بيروت يا غزة: الاجتياح الإسرائيلي يرد على ضربة إيران.. السفاح خائفا
نيسان ـ نشر في 2024/10/05 الساعة 00:00
تنشغل عواصم عدة في العالم بما سيكون عليه الحدث الابرز عسكريا وأمنيا بين قوى تراقب الصراع الحربي الذي يمتد من غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، وصولا إلى الجنوب اللبناني ووسط بيروت، المؤشرات: انتقال ساحات المواجهة إلى تل أبيب- طهران، وربما اختلاف أشكال التصعيد العسكري والأمني المفتوح دون قيود، إلى دول المنطقة والشرق الأوسط.
فرض التصعيد وما يرافقه من حرب نفسيه ، سردية حرب مختلفة، والمعلومات التي تتسرب من العواصم كافة، تؤشر لتنسيق الرد الإسرائيلي على إيران، منها طبيعة الحراك الدبلوماسي الإيراني، العربي، عدا عن الدبلوماسية الأمريكية الأوروبية التي تعمقت خلال الأيام الماضية، والتي كشفت بما لا يدع للشك مكان، أن حكومة دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، اليمينية المتطرفة، فتحت اتصالاتها الموسعة، مع الإدارة الأميركية والبنتاغون، وبرز اتصال هاتفي بين السفاح نتنياهو والرئيس بايدن، بحسب ما نقل موقع "والا" الإسرائيلي عن مسؤولين أن السفاح نتنياهو، "مرعوب وخائف"، وأنه أجري اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأميركي بايدن لتنسيق الرد الإسرائيلي على إيران.
بايدن، أيضا، يلاحق الحدث، منذ يوم الهجوم الصاروخي الإيراني على دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، واصفا الضربة الإيرانية بالقول : "العواقب بالنسبة لإيران ليست معروفة بعد، وسأتحدث عنها مع نتنياهو".
الحدث اشغل الإدارة الأميركية والبنتاغون، في وقت مزدحم بالنسبة لمسار الانتخابات الرئاسية الأميركية، مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض "جيك سوليفان" كشف أن "إيران أطلقت 200 - الرقم متذبذب، غير معلن تمامًا -صاروخ باليستي على إسرائيل، وكانت الولايات المتحدة تنسق مع الاحتلال لمساعدته في التعامل مع الهجوم واعتراض الصواريخ".
متغيرات الحدث، جعلت السفاح نتنياهو، وجيش الكابنيت يقع في مخاوف تاريخية، إذا ان المواجهة مع إيران كشفت الداخل الإسرائيلي الهش، رغم عمليات الانتقام التي طالت غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، عدا عن مقدمات الاجتياح البري للجنوب اللبناني ووسط العاصمة اللبنانية بيروت.
*إيران ترصد الحدث القادم..
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي: قال ان بلاده ترصد تطور الحدث، وقال إن :"هناك احتمال لاستمرار المواجهة مع إسرائيل في الأيام المقبلة وقواتنا على أهبة الاستعداد"، "قواتنا مستعدة لأي إجراءات محتملة من الكيان الصهيوني"، وأن: "أي عمل جديد من قبل الكيان الصهيوني أو من داعميه سيواجه برد أكثر شدة.
في ذات السياق، الرئيس الأميركي بايدن، الجمعة، ألمح الى أن :"الفرق الأميركية والإسرائيلية لا تزال تناقش الرد على إيران".
.. وكما هي التوقعات الغربية، أميركا الرئيس قالت:"لن نتخذ قرارا فوريا مع إسرائيل بشأن إيران وننتظر نتائج مزيد من المناقشات".
بمعنى ان الجيوسياسية الأمنية، تحتم :"يجب التفكير في تجنب ضرب حقول النفط الإيراني"، وهذا يدل على تخوف من نقص تمرير الطاقة والنفط حول العالم، وبالذات إلى بعض الشركات التي تعمل بالسر وتشتري النفط الإيراني في الأسواق العالمية الموازية،والشتاء على الأبواب.
.. والواضح سياسيا وأمنيا، أن الإدارة الأميركية والبنتاغون والغرب، كما توقعت" الدستور" بعد الضربة الإيرانية على الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، تعمل على تكوين حلف دولي ضد إيران، لهذا قال بايدن:"سأعمل على حشد العالم لتحقيق السلام في الشرق الأوسط".
بينما تخطط إسرائيل، بعد الموافقة الأميركية والغربية لرد قوي على إيران يشمل منشآت نفطية ونووية.
*وحدة الجبهات وتثبيتها.. خيال أم حقيقة؟!.
لا يمكن فرض حقيقة بقوة السلاح فقط، المنطق هنا يضيع، أو يضلل الحقائق، ما يتوازى مع الحدث، أن
ايران، بعد ضربة الصواريخ الباليستية، جددت الكلام الشائك حول " وحدة الجبهات وتثبيتها"، وفق رؤيتها الايدولجية للحرب.
.. وإيران الدولة والحرس الثوري الإيراني، يدرك ان الحدث المعركة وما يتبعها، كانت حرب الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الاستعمارية، كما هي الحرب التي إرادتها دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية.
اغتيال القيادات والشخصيات الكبار الكوادر في المقاومة الفلسطينية واللبنانية ، بالذات من حركة حماس وحزب الله، والحرس الثوري الإيراني جعل ربط أو تثبيت محاور المقاومة والاسناد، وكل الجبهات، عملية صعبة، قد لا يكون من نتائجها إنهاء الحرب في اي جبهة، لأن جيش الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، و الكابنيت، يقودها السفاح نتنياهو، ما جعل الجبهات تشتعل منذ العام، بعد بدء حرب المقاومة التي اطلقتها حركة حماس بعد السابع من تشرين الأول أكتوبر الماضي.
.. والحدث يتدحرج، الحرب الشاملة ما زالت واردة، تحديدا بعد استمرار حرب الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية مع تدمير غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، وبدء الاجتياح البري في جنوب لبنان، وصولا إلى هجمات يومية داخل لبنان ووسط بيروت، إلى حد ان التحليلات السياسية والأمنية تقول ان :أي شخصية تستعد لتولي منصب معيّن في حزب الله، باتت مشروع شهيد، وربما نذكر ان :في الأيام الأولى لاندلاع المواجهات خرج الأمين العام لحزب الله، الشهيد السيد حسن نصرالله قائلاً إن كل المقاتلين على الحدود هم مشاريع استشهاديين... ويلتقط المحلل السياسي في بوابة المدن اللبنانية منير الربيع، الحدث من جانب أخطر فيقول:
اليوم تريد إسرائيل تغيير المعادلة بالقول إن كل المسؤولين أو المستعدين لتولي المسؤوليات من منصب أمين عام وما يليه سيكون عرضة للتصفية والاغتيالات؛ عندما تبدأ الحروب بهذا الشكل، يعني أهدافها ومراميها بعيدة جداً.
.. وينظر المحلل إلى المسألة من زاوية مختلفة مؤكدا:
ليست إسرائيل في وارد التراجع، ولا يبدو أي تحرّك دولي جدّي قادر على لجمها أو يعارضها بشكل فعلي؛ تريد استدراج دول المنطقة كلها إلى هذه الحرب، ولا تريد إيقافها عند حدود لبنان.
*جنون العظمة.. معركة السفاح تحت العين الأميركية.
لنقل ان الأحداث، جعلت دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، ترتبط مع حكومة السفاح نتنياهو اليمينية المتطرفة، الارتباط ولد، جنون العظمة، وبين تطور مجزرة أو عملية اغتيال، السفاح أظهر للغرب والإدارة الأميركية والمنظمات والقوى الصهيونية اليهودية، أنه قادر على فتح كل الجبهات، مصادر السلاح متوفرة والدعم اللوجستي، وهذا يمكن تطبيق نماذج حرب وإبادة غزّة ورفح والشجاعةو النصيرات وخان يونس ممكنة التطبيق في الجنوب اللبناني، وكل لبنان،وقد تشمل جبهات سوريا، العراق،واليمن، و لكي يخفي السفاح مخاوفه ، أقنع نفسه بأنه محرر المنطقة والشرق الأوسط، والهدف المعلن، المعركة مع إيران وتطويقها وتقويض نفوذها أو تغيير سلوكها ونظامها، كان في الأمر أرادت أخرى يتابعها الغرب، وما يجري من مجازر وضربات لسلاح الجو الإسرائيلي داخل لبنان، الضاحية الجنوبية والبقاع، وصولا إلى الحدود السورية في المصنع، يؤكد، أن حال بيروت يتجه إلى أسوأ من إبادة غزة ورفح .
ما يجري في لبنان، يدرك المحلل الربيع، هو :تكرار لما اعتمدته دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية إسرائيل في غزة ورفح والضفة الغربية والقدس .
