لوبوان: في حقل الألغام المغربي- الجزائري.. ماكرون يستعدّ لزيارة الرباط بعد دعم خطتها بشأن الصحراء

نيسان ـ نشر في 2024/10/21 الساعة 00:00
تحت عنوان: “ماكرون في المغرب.. إيرباص والصحراء ومغادرة الأراضي الفرنسية”، توقفت مجلة “لوبوان” عند الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري إلى الرباط، لإنهاء ثلاث سنوات من الخلافات الكبيرة وفتح حقبة جديدة.
“لوبوان”، قالت إن السؤال بألف يورو أو عشرة آلاف درهم مغربي الذي يطرحه النظام الاقتصادي الفرنسي المغربي، وهو مزيج من الدبلوماسيين وكبار رجال الأعمال والوسطاء وشركائهم، هو: “ما هي المكافآت التي سيقدمها المغرب علنا لفرنسا مقابل تأييدها لخطة المملكة بشأن الصحراء الغربية؟”، وذلك بمناسبة الزيارة الرسمية لماكرون إلى المغرب في نهاية أكتوبر.
المغرب يمثل 1% من تجارة فرنسا مع العالم، والشريك التجاري الأول في أفريقيا، والثاني في منطقة شمال/ وسط جنوب أفريقيا شرقا خلف تركيا
وتشير المجلة إلى إحدى مذكرات المديرية العامة للخزينة في فرنسا، والتي تقول: “إذا كان المغرب يمثل 1% من تجارة فرنسا مع العالم، فإنه يظل شريكنا التجاري الأول في أفريقيا والثاني في منطقة شمال/ وسط جنوب أفريقيا شرقا خلف تركيا”. فبعد الاضطراب الكبير الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا، أعاد المغرب تشكيل سلاسل التوريد الخاصة بها، وزادت وارداته من المنتجات الزراعية ثلاثية الألوان، والمعدات الإلكترونية. وتتنافس فرنسا مع الصين منذ عدة سنوات على مكان المورد الرئيسي للمملكة، كما أن إسبانيا ليست بعيدة عن الركب.
في عام 2022، كان المغرب أول دولة تتلقى استثمارات فرنسية في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط بأكملها ومساعدات تنموية في العالم. وإذا كانت حرب التأشيرات (خفضت باريس التأشيرات الممنوحة لمواطني المغرب بنسبة 50% ما دامت البلاد لم تبذل جهوداً لاستعادة مواطنيها غير المرغوب فيهم على الأراضي الفرنسية، أي الخاضعين لما يعرف بـOQTF ) قد أدت إلى تفاقم الحساسية الملكية، فإن النسيج الاقتصادي الخاص والعام استمر في أداء وظيفته بعد استدعاء الرباط سفيرها لدى باريس. وظل المنصب شاغراً لعام كامل. لكن من الآن فصاعدا، لم تعد هناك أزمة على أعلى قمة. فكثيرا ما يقال إن ما يحدث في الجزائر هو مشكلة داخلية فرنسية. وبدرجة أقل، هذا هو الحال أيضا بالنسبة للمغرب، تقول “لوبوان”.
وتابعت المجلة الفرنسية معتبرة أن الرباط أصبحت شبه معزولة على الساحة الإقليمية. فعلى يمينها الجزائر، ومن الجنوب موريتانيا التي أبرمت للتو اتفاقاً عسكرياً مع الجزائر. فباعتبارها عضوا في الجنوب العالمي، مع قدرتها على التحدث إلى الجميع، باستثناء حالات الخلاف حول الصحراء الغربية، أصبحت المملكة المغربية أكثر قسوة دبلوماسيا وأكثر خشونة، وتتكيف مع إعادة التوزيع الجيوسياسي الجديدة، التي بدأت في 24 فبراير 2022. وأقامت علاقات مع إسرائيل ولم تغير خيارها الاستراتيجي قيد أنملة منذ 7 أكتوبر.
ومضت “لوبوان” قائلة إن زيارة الدولة التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرباط، سيتم الحكم على نجاحها من خلال الإعلانات التي سيتم إصدارها، معتبرة أن طائرة “إيرباص” المقدسة -مقياس الحرارة للعلاقات الدبلوماسية الجيدة- ستجعل من الممكن الإعلان عن أرقام مذهلة، في إشارة إلى أن المناقصة التي أطلقتها شركة الخطوط الجوية الملكية المغربية لشراء 150 طائرة ستنتهي نهاية العام الجاري. ويفترض أن تكمل 18 طائرة هليكوبتر من طراز “كاراكال” سلة طائرات إيرباص. ومن المقرر أن يرافق ماكرون وفدٌ وزاري رفيع يضم وزراء الداخلية والدفاع الصناعة وغيرهم.
زيارة ماكرون للمغرب تثير حفيظة “النظام” الجزائري في ظل المناخ الجليدي مع الرباط: الحدود مغلقة (البرية والجوية والبحرية)، والعلاقات الدبلوماسية مقطوعة
كما أن موضوع LPC (التصريح القنصلي، الوثيقة اللازمة لطرد المغاربة الخاضعين لـOQTF)، سيكون موضع نقاش، لأن “الإرادة موجودة”، توضح “لوبوان”.
وتابعت المجلة القول إن زيارة ماكرون للمغرب تثير حفيظة “النظام” الجزائري في ظل المناخ الجليدي مع الرباط: الحدود مغلقة (البرية والجوية والبحرية)، والعلاقات الدبلوماسية مقطوعة، وأعادت الجزائر للتو تقديم تأشيرات الدخول للمغاربة، بما في ذلك مزدوجو الجنسية. وفي الأمم المتحدة، سمعنا السفير المغربي عمر هلال يتهم نظيره الجزائري بـ”الانفصام”، بينما يوصف المغرب في أعلى قمة للدولة الجزائرية بـ”دولة المخدرات”.
في حقل الألغام هذا، يصل إيمانويل ماكرون كرئيس دولة اتخذ خيارا: تدعم فرنسا الخطة المغربية للصحراء الغربية، وهو موقف أكثر أهمية بكثير من ألمانيا أو فنلندا.
في بداية ولايته، حاول ماكرون التقرب من دول المغرب العربي. لكن الجزائر أغلقت الباب في وجهه مرتين. وفي المغرب، ستكتب هذه الزيارة، إن لم تكن صفحة اقتصادية وسياسية جديدة، فعلى الأقل استمراريتها. فقبل أقل من ثلاث سنوات من انتهاء ولايته، يعود ماكرون إلى أساسيات الجمهورية الخامسة في المغرب العربي: الحليف هو المغرب.
    نيسان ـ نشر في 2024/10/21 الساعة 00:00