مبنى البنك العربي وسط البلد تصميم فوسكرجيان عام 1949

نيسان ـ نشر في 2024/10/16 الساعة 00:00
محمود كريشان
مبتدأ العشق ومهبطه.. التسامح، المحبة، البساطة، العائلة الواحدة.. مدينة بسبعة جبال تحيط بها.. تحرس ربة عمون أو مدينة الحب الأخوي.. عمان عاصمة.. ولا كل العواصم.. تاريخ حافل، وذكريات جميلة، أماكن تروي سيرة مدينة.. تمتد من شرق الروح الى غرب الوجدان.. ومن شمال الوجد الى جنوب العشق... نمضي معكم الأعزاء قراء صحيفة الدستور لنتجول في أخبار وذكريات في ذاكرة المدينة، ونتصفح دفاترها المشرقة:
انشاء الكلية
بالنسبة لإنشاء الكلية العلمية الاسلامية، يقول الحاج حمدي الطباع: تمّ التبرع بالأرض من قبل والدي الحاج صبري وحمدي منكو وعبد الحميد دياب لإقامة الكلية وهي تابعة لجمعية الثقافة الاسلامية، وللعلم لا يوجد إيّ واحد منهم قد تخرّج من جامعة، ولكن حبّهم للعلم دفعهم الى ذلك، إضافة لالتزامهم الأدبي تجاه هذا الوطن الذي احتضنهم.
المعماري فوسكرجيان
يقول الباحث خالد بشير: كان ديران فوسكرجيان من كبار المعماريين الذين لم يحصلوا على الشهادة في الهندسة المعمارية. درس في مدرسة الفنون الجميلة العليا في باريس، لينال بعدها في الأردن درجة مُجاز لممارسة المهنة. وقد أسس مكتبه الهندسي الخاص. امتاز فوسكرجيان وأبدع في التعامل مع الحجر الصلد من حيث الأعمدة والزخارف وغيرها، وقد استمر عطاؤه حتى نهايات عقد التسعينيات من القرن الماضي، وكان من أوائل تصاميم فوسكرجيان مبنى البنك العربي في شارع الملك فيصل، والذي يعود تاريخ إنجازه لعام 1949، وتميز البناء بالضخامة والتفاصيل الحجرية الصلدة، وقد بدت في التصميم تأثيرات دراسته في فرنسا، فهو يحمل تأثيرات مدرسة «الآرت ديكو» باعتماده الأشكال الهندسية البسيطة في التصميم (المربعات والمستطيلات، والخطوط الطوليّة والعرضيّة المستقيمة المتقاطعة)، فكان هذا المبنى، مع مبنى بنك البريد في شارع الأمير محمد الذي بني في السنة نفسها من النماذج المبكرة والنادرة التي بنيت على طراز الآرت ديكو في عمّان، وكانت هيمنة هذا الطراز قد بلغت ذروتها في الغرب مع سنوات نهاية عقد الأربعينيات، كما صمم فوسكرجيان مبنى قصر زهران عام 1952، وبناية إدارة مصفاة البترول في شارع الرينبو في جبل عمّان، ومبنى البنك المركزي في شارع الملك حسين والذي أنجز عام 1966، ومبنى السفارة البريطانية سابقًا في جبل عمّان، وبذلك نال فوسكرجيان حصة هامة من تصاميم المباني الحكومية والرسمية في تلك الفترة. ويحمل تصميمه لمبنى البنك المركزي الأردني سمات العمارة الصرحيّة (Monumental Architecture) المناسبة للأبنية الحكومية وذات الصفة الرسميّة، وذلك باعتبار مقاييسها الضخمة، وخطوطها الحادة وكتلها الجامدة، التي تؤكد على الصفة الرسميّة للمباني الحكوميّة، في حين تضمن تصميمه لمبنى شركة مصفاة البترول الأردنية سمات الطراز الدولي بالاعتماد على تصميم واجهة بسيط الخطوط يتألف من خطوط أفقية مستقيمة، مع التلاعب في نسب البروز لتوفير المظلات الكاسرة لأشعة الشمس، ومن أشهر تصاميمه أيضًا مبنى أبو شام التجاري في الدوار الأول بجبل عمّان، واتبع فيه ذات الطراز الدولي، مع استخدام الزجاج بكميات كبيرة، واستخدام الألمنيوم الخالص، والكواسر الأفقية، ومع استخدام مادة الحجر التي أضفت الطابع المحلي على التصميم.
وكالة مرسيدس
في عمان القديمة، كانت هناك علاقات مميزة وأخوية بين التجار، وشراكات متعددة بينهم، وكان الحاج صبري الطباع تاجرَ «مال قبان» وقد أنشأ أول مطحنة في عمان، وكانت بدائية، وقد أشرف على إنشائها المهندس صبحي كحالة الذي أصبح فيما بعد وزيرا لسد الفرات في سورية، ونظرا للعلاقات المميزة بين التجار كان كل واحد منهم يرغب بإشراك الآخرين معه، وبالتالي كان شركاء الطباع في المطحنة، شركة طاهر المصري وأولاده ويمثّلهم الحاج معزوز وكذلك العالول وكامل ملحس وحسين أبو الراغب، وكان موقعها في طريق المحطة، وفي تلك الفترة حصل آل المصري على وكالة فولكسفاجن، أمّا قصة المرسيدس، فعائلة غرغور من يافا تعرّفت على جماعة من ألمانيا وتذوّقوا طعم البرتقال اليافاوي فأحبّوه جدا، فأعطاهم غرغور «شوال» برتقال.
    نيسان ـ نشر في 2024/10/16 الساعة 00:00