كيف تم ذلك، يحدد المحلل الربيع النقاط التالية:
*1.:
عندما اتخذت،دولة الاحتلال قراراً بشنّ العملية البرية في القطاع والبدء بشماله، استمرّت على مدى 27 يوماً في عمليات القصف وبعض التسللات والتوغلات البرية من قبل فرق وقوى هندسية واستطلاعية بالنار ووقعت اشتباكات بينهم وبين فصائل المقاومة، قبل التكثيف الناري الكبير تمهيداً للاقتحام والدخول. السيناريو نفسه يتكرر في لبنان مع فارقين أساسيين، تكبيد القوات المتوغلة خسائر كبيرة، وتجهيزات حزب الله العسكرية ومخزونه كبير جداً، وثانياً يمتلك الحزب طرق الامداد المفتوحة على مناطق متعددة في الجنوب والبقاع وصولاً إلى سوريا، لذا بدأت إسرائيل محاولاتها لإطباق الحصار البري والجوي والبحري.
*2.:
تكثف إسرائيل من استهداف فرق الانقاذ والاسعاف والدفاع المدني، في محاولة لمنع حصول أي عمليات انقاذ وإفقاد المقاتلين-بنا في ذلك المدنيين- الأمل وتقطيع أوصال الامداد الطبي، بالإضافة إلى استهداف مقرات لهذه المؤسسات في مناطق سكنية وتدميرها بالكامل كإشارة إلى عدم الاستعداد للتراجع وللضرب من دون أي مراعاة للعناصر البشرية.
*3.:
تعمل دولة الاحتلال الإسرائيلي على إجهاض كل المحاولات السياسية أو الديبلوماسية للبحث عن صيغة حلّ أو اتفاق ينهي الحرب ويعيد الاعتبار لتطبيق القرار 1701، فيما يطالب الإسرائيليون بتطبيق القرار 1559 ونزع سلاح حزب الله وتغيير الوقائع والموازين السياسية. وهو ما تقوله في غزة أيضاً حول تدمير حركة حماس عسكرياً وعدم السماح ببقائها سياسياً للسيطرة وإدارة القطاع.
*4.:
كل محاولات وحوار الدبلوماسية الأميركية تجاه العملية العسكرية الإسرائيلية في لبنان يتطابق بشكل كامل مع الكلام الأميركي تجاه غزة، إذ يتم تقديم كل المبررات لتل أبيب في مواصلة عملياتها العسكرية لتحقيق أهدافها، خصوصاً مع تشديد المتحدثين الرسميين الأميركيين على توصيف حزب الله بالمجموعة الإرهابية وبأنه من حق إسرائيل أن تواجهها.
.. من كل هذا الأفق الدامي، والتصعيد اللامحدود،
تجديد الحديث، من إيران، بعد تأثيرات ضربة الصواريخ الباليستية، حول "وحدة الجبهات"، و هو في القياس المنطقي لسردية حرب المقاومة، أو حرب الدول، غير ممكن نظريا ولا عمليا لظروف ان الجبهات، هي عمل مقاومة مسلحة وهي منظومة أمنية واجتماعية معقدة، ولعل تثبيت هذه المعادلة، سياسيا وأمنيا، غير عسكريا، يؤدي إلى مرحلة ما يتم فيها منع الاحتلال من تحقيق أهداف مؤقته أو/و لمنعها من الانتصار، وهو ما تطابق في الرسائل الموجهة في موقف مرشد الجمهورية الإسلامية السيد علي خامئني، ووزير الخارجية عباس عراقجي. بالنسبة لإيران كما مع حزب الله وحركة حماس، وأن هدف دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني من هذه الحرب، والاغتيالات، والإبادة الجماعية، لتفكيك الجبهات، وعزل قوى محور الإسناد والمقاومة عن بعضها البعض، وهنا الخطر والتصعيد الأكثر دموية:
الصراع حول مستقبل غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، كما الجنوب اللبناني، ما تنبش فيه دولة الاحتلال تواصله وتعمل، حركة حماس وحزب الله، مع إيران الحرس الثوري على مواجهته، تلك المواجهة - الحرب المفتوحة، ما سيجعل الإبادة أطول وأقسى، إذا ما بقيت الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الاستعمارية، على ذات الدعم والحماية العسكرية لجيش الاحتلال و الكابنيت الدموي، بوجود السفاح نتنياهو، الذي بات مرعوبا خائفا من نوايا ايران.
*ماذا لو تجرأ السفاح نتنياهو وضرب المنشآت النووية الإيرانية؟!
إذا عدنا إلى تسريبات "أكسيوس" الإخبارية الأميركي، نجد أنها تؤكد ان دولة الاحتلال سترد بقوة على الهجوم الصاروخي الإيراني، الرد سيكون في غضون أيام(..) يستهدف منشآت نفطية داخل إيران.
.. وربما يسعى الإعلام الأميركي والغربي، بما في ذلك الإعلام الإسرائيلي، الى التحذير من حرب إقليمية شاملة وأن إسرائيل ستشن "ردًا قويًا" على الهجوم الصاروخي ، والرد ضد منشآت إنتاج النفط داخل إيران ومواقع استراتيجية أخرى.
وسط ذلك جاء تهدّيد رئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال محمد باقري بضرب "كل البنى التحتية" في إسرائيل إذا ما هاجمت الأخيرة بلاده ردّا على إطلاق إيران مساء الثلاثاء حوالى 200 صاروخ بالستي فرط صوتي على إسرائيل.
" باقري" رسميا عبر التلفزيون الحكومي، لفت إنّ القصف الصاروخي الذي تعرّضت له إسرائيل مساء الثلاثاء الماضي "سيتكرّر بقوة أكبر، وكلّ البنى التحتية للكيان الإسرائيلي سيتمّ استهدافها"
.. وما بين انشغال السفاح نتنياهو في معادلات الاجتياح البري للبنان، والخوف من القادم، جميع الخيارات في المنطقة، تراقبها الإدارة الأميركية والبنتاغون، وهي ستكون على الطاولة، بما في ذلك خيار الضربات على المنشآت النووية الإيرانية، المفروض-على الاقل في هذه الحرب- اميركيا واوروبيا، عدا عن مخاوف دول المنطقة بالذات الخليج العربي، وكل الشرق الأوسط، لأثر التلوث النووي الذي لا يمكن السيطرة عليه.
*إذا تمت الضربة الاحتمالات كارثة.. كيف؟!
مساحة الحرب من غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، الى الجنوب اللبناني بيروت وصولا إلى الحدود السورية في حدود المصنع الذي دمره الاحتلال الإسرائيلي، التوقع ، أن خوف نتنياهو، سيضع العالم أمام ضربة مختلفة على الدولة الإيرانية، ووفق المصادر ستكون :
*أولا :
ضرب منشآت النفط الإيرانية كهدف محتمل.
*ثانيا:
إن الاغتيالات المستهدفة وتدمير أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية هي أيضًا احتمالات واردة.
*ثالثا:
غارات جوية من طائرات مقاتلة فضلاً عن عمليات سرية مماثلة لتلك التي اغتالت زعيم حماس الشهيد إسماعيل هنية في طهران.
*رابعا:
سترد إسرائيل بمفردها، وهي تريد تنسيق خططها مع الولايات المتحدة بسبب التداعيات الاستراتيجية للموقف.
*خامسا :
أي هجوم إيراني آخر ردًا على رد إسرائيلي سيتطلب تعاونًا دفاعيًا مع القيادة المركزية الأميركية، والمزيد من الذخائر للقوات الجوية الإسرائيلية وربما أنواع أخرى من الدعم العملياتي الأميركي.
*مغامرة خطيرة في لبنان".. هذا ما قيلَ في أميركا عن السفاح نتنياهو؟
ما زالت الرؤية في المنطقة تخضع لتحولات الحدث اليومية، بين استمرار التعنت الإسرائيلي الصهيوني بإستمرار الحرب العدوانية على قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، كما على جبهة لبنان، وحزب الله، وملاحقة محور المقاومة ومحور الإسناد في العراق واليمن وسوريا، كارثة الاجتياح الفعلي للجنوب اللبناني، وتهديد كيان الدولة اللبنانية، في ذلك ما كشفت عنه
مجلة "بوليتيكو" الأميركية أن اغتيال أمين عام "حزب الله" الشهيد السيد حسن نصرالله، شجع رئيس وزراء حكومة اليمين المتطرف السفاح نتنياهو، على التفكير ضمن نطاق واسع، في إعادة صياغة الشرق الأوسط، بشكل أكثر ملاءمة لإسرائيل، بالطبع هذا التفكير الصهيوني، يعزز خوف نتنياهو من مستقبله السياسي الذي انهار، وسط ألاعيب سياسية وأمنية وعسكرية، كان يمكن أن تنهار لولا الدعم العسكري والاقتصادي والأمني الأميركي، والغربي، وقوى المنظمات اليهودية الصهيونية في الولايات المتحدة وأوروبا والعالم.
