56% أكثر من التوقعات في توقعات الانبعاثات المعتدلة الخاصة بها.
ومع ذلك، يمكن أن تصبح التوقعات الحادة أكثر اعتدالاً مع زيادة كفاءة مراكز البيانات، كما يقلل التبني الأوسع للذكاء الاصطناعي من استهلاك الطاقة من خلال تحسين العمليات اليومية. كما يزعم المسؤولون التنفيذيون في مجموعات التكنولوجيا.
نيسان ـ نشر في 2024/10/03 الساعة 00:00