موقفنا واضح.. ونريد حرباً كبيرة

ابراهيم عبدالمجيد القيسي
نيسان ـ نشر في 2024/10/18 الساعة 00:00
كل النظام العالمي مختل، وليس من السهولة بمكان أن يتغير بلا تجارب قاسية، تخفف من السلبية الأمريكية تجاه المنطقة العربية، ولأنها تحمي وتدعم وترعى عصابة مجرمة، تشن حروب إبادة وتدمير ضد العرب، وتمتد يدها بالغدر من تحت العباءة الأمريكية، فلا حل لإعادة أمريكا لرشدها سوى أن تنجح عصابة الإرهاب في تل أبيب بمساعيها، وأن تجرّ المنطقة بالفعل إلى حرب غير تقليدية، تكون من سيناريوهاتها دخول أطراف عالمية كبيرة فيها، وتفقد معها أمريكا الكثير من قوتها وتفردها بالقرار المعادي للعرب.
لا يمكن لإسرائيل «وحدها» أن تشن حربا حقيقية ضد أي قوة في المنطقة، ولا حتى ضد المقاومة الفلسطينية، وكل جرائمها ترتكبها برعاية وحماية امريكية وغربية، وعلى الرغم من كل الإعلام الذي يسهر على تلميع صورة الإجرام الإسرائيلي، وترسيخ تفوقه، إلا أن الجميع يفهم اليوم بأنها باتت عملية مكذوبة مكشوفة، ولا يمكن لإسرائيل الإرهابية أن تدخل في حرب واحدة، بإمكانياتها وبعقيدتها الإرهابية، وتعيش وتتمدد وتعربد بالخداع ولا يوجد قوة فعلية لدى هذا الجيش الارهابي لمواجهة العرب ولا الفلسطينيين أصحاب الحقوق، وأصحاب القضية العادلة.
اسرائيل وأمريكا وبريطانيا وفرنسا وكل من يقف في حلفهم لدعم الإجرام الصهيوني، لا يمكنهم الدخول في حرب مع إيران، وهم في طور مفاوضات ودراسة توجيه ضربة لا ترد عليها إيران، لكن هذه نتيجة لا تخدم الإرهاب الصهيوني الحاكم في تل أبيب، والغارق في في حروب إبادة، تؤكد نتائجها وأخبارها اليومية بأنها ليست في صالح المجرم المعتدي، الذي لا يجيد سوى اقتراف الجرائم بحق الأبرياء، والقيام بعمليات قتل واغتيال وتدمير، يصعب اعتبارها بأنها حرب حقيقية، بقدر اعتبارها مجرد جرائم ارهابية لا تفعلها الجيوش الحقيقية، لكن العصابة الإرهابية تفعلها، وتتطاول حتى على هيئة الأمم المتحدة وقواتها ومنطماتها وأمينها العام، فهم يريدون أن تصبح كل هذه المؤسسات ومسؤوليها كما هي الحكومات الأمريكية، تحميهم وتقدم لهم خدمات لارتكاب مزيد من الجرائم بعيدا عن القانون والعدالة.
موقفنا الأردني كموقعنا الاستراتيجي، وهو موقف معروف ممتد لأكثر من 100 عام، فنحن لسنا طرفا في الجريمة، ولا يمكننا مواجهة أمريكا لثنيها عن دعمها للكيان المجرم، ولن نقدم أية مشاركة للطرف الإسرائيلي الإرهابي الذي لا يخجل اليوم من تهديدنا علنا، ولا لحلفه المتواطىء معه والداعم له في حروب الإبادة الجبانة التي يستقوون فيها على الأبرياء من أطفال وغيرهم، وبات موقف الأردن واضحا معروفا بالنسبة للمواجهة الدائرة، فأراضينا وأجواؤنا مستقلة وذات سيادة ولن نسمح باستخدامها من قبل أي طرف، وسنعتبر أي جسم ينتهك هذه الأجواء بمثابة هدف عسكري أمني، يجب إسقاطه. ولكن أمنيتي شخصيا وأمنية كل أردني وعربي حر شريف ان تتسع الحرب في غير أراضي العرب، ويدخلها كل الأطراف الذين يساهمون منذ زمن في عدم استقرار المنطقة العربية، ويتصارعون عليها بينما أهلها «الصناديد» يضعون رؤوسهم في الرمال انتظارا لسيف الإرهاب والإجرام.
    نيسان ـ نشر في 2024/10/18 الساعة 00:00