"بوليتيكو"، ألمحت إلى أخطاء في مسيرة حرب الإبادة الجماعية والتهجير، التي قررها الكابنيت، و التطرف التوراتي، وقالت المجلة :
أنه بالنسبة للإسرائيليين، كان نصرالله المسؤول عن مقتل المئات من الإسرائيليين والأميركيين، وغيرهم خلال العقود الثلاثة التي قضاها أميناً عاماً للحزب، ما انتج أفكار السفاح عن إمكانية :
تقويض إيران وإن السفاح، وضع هدفه النهائي (..) تقويض القيادة الدينية في طهران، وإسقاط الإيرانيين الذين يمولون حركة
حماس وحزب الله، والمتمردين الحوثيين في اليمن، وقالت: "إن طموحات نتنياهو تحمل صدى الفرصة، التي لا تتكرر إلا مرة واحدة في كل جيل، والتي تحدث عنها الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش، عندما شرع في تنفيذ واحدة من أكثر الأجندات السياسية طموحاً في أي إدارة الأميركية حديثة".
بوليتيكو، لها نظرة إلى الحدث، وهي ترى أن هذا المسار، عسكريا وأمنيا محفوف بالمخاطر، ذلك أن الغزوات الإسرائيلية-تقول مصادر المجلة - للبنان لم تنته قط بسلام، وربما يكون التوغل الإسرائيلي المباشر في لبنان، على نطاق محدود ومساحة جغرافية محدودة، ضرباً من الوهم، وقد تكون النتيجة مستنقعاً.
تنقل المجلة، بحياد شكلي، انتقادات رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، لخطط السفاح نتنياهو، قائلاً: "لا أفهم ما هي الاستراتيجية هنا على وجه التحديد. لابد وأن يكون هناك شيء أكثر من مجرد إرسال الدبابات عبر الحدود، لتبرير الاستراتيجية التي تكمن وراء هذا".
وحول التوغل البري للبنان، أوضح "لقد كان نصرالله رئيساً لمنظمة وحشية، وكان يستحق هذه العقوبة، لكن الآن يتصرف نتنياهو على هواه".
وأضاف متسائلاً: "إلى أين يقود هذا التوغل؟ لا ينبغي لأحد أن يشك في أن القوات الإسرائيلية قادرة على شق طريقها إلى نهر الليطاني. وماذا بعد ذلك؟ ما هي النهاية؟ هل سنبقى هناك إلى الأبد لحماية الجزء الجنوبي من إسرائيل؟ هل سنفكر في بناء مستوطنات في جنوب لبنان في غضون ذلك؟".
*الاجتياح البري، يعزز خوف نتنياهو.. التطرف يغرقه.
في المؤشر، حالة الحرب في قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، تختلف عن الحرب في جبهة الجنوب اللبناني، ففي التاريخ القريب:ألحق غزوان إسرائيليان آخران لجنوب لبنان، عامي 1978 و2006، أضراراً جسيمة بلبنان، لكنها لم تحقق مكاسب أمنية دائمة للمستعمرات اليهودية في شمال دولة الاحتلال، على الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة.
السفاح في خوفه، يريد تكرار تلك الحروب، .. و:من المرجح أن تشبه حرب إسرائيل الأخيرة في لبنان حملتها ضد حماس في غزة، كما تقول رئيسة برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة تشاتام هاوس البحثية في المملكة المتحدة، لندن "صنم وكيل" :
في غزة، استخدم الجيش الإسرائيلي الغارات والضربات الجوية لتدمير أكبر قدر ممكن من قوة حماس القتالية وأسلحتها ونظام الأنفاق، في حين احتفظت بممرين عبر القطاع.
.. وعلى ذلك :"كما هو الحال في غزة، أتوقع أنهم سيستخدمون تهديد الوجود الطويل الأمد كأداة مساومة في المفاوضات". وأضافت أن التوغل من شأنه أن يتحول بسهولة إلى احتلال ممتد لمنطقة عازلة، وهو ما سيساعد حزب الله على حشد صفوفه.
.. ويعني الاجتياح البري، ضمن نطاق الوضع الحالي، في الهدف النهائي
، الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان يشمل انسحاب حزب الله من جنوب لبنان ونزع سلاحه، في حين تتولى قوات الحكومة اللبنانية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة السيطرة على منطقة الحدود بين لبنان وإسرائيل.
.. وهو تصور بعيد المدى، قد يطيل أمد الحرب في غزة ورفح والضفة الغربية والقدس اولا، وفي جنوب لبنان، ويمتد إلى اجتياح داخل بيروت والمخيمات الفلسطينية في كل لبنان.
.. اي ان دبلوماسية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وكل الوسطاء والمنظمات والقوى العربية الدولية والأممية، ستكون، عاجزة عن مفاوضات وقف لإطلاق النار في لبنان، أو في غزة، فقد تزامنت أشكال الحرب وازدد التصعيد الإقليمي، ما يجعل من الحدث مراهن لما سيأتي من صراع إيران، إسرائيل المنظور، مع صراع حركة حماس، وحزب الله الذي لم ينتهي، إذ ان ضربة الصواريخ الباليستية، عززت بعض منافذ القوة، والنظرة التي يمكن أن تبدو إذا ما نجح المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، التوافق مع الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، ودول المنطقة، على حلول تفتح ملفات إدانة دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية اولا، قبل البحق عن قوى و وفود تقود جولات المفاوضات التي حتما ستكون صعبة وقد تفشل، ما قد يغيير من الداخل والشارع الإسرائيلي الذي يتفرج.
.. في الجيوسياسية الأمنية، كل احتمالات اشتعال المنطقة واردة، السكون الأميركي وغياب قوة القارة الأوروبية العجوز، وغياب إرادة عربية إسلامية، تفهم مستقبل انحدار دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، بعد إبادة غزة، دخولها المرتقب إلى عمق بيروت، والسيطرة التامة، برغم الإيمان بأن محور المقاومة، التنسيق بين حماس وحزب الله، و الفصائل في لبنان، ستكون على موعد مع تصعيد اكبر بكل السيناريوهات، التي لا رهان عليها(..) في المرحلة الآنية،
مثلما عاشت غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، حالة من عدم الحياة المجاعة، الخوف من دخول الحرب العدوانية الاسرائيلية على جنوب لبنان، وكل الأراضي اللبنانية، لتطلق مسارات إعلان جيش العدو الإسرائيلي أنه بدأ عملية برية "محدودة:وهي في الحقيقة شاملة" جنوبي لبنان، وصلت عمليات بسلاح الجو إلى وسط بيروت، وقد حشدت دولة الاحتلال 4 ألوية مدرعة ومثلها ألوية مشاة وفقا لقرار المستوى السياسي،في جيش الكابنيت،.. ولعل ذاكرة الشعب اللبناني، مع محور المقاومة، لا ينسى تلك المشاهد، والأحداث التي تمت عبر الاجتياح البري في العامين 1978 و 1982، والانسحاب في العام 1985، وحربي 1993 و1996 وتحرير جنوب لبنان في العام 2000، ثم عدوان تموز 2006.
ومع كل هذه الدارة الأليم، هناك عشرات الأسئلة التي توقف عندها أجوبة الحاضر:
ما هي حدود التوغل البري ؟ وما هي قدرة الجيش الإسرائيلي على تفكيك بنية حزب الله ؟ وهل تبقى البنى التحتية اللبنانية بمنأى عن الاستهداف؟ وهل يواجه الجيش الإسرائيلي اخفاقاً كبيراً على الارض في الجنوب فيعمد إلى فرض حصار بري وبحري وجوي على لبنان؟.
*أي رهان قادم، فاشل، الخائف مدمر.
قالها علم الاجتماع وعلماء النفس، الذين أن جبتهم الحروب العالمية، الاولى والثانيه؛ ذلك أن سردية الحرب، لها رواتها ، ولامر خارج نطاق الرهان على الدبلوماسية التي تلعب في الخفاء، ومن يلعب من الخاذف السفاح نتنياهو، لن يقدر على مفاوضات وقف الحرب، على ذلك لا وقت لشراء الوهم، لذلك من المتوقع أن تستمر الحرب لفترة طويلة، تتغير فيها الرئاسة الأميركية، الأوروبية، وربما تنهار الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وسط ضغوط، المعاناة فيها ان دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، دولة يهودية، حولت مشاكلها ضد المقاومة وضد الحق الفلسطيني في الوجود، ما جعل كبار الكتاب والمفكرين، يربطوا أزمة الحرب، بذلك البعد "الديني والمسيحاني" لهذه الحرب التي لا نهاية لها، فما كان من المفكر الفرنسي"فرانشيسكا دي فيلاسموندو"
، يقول انه :[يتم تصدير حرب إسرائيل ضد حماس في قطاع غزة إلى لبنان. والهدف هو تدمير حزب الله، ولكن كما هي الحال في القطاع الساحلي الفلسطيني، فإن السكان المدنيين هم الذين يدفعون الثمن الباهظ للحرب "المسيحية" الإسرائيلية] .
