ماذا يحدث في شمال قطاع غزة؟

نيسان ـ نشر في 2024/10/20 الساعة 00:00
يواصل الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ15 على التوالي، الإطباق على منطقة شمال قطاع غزة، حيث أغلق كافة المنافذ الرئيسية بالآليات والسواتر الترابية، وعزل المنطقة عن مدينة غزة، تحت قصف دموي مستمر ونسف للبيوت فوق رؤوس ساكنيها.
ومع منتصف ليلة السبت، بدأ جيش الاحتلال توغلاً جديداً ضمن عمليته العسكرية البرية المتواصلة شمال قطاع غزة التي وسعت نطاقها تل أبيب الجمعة بالدفع بلواء "جفعاتي" لتعزيز قواتها في المنطقة المحاصرة منذ 15 يوماً.
وفي السبت، أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة، استشهاد أكثر من 400 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء ومسنين وإصابة مئات، خلال 15 يوماً من الإبادة الإسرائيلية لشمال القطاع.
فيما أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية، انقطاع الإنترنت بشكل كامل عن محافظة شمال قطاع غزة.
محافظة شمال غزة هي أحد المحافظات الخمسة في قطاع غزة، وتضم مدينة جباليا ومدينة بيت لاهيا ومدينة بيت حانون، ومدينة الشيخ زايد، بالإضافة إلى تجمعات ريفية وهي قرية أم النصر، عزبة بيت حانون، مشروع العلمي، تل الزعتر، الفالوجا، وبئر النعجة.
وتصل مساحة شمال قطاع غزة إلى 62 كم مربع، وتشكل نحو 17% من إجمالي مساحة قطاع غزة، وهي غنية بالمناطق الزراعية،ووفقاً للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني كانت مساحة الأراضي الزراعية في شمال غزة حوالي 34 ألف دونم للعامين 2020-2021.
تعرضت المنطقة منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي للعدوان البري في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وشهدت توغل آليات الاحتلال، التي دمرت عشرات آلاف المنازل، والمحاصيل الزراعية، لا سيما في بيت حانون وبيت لاهيا.
كيف بدأ اجتياح شمال قطاع غزة؟.. خريطة توضيحية
بدأ الاجتياح الثالث لجباليا، في 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، حيث أعلن جيش الاحتلال بدء العدوان، بذريعة منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة، بينما يرى المراقبون أن ما يجري هو تطبيق لخطة الجنرالات.
لكن سبق هذا الإعلان الإسرائيلي، هجمات شرسة على المناطق الشرقية والغربية للمنطقة ذاتها، تعد هي الأعنف منذ مايو/أيار الماضي.
واستكمالاً لذلك، أمر جيش الاحتلال المواطنين الذين يقدر عددهم بنحو 300 ألف فلسطيني، بإخلاء بلدات بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا بالكامل، والتوجه جنوباً عبر ما يسمى "الممر الآمن".
آليات الاحتلال دخلت من ثلاثة محاور وهي:
محور الشيخ زايد شمالاً
محور شرق تل الزعتر والإدارة المدنية شرقاً.
محور الفالوجة ومنطقة القصاصيب غرباً.
وقبل الدخول البري في منطقة شمال قطاع غزة، قام الاحتلال بحجب المساعدات الإنسانية والاحتياجات الأساسية عن المواطنين الذين يقدر عددهم بـ 300 ألف ، بنحو أسبوعين، وعليه فقد استخدم سلاح التجويع قبيل البدء بالهجوم البري.ما هي القوات المشاركة في اقتحام شمال قطاع غزة؟
تشرف الفرقة 162 الإسرائيلية على العمليات في شمال قطاع غزة، وتحديداً منطقة جباليا، منذ العدوان الإسرائيلي على المنطقة.
وهي فرقة مدرعة نظامية في الجيش الإسرائيلي، وتتبع لقائد المنطقة الجنوبية، وتضم العديد من الألوية والكتائب.
بحسب إعلان جيش الاحتلال في بداية العملية، فإن الألوية القتالية المدرعة 401، و460 تعملان ضمن الفرقة 162 ضد شمال قطاع غزة.
ولكن الاحتلال الإسرائيلي أعلن في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2024، عن انضمام لواء غفعاتي إلى الفرقة 162، في إطار توسيع عمليته العسكرية.
حيث أصبحت الألوية المدرعة 401 و460 في وضع إسناد لكتيبة "روتم" (كتيبة استطلاع خاصة)، التابعة للواء غفعاتي الذي ما زال ينشط مقاتلوه في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
بحسب مصدر لـ"عربي بوست"، فإن استدعاء الكتيبة التابعة للواء غفعاتي، سببه اتخاذ سلطات الاحتلال قراراً بتوسيع العملية في جباليا. وعليه فإن هناك حاجة لقوة مشاة وليست قوة مدرعة كما في 401 و460 التي يصعب عليها المناورة داخل المناطق السكنية المكتظة، حيث يسهل استهدافها من عناصر المقاومة الفلسطينية.
المصدر ذاته أشار إلى أن الأهداف العملياتية للكتيبة التابعة للواء غفعاتي، في جباليا تتمثل في:
البحث عن أسرى إسرائيليين.
الوصول إلى عناصر وقادة المقاومة.
الوصول والبحث عن أنفاق للمقاومة.
محاصرة مراكز الإيواء والتحقيق مع المواطنين.
كما أشار إلى أن السياسة العملياتية التي ينتهجها جنود الاحتلال الآن في جباليا، قائمة على تقدم قوات المشاة بإسناد من المدرعات مع كثافة نارية من المدفعية والطائرات الحربية.
ماذا حدث في الساعات الأخيرة بمحيط المستشفيات ومراكز الإيواء؟
خلال الساعات الماضية، تقدمت الآليات حتى وصلت إلى مفترق مدينة الشيخ زايد، تحديداً محيط المستشفى الإندونيسي، إلى جانب توغل من المناطق الشرقية تجاه عزبة الكحلوت ومنطقة الكرم.
يضاف ذلك إلى مناطق التوغل الأساسية في الغرب، بمناطق بئر النعجة والفالوجة ومحيطها.
بحسب مصادر ميدانية، فإن جيش الاحتلال، يحاصر حالياً أربع مدارس ونادياً رياضياً وصالة أفراح، وبعض مقار المؤسسات والجمعيات، والتي جميعها تستخدم كمراكز إيواء للنازحين في جباليا.
وقرب مراكز الإيواء وتحديداً في أحياء "الشيخ زايد" و"الرباط" و"تل الزعتر"، لا تزال عشرات العائلات محاصرة داخل منازلها نتيجة تقدم الآليات الإسرائيلية.
كما كثف جيش الاحتلال من مهاجمته للمستشفيات، حيث قصف المستشفى الإندونيسي المحاصر، وقام بهدم جزء من السور الخارجي للمستشفى.
    نيسان ـ نشر في 2024/10/20 الساعة 00:00