.. ولفت "دي فيلاسموندو"، إلى أن :"
الشرق الأوسط على مفترق طرق: هدوء أو حرب شاملة
في غضون أيام قليلة، وقعت أحداث خطيرة عديدة ذات عواقب وخيمة في الشرق الأوسط، وخاصة في لبنان. ومن الممكن أن يقلبوا الصراع الحالي بين إسرائيل من جهة وحماس وحزب الله من جهة أخرى إلى حرب شاملة في المنطقة" .
.. وعز المفكر الفرنسي رؤيته بالقول، :" لقد قررت إسرائيل توجيه ضرباتها نحو لبنان بهدف قطع رأس حزب الله، كما تقول. وربما أيضاً لصرف الانتباه عن المقبرة الجماعية في غزة حيث تتراكم وفيات المدنيين الأبرياء، النساء والأطفال في المقام الأول. وبعد الاعتداء على الصافرات الذي وصفه البعض بالإرهابي لأنه طال أطفالاً ومدنيين لبنانيين عاديين؛ وبعد الهجوم المميت على أجهزة الاتصال اللاسلكي، الذي لا يزال في لبنان، كان الهجوم بالقنابل، الذي أدى تأثيره إلى تدمير العديد من المباني وتسبب في سقوط مئات الضحايا المدنيين في جنوب بيروت، هو الذي قتل حسن نصر الله، زعيم حزب الله".
لهذا؛ حاول نتنياهو، بحسب المفكر الفرنسي، التقليل من عنف أي عمل ضد دولة ذات سيادة، ولم يكن خطابه أمام الأمم المتحدة في 27 سبتمبر أقل "حربًا": فقد أعلن أن لبنان سيعاني في الواقع مصير غزة، لأنه ادعى أن الحركة الإسلامية تختبئ وأسلحتها في المنازل والمدارس والمستشفيات؛ ويترتب على ذلك، كما حدث في قطاع غزة، أن كل هذه البنى التحتية سيتم التعامل معها كأهداف عسكرية، بغض النظر عن أن المعسكر المعارض حتى الآن يحترم قواعد الحرب، ويستهدف الأهداف العسكرية.
.. وبكل جرأة فكرية، قال"دي فيلاسموندو": "يمر الشرق الأوسط بأخطر لحظة في تاريخه
العالم أصبح «أكثر أمانًا» بعد اغتيال نصر الله، هكذا علق أحد أسوأ وزراء الخارجية في تاريخ الولايات المتحدة، الكارثي توني بلينكن. وكلامه يؤكد هذا الحكم تماما، نظرا لأن الشرق الأوسط يمر بأخطر لحظة في تاريخه، مع الأخذ في الاعتبار أيضا الأسلحة النووية الإسرائيلية، مع مخاطر واضحة على العالم أجمع؛ وبالتالي فإن اغتيال نصر الله، الذي كان دائماً يخفف من التوجهات الأكثر عدوانية لحركته، قد يتحول إلى حداد على إسرائيل، حيث يبدو أن كل هذا يفتح المجال أمام سيناريو تم تجنبه حتى الآن، مع وابل مستمر من الصواريخ على أراضيها. "من يزرع الريح يحصد العاصفة" يقول المثل الكتابي. ومع ذلك، كانت السلطات الإسرائيلية على علم بأن الهجوم كان سيؤدي إلى مثل هذه النتيجة، وليس من قبيل الصدفة أن الاسم الرمزي للعملية كان "نظام جديد"، كما ذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل. تفاصيل عن إسرائيل. وتأمل إسرائيل ومؤيدوها العدوانيون في الخارج أن يحققوا ما حاولوا وفشلوا فيه في حرب عام 2006 ضد حزب الله. إن ما كان يسمى آنذاك " الفوضى البناءة " انطلقت لتتمكن الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل من إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وفقا لاحتياجاتها وأهدافها الجيواستراتيجية"، أيضا، كتب الدكتور" بيير آلان ديباو"
، حول أبحاث المفكر الفرنسي، ولفت إلى أن :"
الرؤية المسيحانية لـ"إسرائيل الكبرى"" تبدو كما
نشرت صحيفة " جيروزاليم بوست" مقالاً مثيراً للاهتمام حول الدوافع العميقة للوحشية الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية، والغزو المستمر للبنان، والتفجيرات التي نفذت على سوريا، وتهديداتها ضد العراق. كل هذا يتوافق مع رغبة الحكومة الإسرائيلية الحالية في تحقيق الرؤية المسيحانية لـ"إسرائيل الكبرى".
ومع ذلك، قال "ديباو" :إن اعتراف صحيفة " جيروزاليم بوست" أعقبه تراجع عن المقال ورقابة، ولا شك أن التوقيت يعتبر توقيتًا سيئًا. ولا ينبغي لكثير من الناس أن يفهموا الخطة الإسرائيلية في وقت مبكر جداً. وعلينا أن نستمر في تغذية الديوك الرومية بالذرائع التي تجعلها تصفق للرعب المستمر.
فالمقال المحظور والدوافع الحقيقية للإبادة الجماعية في غزة وعملية غزو لبنان التي نفذها الجيش الإسرائيلي. كل شيء واضح: إنهم يعتبرون لبنان جزءاً من "أرض إسرائيل الموعودة".
*وثيقة مهمة:نص توراتي يعتمده السفاح نتنياهو.
..
«في ذلك اليوم أجعل رؤساء يهوذا كمشعل من الحطب كمشعل لهيب في الحزمة. فيأكلون جميع الشعوب الذين حولهم عن اليمين وعن اليسار، وتبقى أورشليم في مكانها في أورشليم. (...) في ذلك اليوم يقيم الرب سورًا حول سكان أورشليم، فيكون المتردّد بينهم مثل داود في ذلك اليوم، ويكون بيت داود مثل الله، كملاك الرب أمامهم. ويكون في ذلك اليوم: أني أسعى لإبادة جميع الشعوب القادمين على أورشليم. وأفيض على بيت داود وعلى سكان أورشليم روح النعمة والتضرع، فينظرون إليّ أنا الذي طعنوه. »
زكريا 12: 6-10
من المقرر أن تتحقق النبوءات، ومن المحتمل أن هذه النبوءة ستأتي قريبًا. حان وقت الصلاة...
.... لا مؤشرات قريبة على الرد الإسرائيلي ضد ضربة إيران، ومصادر
وزارة الخارجية الأمريكية، أن و يرها "بلينكن" كتب في مقال بمجلة فورن أفيرز، التي يصدرها الأطلسي الجديد: إدارة بايدن تعمل لإيجاد حل ديبلوماسي يمكن إسرائيل ولبنان من العيش في أمان.
في الوقت ذاته:واشنطن ارسلت ثلاث رسائل لطهران خلال نصف ساعة عن طريق بغداد، والخبر يحرك ساكن الازمة:
واشنطن ارسلت ثلاث رسائل لطهران خلال نصف ساعة عن طريق بغداد
بغداد/ 3 تشرين الاول/اكتوبر/ وكالة ارنا – قال مصدر عراقي مطلع ان واشنطن ارسلت ثلاث رسائل لطهران عن طريق بغداد في اقل من نصف ساعة.
واضافت وكالة انباء "بغداد اليوم" التي أوردت النبا نقلا عن المصدر المذكور الذي لم تسمه ان امريكا رصدت القدرات الايرانية المتزايدة في مجال الصواريخ بما فيها الصواريخ فرط الصوتية التي اثارت قلق امريكا الجاد.
واضافت الوكالة نقلا عن مصدر عراقي مطلع ان القلق الامريكي من الصواريخ فرط الصوتية الايرانية ناجم عن ان منظومة باتريوت وباقي منظوماتها الدفاعية غير قادرة على اعتراض هذه الصواريخ.
وتابع انه لهذا السبب ارسلت امريكا ثلاث رسائل الى ايران عن طريق بغداد موضحا ان محتوى الرسائل هو "لا تهاجموا قواعدنا العسكرية في المنطقة."
وابلغ هذا المصدر الاخباري، وكالة "بغداد اليوم" ان واشنطن قلقة من تقوم ايران مع مجموعات المقاومة الاسلامية في المنطقة، بضرب القواعد العسكرية الامريكية في المنطقة.
.. وكل ذا، لم يمنع الكابنيت، و
المجلس الوزاري الاسرائيلي للشؤون الأمنية، من اتخاذ قرارا بالرد على الهجوم الإيراني، وفق ما نقلت القناة 13 الاسرائيلية،.. وهنا نجد كيف قام جيش الاحتلال تكثيف ضرباته الجوية على لبنان، و مدى تعليل رغبة السفاح نتنياهو في قتل خوفه من الآتي.
.. الرواية في المنطقة، أن الجهود العربية والإسلامية، قد تتقاطع مع الرغبة الأميركية والغربية، نحتاج وقت للنظر في مخاوف التصعيد الحربي، تراه بعض الدول نهجا للتغيير، هذه صورة الحرب في الألفية الثالثة، إبادة حضارة وحق الشعوب في الحياة.
*huss2d@yahoo
فرض التصعيد وما يرافقه من حرب نفسيه ، سردية حرب مختلفة، والمعلومات التي تتسرب من العواصم كافة، تؤشر لتنسيق الرد الإسرائيلي على إيران، منها طبيعة الحراك الدبلوماسي الإيراني، العربي، عدا عن الدبلوماسية الأمريكية الأوروبية التي تعمقت خلال الأيام الماضية، والتي كشفت بما لا يدع للشك مكان، أن حكومة دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، اليمينية المتطرفة، فتحت اتصالاتها الموسعة، مع الإدارة الأميركية والبنتاغون، وبرز اتصال هاتفي بين السفاح نتنياهو والرئيس بايدن، بحسب ما نقل موقع "والا" الإسرائيلي عن مسؤولين أن السفاح نتنياهو، "مرعوب وخائف"، وأنه أجري اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأميركي بايدن لتنسيق الرد الإسرائيلي على إيران.
بايدن، أيضا، يلاحق الحدث، منذ يوم الهجوم الصاروخي الإيراني على دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، واصفا الضربة الإيرانية بالقول : "العواقب بالنسبة لإيران ليست معروفة بعد، وسأتحدث عنها مع نتنياهو".
الحدث اشغل الإدارة الأميركية والبنتاغون، في وقت مزدحم بالنسبة لمسار الانتخابات الرئاسية الأميركية، مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض "جيك سوليفان" كشف أن "إيران أطلقت 200 - الرقم متذبذب، غير معلن تمامًا -صاروخ باليستي على إسرائيل، وكانت الولايات المتحدة تنسق مع الاحتلال لمساعدته في التعامل مع الهجوم واعتراض الصواريخ".
متغيرات الحدث، جعلت السفاح نتنياهو، وجيش الكابنيت يقع في مخاوف تاريخية، إذا ان المواجهة مع إيران كشفت الداخل الإسرائيلي الهش، رغم عمليات الانتقام التي طالت غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، عدا عن مقدمات الاجتياح البري للجنوب اللبناني ووسط العاصمة اللبنانية بيروت.
*إيران ترصد الحدث القادم..
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي: قال ان بلاده ترصد تطور الحدث، وقال إن :"هناك احتمال لاستمرار المواجهة مع إسرائيل في الأيام المقبلة وقواتنا على أهبة الاستعداد"، "قواتنا مستعدة لأي إجراءات محتملة من الكيان الصهيوني"، وأن: "أي عمل جديد من قبل الكيان الصهيوني أو من داعميه سيواجه برد أكثر شدة.
في ذات السياق، الرئيس الأميركي بايدن، الجمعة، ألمح الى أن :"الفرق الأميركية والإسرائيلية لا تزال تناقش الرد على إيران".
.. وكما هي التوقعات الغربية، أميركا الرئيس قالت:"لن نتخذ قرارا فوريا مع إسرائيل بشأن إيران وننتظر نتائج مزيد من المناقشات".
بمعنى ان الجيوسياسية الأمنية، تحتم :"يجب التفكير في تجنب ضرب حقول النفط الإيراني"، وهذا يدل على تخوف من نقص تمرير الطاقة والنفط حول العالم، وبالذات إلى بعض الشركات التي تعمل بالسر وتشتري النفط الإيراني في الأسواق العالمية الموازية،والشتاء على الأبواب.
.. والواضح سياسيا وأمنيا، أن الإدارة الأميركية والبنتاغون والغرب، كما توقعت" الدستور" بعد الضربة الإيرانية على الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، تعمل على تكوين حلف دولي ضد إيران، لهذا قال بايدن:"سأعمل على حشد العالم لتحقيق السلام في الشرق الأوسط".
بينما تخطط إسرائيل، بعد الموافقة الأميركية والغربية لرد قوي على إيران يشمل منشآت نفطية ونووية.
*وحدة الجبهات وتثبيتها.. خيال أم حقيقة؟!.
لا يمكن فرض حقيقة بقوة السلاح فقط، المنطق هنا يضيع، أو يضلل الحقائق، ما يتوازى مع الحدث، أن
ايران، بعد ضربة الصواريخ الباليستية، جددت الكلام الشائك حول " وحدة الجبهات وتثبيتها"، وفق رؤيتها الايدولجية للحرب.
.. وإيران الدولة والحرس الثوري الإيراني، يدرك ان الحدث المعركة وما يتبعها، كانت حرب الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الاستعمارية، كما هي الحرب التي إرادتها دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية.
اغتيال القيادات والشخصيات الكبار الكوادر في المقاومة الفلسطينية واللبنانية ، بالذات من حركة حماس وحزب الله، والحرس الثوري الإيراني جعل ربط أو تثبيت محاور المقاومة والاسناد، وكل الجبهات، عملية صعبة، قد لا يكون من نتائجها إنهاء الحرب في اي جبهة، لأن جيش الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، و الكابنيت، يقودها السفاح نتنياهو، ما جعل الجبهات تشتعل منذ العام، بعد بدء حرب المقاومة التي اطلقتها حركة حماس بعد السابع من تشرين الأول أكتوبر الماضي.
.. والحدث يتدحرج، الحرب الشاملة ما زالت واردة، تحديدا بعد استمرار حرب الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية مع تدمير غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، وبدء الاجتياح البري في جنوب لبنان، وصولا إلى هجمات يومية داخل لبنان ووسط بيروت، إلى حد ان التحليلات السياسية والأمنية تقول ان :أي شخصية تستعد لتولي منصب معيّن في حزب الله، باتت مشروع شهيد، وربما نذكر ان :في الأيام الأولى لاندلاع المواجهات خرج الأمين العام لحزب الله، الشهيد السيد حسن نصرالله قائلاً إن كل المقاتلين على الحدود هم مشاريع استشهاديين... ويلتقط المحلل السياسي في بوابة المدن اللبنانية منير الربيع، الحدث من جانب أخطر فيقول:
اليوم تريد إسرائيل تغيير المعادلة بالقول إن كل المسؤولين أو المستعدين لتولي المسؤوليات من منصب أمين عام وما يليه سيكون عرضة للتصفية والاغتيالات؛ عندما تبدأ الحروب بهذا الشكل، يعني أهدافها ومراميها بعيدة جداً.
.. وينظر المحلل إلى المسألة من زاوية مختلفة مؤكدا:
ليست إسرائيل في وارد التراجع، ولا يبدو أي تحرّك دولي جدّي قادر على لجمها أو يعارضها بشكل فعلي؛ تريد استدراج دول المنطقة كلها إلى هذه الحرب، ولا تريد إيقافها عند حدود لبنان.
*جنون العظمة.. معركة السفاح تحت العين الأميركية.
لنقل ان الأحداث، جعلت دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، ترتبط مع حكومة السفاح نتنياهو اليمينية المتطرفة، الارتباط ولد، جنون العظمة، وبين تطور مجزرة أو عملية اغتيال، السفاح أظهر للغرب والإدارة الأميركية والمنظمات والقوى الصهيونية اليهودية، أنه قادر على فتح كل الجبهات، مصادر السلاح متوفرة والدعم اللوجستي، وهذا يمكن تطبيق نماذج حرب وإبادة غزّة ورفح والشجاعةو النصيرات وخان يونس ممكنة التطبيق في الجنوب اللبناني، وكل لبنان،وقد تشمل جبهات سوريا، العراق،واليمن، و لكي يخفي السفاح مخاوفه ، أقنع نفسه بأنه محرر المنطقة والشرق الأوسط، والهدف المعلن، المعركة مع إيران وتطويقها وتقويض نفوذها أو تغيير سلوكها ونظامها، كان في الأمر أرادت أخرى يتابعها الغرب، وما يجري من مجازر وضربات لسلاح الجو الإسرائيلي داخل لبنان، الضاحية الجنوبية والبقاع، وصولا إلى الحدود السورية في المصنع، يؤكد، أن حال بيروت يتجه إلى أسوأ من إبادة غزة ورفح .
ما يجري في لبنان، يدرك المحلل الربيع، هو :تكرار لما اعتمدته دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية إسرائيل في غزة ورفح والضفة الغربية والقدس .
كيف تم ذلك، يحدد المحلل الربيع النقاط التالية:
*1.:
عندما اتخذت،دولة الاحتلال قراراً بشنّ العملية البرية في القطاع والبدء بشماله، استمرّت على مدى 27 يوماً في عمليات القصف وبعض التسللات والتوغلات البرية من قبل فرق وقوى هندسية واستطلاعية بالنار ووقعت اشتباكات بينهم وبين فصائل المقاومة، قبل التكثيف الناري الكبير تمهيداً للاقتحام والدخول. السيناريو نفسه يتكرر في لبنان مع فارقين أساسيين، تكبيد القوات المتوغلة خسائر كبيرة، وتجهيزات حزب الله العسكرية ومخزونه كبير جداً، وثانياً يمتلك الحزب طرق الامداد المفتوحة على مناطق متعددة في الجنوب والبقاع وصولاً إلى سوريا، لذا بدأت إسرائيل محاولاتها لإطباق الحصار البري والجوي والبحري.
*2.:
تكثف إسرائيل من استهداف فرق الانقاذ والاسعاف والدفاع المدني، في محاولة لمنع حصول أي عمليات انقاذ وإفقاد المقاتلين-بنا في ذلك المدنيين- الأمل وتقطيع أوصال الامداد الطبي، بالإضافة إلى استهداف مقرات لهذه المؤسسات في مناطق سكنية وتدميرها بالكامل كإشارة إلى عدم الاستعداد للتراجع وللضرب من دون أي مراعاة للعناصر البشرية.
*3.:
تعمل دولة الاحتلال الإسرائيلي على إجهاض كل المحاولات السياسية أو الديبلوماسية للبحث عن صيغة حلّ أو اتفاق ينهي الحرب ويعيد الاعتبار لتطبيق القرار 1701، فيما يطالب الإسرائيليون بتطبيق القرار 1559 ونزع سلاح حزب الله وتغيير الوقائع والموازين السياسية. وهو ما تقوله في غزة أيضاً حول تدمير حركة حماس عسكرياً وعدم السماح ببقائها سياسياً للسيطرة وإدارة القطاع.
*4.:
كل محاولات وحوار الدبلوماسية الأميركية تجاه العملية العسكرية الإسرائيلية في لبنان يتطابق بشكل كامل مع الكلام الأميركي تجاه غزة، إذ يتم تقديم كل المبررات لتل أبيب في مواصلة عملياتها العسكرية لتحقيق أهدافها، خصوصاً مع تشديد المتحدثين الرسميين الأميركيين على توصيف حزب الله بالمجموعة الإرهابية وبأنه من حق إسرائيل أن تواجهها.
.. من كل هذا الأفق الدامي، والتصعيد اللامحدود،
تجديد الحديث، من إيران، بعد تأثيرات ضربة الصواريخ الباليستية، حول "وحدة الجبهات"، و هو في القياس المنطقي لسردية حرب المقاومة، أو حرب الدول، غير ممكن نظريا ولا عمليا لظروف ان الجبهات، هي عمل مقاومة مسلحة وهي منظومة أمنية واجتماعية معقدة، ولعل تثبيت هذه المعادلة، سياسيا وأمنيا، غير عسكريا، يؤدي إلى مرحلة ما يتم فيها منع الاحتلال من تحقيق أهداف مؤقته أو/و لمنعها من الانتصار، وهو ما تطابق في الرسائل الموجهة في موقف مرشد الجمهورية الإسلامية السيد علي خامئني، ووزير الخارجية عباس عراقجي. بالنسبة لإيران كما مع حزب الله وحركة حماس، وأن هدف دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني من هذه الحرب، والاغتيالات، والإبادة الجماعية، لتفكيك الجبهات، وعزل قوى محور الإسناد والمقاومة عن بعضها البعض، وهنا الخطر والتصعيد الأكثر دموية:
الصراع حول مستقبل غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، كما الجنوب اللبناني، ما تنبش فيه دولة الاحتلال تواصله وتعمل، حركة حماس وحزب الله، مع إيران الحرس الثوري على مواجهته، تلك المواجهة - الحرب المفتوحة، ما سيجعل الإبادة أطول وأقسى، إذا ما بقيت الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الاستعمارية، على ذات الدعم والحماية العسكرية لجيش الاحتلال و الكابنيت الدموي، بوجود السفاح نتنياهو، الذي بات مرعوبا خائفا من نوايا ايران.
*ماذا لو تجرأ السفاح نتنياهو وضرب المنشآت النووية الإيرانية؟!
إذا عدنا إلى تسريبات "أكسيوس" الإخبارية الأميركي، نجد أنها تؤكد ان دولة الاحتلال سترد بقوة على الهجوم الصاروخي الإيراني، الرد سيكون في غضون أيام(..) يستهدف منشآت نفطية داخل إيران.
.. وربما يسعى الإعلام الأميركي والغربي، بما في ذلك الإعلام الإسرائيلي، الى التحذير من حرب إقليمية شاملة وأن إسرائيل ستشن "ردًا قويًا" على الهجوم الصاروخي ، والرد ضد منشآت إنتاج النفط داخل إيران ومواقع استراتيجية أخرى.
وسط ذلك جاء تهدّيد رئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال محمد باقري بضرب "كل البنى التحتية" في إسرائيل إذا ما هاجمت الأخيرة بلاده ردّا على إطلاق إيران مساء الثلاثاء حوالى 200 صاروخ بالستي فرط صوتي على إسرائيل.
" باقري" رسميا عبر التلفزيون الحكومي، لفت إنّ القصف الصاروخي الذي تعرّضت له إسرائيل مساء الثلاثاء الماضي "سيتكرّر بقوة أكبر، وكلّ البنى التحتية للكيان الإسرائيلي سيتمّ استهدافها"
.. وما بين انشغال السفاح نتنياهو في معادلات الاجتياح البري للبنان، والخوف من القادم، جميع الخيارات في المنطقة، تراقبها الإدارة الأميركية والبنتاغون، وهي ستكون على الطاولة، بما في ذلك خيار الضربات على المنشآت النووية الإيرانية، المفروض-على الاقل في هذه الحرب- اميركيا واوروبيا، عدا عن مخاوف دول المنطقة بالذات الخليج العربي، وكل الشرق الأوسط، لأثر التلوث النووي الذي لا يمكن السيطرة عليه.
*إذا تمت الضربة الاحتمالات كارثة.. كيف؟!
مساحة الحرب من غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، الى الجنوب اللبناني بيروت وصولا إلى الحدود السورية في حدود المصنع الذي دمره الاحتلال الإسرائيلي، التوقع ، أن خوف نتنياهو، سيضع العالم أمام ضربة مختلفة على الدولة الإيرانية، ووفق المصادر ستكون :
*أولا :
ضرب منشآت النفط الإيرانية كهدف محتمل.
*ثانيا:
إن الاغتيالات المستهدفة وتدمير أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية هي أيضًا احتمالات واردة.
*ثالثا:
غارات جوية من طائرات مقاتلة فضلاً عن عمليات سرية مماثلة لتلك التي اغتالت زعيم حماس الشهيد إسماعيل هنية في طهران.
*رابعا:
سترد إسرائيل بمفردها، وهي تريد تنسيق خططها مع الولايات المتحدة بسبب التداعيات الاستراتيجية للموقف.
*خامسا :
أي هجوم إيراني آخر ردًا على رد إسرائيلي سيتطلب تعاونًا دفاعيًا مع القيادة المركزية الأميركية، والمزيد من الذخائر للقوات الجوية الإسرائيلية وربما أنواع أخرى من الدعم العملياتي الأميركي.
*مغامرة خطيرة في لبنان".. هذا ما قيلَ في أميركا عن السفاح نتنياهو؟
ما زالت الرؤية في المنطقة تخضع لتحولات الحدث اليومية، بين استمرار التعنت الإسرائيلي الصهيوني بإستمرار الحرب العدوانية على قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، كما على جبهة لبنان، وحزب الله، وملاحقة محور المقاومة ومحور الإسناد في العراق واليمن وسوريا، كارثة الاجتياح الفعلي للجنوب اللبناني، وتهديد كيان الدولة اللبنانية، في ذلك ما كشفت عنه
مجلة "بوليتيكو" الأميركية أن اغتيال أمين عام "حزب الله" الشهيد السيد حسن نصرالله، شجع رئيس وزراء حكومة اليمين المتطرف السفاح نتنياهو، على التفكير ضمن نطاق واسع، في إعادة صياغة الشرق الأوسط، بشكل أكثر ملاءمة لإسرائيل، بالطبع هذا التفكير الصهيوني، يعزز خوف نتنياهو من مستقبله السياسي الذي انهار، وسط ألاعيب سياسية وأمنية وعسكرية، كان يمكن أن تنهار لولا الدعم العسكري والاقتصادي والأمني الأميركي، والغربي، وقوى المنظمات اليهودية الصهيونية في الولايات المتحدة وأوروبا والعالم.
"بوليتيكو"، ألمحت إلى أخطاء في مسيرة حرب الإبادة الجماعية والتهجير، التي قررها الكابنيت، و التطرف التوراتي، وقالت المجلة :
أنه بالنسبة للإسرائيليين، كان نصرالله المسؤول عن مقتل المئات من الإسرائيليين والأميركيين، وغيرهم خلال العقود الثلاثة التي قضاها أميناً عاماً للحزب، ما انتج أفكار السفاح عن إمكانية :
تقويض إيران وإن السفاح، وضع هدفه النهائي (..) تقويض القيادة الدينية في طهران، وإسقاط الإيرانيين الذين يمولون حركة
حماس وحزب الله، والمتمردين الحوثيين في اليمن، وقالت: "إن طموحات نتنياهو تحمل صدى الفرصة، التي لا تتكرر إلا مرة واحدة في كل جيل، والتي تحدث عنها الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش، عندما شرع في تنفيذ واحدة من أكثر الأجندات السياسية طموحاً في أي إدارة الأميركية حديثة".
بوليتيكو، لها نظرة إلى الحدث، وهي ترى أن هذا المسار، عسكريا وأمنيا محفوف بالمخاطر، ذلك أن الغزوات الإسرائيلية-تقول مصادر المجلة - للبنان لم تنته قط بسلام، وربما يكون التوغل الإسرائيلي المباشر في لبنان، على نطاق محدود ومساحة جغرافية محدودة، ضرباً من الوهم، وقد تكون النتيجة مستنقعاً.
تنقل المجلة، بحياد شكلي، انتقادات رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، لخطط السفاح نتنياهو، قائلاً: "لا أفهم ما هي الاستراتيجية هنا على وجه التحديد. لابد وأن يكون هناك شيء أكثر من مجرد إرسال الدبابات عبر الحدود، لتبرير الاستراتيجية التي تكمن وراء هذا".
وحول التوغل البري للبنان، أوضح "لقد كان نصرالله رئيساً لمنظمة وحشية، وكان يستحق هذه العقوبة، لكن الآن يتصرف نتنياهو على هواه".
وأضاف متسائلاً: "إلى أين يقود هذا التوغل؟ لا ينبغي لأحد أن يشك في أن القوات الإسرائيلية قادرة على شق طريقها إلى نهر الليطاني. وماذا بعد ذلك؟ ما هي النهاية؟ هل سنبقى هناك إلى الأبد لحماية الجزء الجنوبي من إسرائيل؟ هل سنفكر في بناء مستوطنات في جنوب لبنان في غضون ذلك؟".
*الاجتياح البري، يعزز خوف نتنياهو.. التطرف يغرقه.
في المؤشر، حالة الحرب في قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، تختلف عن الحرب في جبهة الجنوب اللبناني، ففي التاريخ القريب:ألحق غزوان إسرائيليان آخران لجنوب لبنان، عامي 1978 و2006، أضراراً جسيمة بلبنان، لكنها لم تحقق مكاسب أمنية دائمة للمستعمرات اليهودية في شمال دولة الاحتلال، على الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة.
السفاح في خوفه، يريد تكرار تلك الحروب، .. و:من المرجح أن تشبه حرب إسرائيل الأخيرة في لبنان حملتها ضد حماس في غزة، كما تقول رئيسة برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة تشاتام هاوس البحثية في المملكة المتحدة، لندن "صنم وكيل" :
في غزة، استخدم الجيش الإسرائيلي الغارات والضربات الجوية لتدمير أكبر قدر ممكن من قوة حماس القتالية وأسلحتها ونظام الأنفاق، في حين احتفظت بممرين عبر القطاع.
.. وعلى ذلك :"كما هو الحال في غزة، أتوقع أنهم سيستخدمون تهديد الوجود الطويل الأمد كأداة مساومة في المفاوضات". وأضافت أن التوغل من شأنه أن يتحول بسهولة إلى احتلال ممتد لمنطقة عازلة، وهو ما سيساعد حزب الله على حشد صفوفه.
.. ويعني الاجتياح البري، ضمن نطاق الوضع الحالي، في الهدف النهائي
، الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان يشمل انسحاب حزب الله من جنوب لبنان ونزع سلاحه، في حين تتولى قوات الحكومة اللبنانية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة السيطرة على منطقة الحدود بين لبنان وإسرائيل.
.. وهو تصور بعيد المدى، قد يطيل أمد الحرب في غزة ورفح والضفة الغربية والقدس اولا، وفي جنوب لبنان، ويمتد إلى اجتياح داخل بيروت والمخيمات الفلسطينية في كل لبنان.
.. اي ان دبلوماسية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وكل الوسطاء والمنظمات والقوى العربية الدولية والأممية، ستكون، عاجزة عن مفاوضات وقف لإطلاق النار في لبنان، أو في غزة، فقد تزامنت أشكال الحرب وازدد التصعيد الإقليمي، ما يجعل من الحدث مراهن لما سيأتي من صراع إيران، إسرائيل المنظور، مع صراع حركة حماس، وحزب الله الذي لم ينتهي، إذ ان ضربة الصواريخ الباليستية، عززت بعض منافذ القوة، والنظرة التي يمكن أن تبدو إذا ما نجح المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، التوافق مع الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، ودول المنطقة، على حلول تفتح ملفات إدانة دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية اولا، قبل البحق عن قوى و وفود تقود جولات المفاوضات التي حتما ستكون صعبة وقد تفشل، ما قد يغيير من الداخل والشارع الإسرائيلي الذي يتفرج.
.. في الجيوسياسية الأمنية، كل احتمالات اشتعال المنطقة واردة، السكون الأميركي وغياب قوة القارة الأوروبية العجوز، وغياب إرادة عربية إسلامية، تفهم مستقبل انحدار دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، بعد إبادة غزة، دخولها المرتقب إلى عمق بيروت، والسيطرة التامة، برغم الإيمان بأن محور المقاومة، التنسيق بين حماس وحزب الله، و الفصائل في لبنان، ستكون على موعد مع تصعيد اكبر بكل السيناريوهات، التي لا رهان عليها(..) في المرحلة الآنية،
مثلما عاشت غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، حالة من عدم الحياة المجاعة، الخوف من دخول الحرب العدوانية الاسرائيلية على جنوب لبنان، وكل الأراضي اللبنانية، لتطلق مسارات إعلان جيش العدو الإسرائيلي أنه بدأ عملية برية "محدودة:وهي في الحقيقة شاملة" جنوبي لبنان، وصلت عمليات بسلاح الجو إلى وسط بيروت، وقد حشدت دولة الاحتلال 4 ألوية مدرعة ومثلها ألوية مشاة وفقا لقرار المستوى السياسي،في جيش الكابنيت،.. ولعل ذاكرة الشعب اللبناني، مع محور المقاومة، لا ينسى تلك المشاهد، والأحداث التي تمت عبر الاجتياح البري في العامين 1978 و 1982، والانسحاب في العام 1985، وحربي 1993 و1996 وتحرير جنوب لبنان في العام 2000، ثم عدوان تموز 2006.
ومع كل هذه الدارة الأليم، هناك عشرات الأسئلة التي توقف عندها أجوبة الحاضر:
ما هي حدود التوغل البري ؟ وما هي قدرة الجيش الإسرائيلي على تفكيك بنية حزب الله ؟ وهل تبقى البنى التحتية اللبنانية بمنأى عن الاستهداف؟ وهل يواجه الجيش الإسرائيلي اخفاقاً كبيراً على الارض في الجنوب فيعمد إلى فرض حصار بري وبحري وجوي على لبنان؟.
*أي رهان قادم، فاشل، الخائف مدمر.
قالها علم الاجتماع وعلماء النفس، الذين أن جبتهم الحروب العالمية، الاولى والثانيه؛ ذلك أن سردية الحرب، لها رواتها ، ولامر خارج نطاق الرهان على الدبلوماسية التي تلعب في الخفاء، ومن يلعب من الخاذف السفاح نتنياهو، لن يقدر على مفاوضات وقف الحرب، على ذلك لا وقت لشراء الوهم، لذلك من المتوقع أن تستمر الحرب لفترة طويلة، تتغير فيها الرئاسة الأميركية، الأوروبية، وربما تنهار الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وسط ضغوط، المعاناة فيها ان دولة الاحتلال الإسرائيلي العنصرية، دولة يهودية، حولت مشاكلها ضد المقاومة وضد الحق الفلسطيني في الوجود، ما جعل كبار الكتاب والمفكرين، يربطوا أزمة الحرب، بذلك البعد "الديني والمسيحاني" لهذه الحرب التي لا نهاية لها، فما كان من المفكر الفرنسي"فرانشيسكا دي فيلاسموندو"
، يقول انه :[يتم تصدير حرب إسرائيل ضد حماس في قطاع غزة إلى لبنان. والهدف هو تدمير حزب الله، ولكن كما هي الحال في القطاع الساحلي الفلسطيني، فإن السكان المدنيين هم الذين يدفعون الثمن الباهظ للحرب "المسيحية" الإسرائيلية] .
.. ولفت "دي فيلاسموندو"، إلى أن :"
الشرق الأوسط على مفترق طرق: هدوء أو حرب شاملة
في غضون أيام قليلة، وقعت أحداث خطيرة عديدة ذات عواقب وخيمة في الشرق الأوسط، وخاصة في لبنان. ومن الممكن أن يقلبوا الصراع الحالي بين إسرائيل من جهة وحماس وحزب الله من جهة أخرى إلى حرب شاملة في المنطقة" .
.. وعز المفكر الفرنسي رؤيته بالقول، :" لقد قررت إسرائيل توجيه ضرباتها نحو لبنان بهدف قطع رأس حزب الله، كما تقول. وربما أيضاً لصرف الانتباه عن المقبرة الجماعية في غزة حيث تتراكم وفيات المدنيين الأبرياء، النساء والأطفال في المقام الأول. وبعد الاعتداء على الصافرات الذي وصفه البعض بالإرهابي لأنه طال أطفالاً ومدنيين لبنانيين عاديين؛ وبعد الهجوم المميت على أجهزة الاتصال اللاسلكي، الذي لا يزال في لبنان، كان الهجوم بالقنابل، الذي أدى تأثيره إلى تدمير العديد من المباني وتسبب في سقوط مئات الضحايا المدنيين في جنوب بيروت، هو الذي قتل حسن نصر الله، زعيم حزب الله".
لهذا؛ حاول نتنياهو، بحسب المفكر الفرنسي، التقليل من عنف أي عمل ضد دولة ذات سيادة، ولم يكن خطابه أمام الأمم المتحدة في 27 سبتمبر أقل "حربًا": فقد أعلن أن لبنان سيعاني في الواقع مصير غزة، لأنه ادعى أن الحركة الإسلامية تختبئ وأسلحتها في المنازل والمدارس والمستشفيات؛ ويترتب على ذلك، كما حدث في قطاع غزة، أن كل هذه البنى التحتية سيتم التعامل معها كأهداف عسكرية، بغض النظر عن أن المعسكر المعارض حتى الآن يحترم قواعد الحرب، ويستهدف الأهداف العسكرية.
.. وبكل جرأة فكرية، قال"دي فيلاسموندو": "يمر الشرق الأوسط بأخطر لحظة في تاريخه
العالم أصبح «أكثر أمانًا» بعد اغتيال نصر الله، هكذا علق أحد أسوأ وزراء الخارجية في تاريخ الولايات المتحدة، الكارثي توني بلينكن. وكلامه يؤكد هذا الحكم تماما، نظرا لأن الشرق الأوسط يمر بأخطر لحظة في تاريخه، مع الأخذ في الاعتبار أيضا الأسلحة النووية الإسرائيلية، مع مخاطر واضحة على العالم أجمع؛ وبالتالي فإن اغتيال نصر الله، الذي كان دائماً يخفف من التوجهات الأكثر عدوانية لحركته، قد يتحول إلى حداد على إسرائيل، حيث يبدو أن كل هذا يفتح المجال أمام سيناريو تم تجنبه حتى الآن، مع وابل مستمر من الصواريخ على أراضيها. "من يزرع الريح يحصد العاصفة" يقول المثل الكتابي. ومع ذلك، كانت السلطات الإسرائيلية على علم بأن الهجوم كان سيؤدي إلى مثل هذه النتيجة، وليس من قبيل الصدفة أن الاسم الرمزي للعملية كان "نظام جديد"، كما ذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل. تفاصيل عن إسرائيل. وتأمل إسرائيل ومؤيدوها العدوانيون في الخارج أن يحققوا ما حاولوا وفشلوا فيه في حرب عام 2006 ضد حزب الله. إن ما كان يسمى آنذاك " الفوضى البناءة " انطلقت لتتمكن الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل من إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط وفقا لاحتياجاتها وأهدافها الجيواستراتيجية"، أيضا، كتب الدكتور" بيير آلان ديباو"
، حول أبحاث المفكر الفرنسي، ولفت إلى أن :"
الرؤية المسيحانية لـ"إسرائيل الكبرى"" تبدو كما
نشرت صحيفة " جيروزاليم بوست" مقالاً مثيراً للاهتمام حول الدوافع العميقة للوحشية الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية، والغزو المستمر للبنان، والتفجيرات التي نفذت على سوريا، وتهديداتها ضد العراق. كل هذا يتوافق مع رغبة الحكومة الإسرائيلية الحالية في تحقيق الرؤية المسيحانية لـ"إسرائيل الكبرى".
ومع ذلك، قال "ديباو" :إن اعتراف صحيفة " جيروزاليم بوست" أعقبه تراجع عن المقال ورقابة، ولا شك أن التوقيت يعتبر توقيتًا سيئًا. ولا ينبغي لكثير من الناس أن يفهموا الخطة الإسرائيلية في وقت مبكر جداً. وعلينا أن نستمر في تغذية الديوك الرومية بالذرائع التي تجعلها تصفق للرعب المستمر.
فالمقال المحظور والدوافع الحقيقية للإبادة الجماعية في غزة وعملية غزو لبنان التي نفذها الجيش الإسرائيلي. كل شيء واضح: إنهم يعتبرون لبنان جزءاً من "أرض إسرائيل الموعودة".
*وثيقة مهمة:نص توراتي يعتمده السفاح نتنياهو.
..
«في ذلك اليوم أجعل رؤساء يهوذا كمشعل من الحطب كمشعل لهيب في الحزمة. فيأكلون جميع الشعوب الذين حولهم عن اليمين وعن اليسار، وتبقى أورشليم في مكانها في أورشليم. (...) في ذلك اليوم يقيم الرب سورًا حول سكان أورشليم، فيكون المتردّد بينهم مثل داود في ذلك اليوم، ويكون بيت داود مثل الله، كملاك الرب أمامهم. ويكون في ذلك اليوم: أني أسعى لإبادة جميع الشعوب القادمين على أورشليم. وأفيض على بيت داود وعلى سكان أورشليم روح النعمة والتضرع، فينظرون إليّ أنا الذي طعنوه. »
زكريا 12: 6-10
من المقرر أن تتحقق النبوءات، ومن المحتمل أن هذه النبوءة ستأتي قريبًا. حان وقت الصلاة...
.... لا مؤشرات قريبة على الرد الإسرائيلي ضد ضربة إيران، ومصادر
وزارة الخارجية الأمريكية، أن و يرها "بلينكن" كتب في مقال بمجلة فورن أفيرز، التي يصدرها الأطلسي الجديد: إدارة بايدن تعمل لإيجاد حل ديبلوماسي يمكن إسرائيل ولبنان من العيش في أمان.
في الوقت ذاته:واشنطن ارسلت ثلاث رسائل لطهران خلال نصف ساعة عن طريق بغداد، والخبر يحرك ساكن الازمة:
واشنطن ارسلت ثلاث رسائل لطهران خلال نصف ساعة عن طريق بغداد
بغداد/ 3 تشرين الاول/اكتوبر/ وكالة ارنا – قال مصدر عراقي مطلع ان واشنطن ارسلت ثلاث رسائل لطهران عن طريق بغداد في اقل من نصف ساعة.
واضافت وكالة انباء "بغداد اليوم" التي أوردت النبا نقلا عن المصدر المذكور الذي لم تسمه ان امريكا رصدت القدرات الايرانية المتزايدة في مجال الصواريخ بما فيها الصواريخ فرط الصوتية التي اثارت قلق امريكا الجاد.
واضافت الوكالة نقلا عن مصدر عراقي مطلع ان القلق الامريكي من الصواريخ فرط الصوتية الايرانية ناجم عن ان منظومة باتريوت وباقي منظوماتها الدفاعية غير قادرة على اعتراض هذه الصواريخ.
وتابع انه لهذا السبب ارسلت امريكا ثلاث رسائل الى ايران عن طريق بغداد موضحا ان محتوى الرسائل هو "لا تهاجموا قواعدنا العسكرية في المنطقة."
وابلغ هذا المصدر الاخباري، وكالة "بغداد اليوم" ان واشنطن قلقة من تقوم ايران مع مجموعات المقاومة الاسلامية في المنطقة، بضرب القواعد العسكرية الامريكية في المنطقة.
.. وكل ذا، لم يمنع الكابنيت، و
المجلس الوزاري الاسرائيلي للشؤون الأمنية، من اتخاذ قرارا بالرد على الهجوم الإيراني، وفق ما نقلت القناة 13 الاسرائيلية،.. وهنا نجد كيف قام جيش الاحتلال تكثيف ضرباته الجوية على لبنان، و مدى تعليل رغبة السفاح نتنياهو في قتل خوفه من الآتي.
.. الرواية في المنطقة، أن الجهود العربية والإسلامية، قد تتقاطع مع الرغبة الأميركية والغربية، نحتاج وقت للنظر في مخاوف التصعيد الحربي، تراه بعض الدول نهجا للتغيير، هذه صورة الحرب في الألفية الثالثة، إبادة حضارة وحق الشعوب في الحياة.
*huss2d@yahoo
نيسان ـ نشر في 2024/10/05 الساعة 00:00