فن الذكاء الاصطناعي: نهاية الإبداع أم بداية حركة جديدة؟
نيسان ـ نشر في 2024/10/22 الساعة 00:00
مع تسلل الذكاء الاصطناعي إلى المزيد والمزيد من المجالات الإبداعية، فإنه يثير تساؤلات حول كيفية تعريفنا للفن، ويتم اليوم استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء لوحات وصور وحتى منحوتات، حيث يتم بيع بعضها بآلاف الدولارات.
وتساءلت الكاتبة كلوديا باكستر، في "بي بي سي"، هل نحتاج إلى إعادة صياغة تعريفنا للفن؟.
وتقول: "في غرفة الرسم في منزل فخم في ريف أوكسفوردشاير، أشاهد فنانة ترتدي سروالًا طويلاً وهي تضع القلم ببطء وبعناية على الورق، تتحرك ذراعها عبر القماش، وتندمج العلامات تدريجياً في صورة تجريدية لنفسها، ويبدو الأمر وكأنه لحظة تعبير إبداعي، لكن هذه ليست فنانة عادية، إنها أول فنانة روبوتية بشرية في العالم، "أيدا"، ومن خلال التصميم، يثير وجودها تساؤلات حول كيفية تعريفنا للفن، هل ستؤدي خوارزميات الذكاء الاصطناعي والروبوتات مثل Ai-Da إلى نهاية الإبداع البشري والفن، أم يمكن تسخيرها لزيادة إمكاناتنا الإبداعية؟".
وتضيف "الفن مر بحالة تغير عندما اقترح مارسيل دوشامب اعتبار المرحاض الخزفي فناً وقدمه للعرض في نيويورك في أوائل القرن العشرين، وحينها قلب عالم الفن رأساً على عقب، لقد زعم أن أي شيء يمكن اعتباره فناً، إذا اختاره الفنان ووُسم بهذا الاسم، وكانت فكرة ثورية عميقة تحدت المفاهيم السابقة للفن باعتباره جميلًا وماهراً تقنياً وعاطفياً".
الذكاء الاصطناعي ضد العقل
هذه المقالة جزء من سلسلة الذكاء الاصطناعي ضد العقل، وهي سلسلة تهدف إلى استكشاف حدود الذكاء الاصطناعي المتطور، ومعرفة القليل عن كيفية عمل أدمغتنا على طول الطريق، وفق الكاتبة، وستضع كل مقالة خبيراً بشرياً في مواجهة أداة الذكاء الاصطناعي، لاستكشاف جانب مختلف من القدرة المعرفية، فهل تستطيع الآلة أن تكتب نكتة أفضل من الكوميدي المحترف، أو أن تحل لغزاً أخلاقياً بشكل أكثر أناقة من الفيلسوف؟.
تقول الكاتبة: "وبنفس الطريقة تقريباً، تعمل الأعمال الفنية التي أنشأها الذكاء الاصطناعي على تعطيل المعايير المقبولة في عالم الفن، وكما تزعم الفيلسوفة أليس هيليويل من جامعة نورث إيسترن لندن، إذا كان بوسعنا أن نعتبر أعمالًا جذرية ومتباينة مثل سرير تريسي إمين فناً حقيقياً، فكيف يمكن رفض شيء تم إنشاؤه بواسطة خوارزمية توليدية؟ بعد كل شيء، كان كلاهما مثيراً للجدل في ذلك الوقت ويحتويان على أشياء لم يتم إنشاؤها تقنياً بواسطة يد فنان".
تقول هيليويل: "تاريخياً، تغيرت الطريقة التي نفهم بها تعريف الفن، من الصعب أن نرى لماذا يمكن أن تكون المبولة فناً، ولكن الفن المصنوع بواسطة خوارزمية توليدية لا يمكن أن يكون كذلك، وعلى مر التاريخ، كانت كل حركة فنية جذرية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بروح العصر الثقافي في ذلك الوقت، وهي انعكاس لانشغالات المجتمع واهتماماته، مثل تيرنر ومناظره الصناعية وهوس دافنشي بالعلم والرياضيات، والذكاء الاصطناعي ليس مختلفاً".
ويستشهد مبتكرو آيدا، صاحب المعرض الفني إيدان ميلر والباحثة لوسي سيل، بهذا باعتباره سبباً محورياً لوجود فنانة بشرية مثل آيدا، حيث إنها "تجسيد لأحد مخاوف المجتمع المعاصر الحالية، صعود خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تخطف الوظائف وهيمنة الروبوتات المحتملة، لكن الثورات التكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي لا تعني بالضرورة "نهاية الفن" كما يخشى الكثيرون، بدلاً من ذلك، يمكن أن تساعد في بدء التحول الفني وتحريكنا نحو طرق مختلفة تماماً للرؤية والإبداع".
وهو ما يزعمه ماركوس دو سوتوي، عالم الرياضيات في جامعة أكسفورد ومؤلف كتاب "شفرة الإبداع: الفن والابتكار في عصر الذكاء الاصطناعي"، حيث يقول إن البشر معرضون أيضاً للتصرف مثل الآلات، وتكرار السلوكيات القديمة والانغماس في القواعد، مثل الرسام أو الموسيقي المحبوس في أسلوب معين.
ويقول دو سوتوي: "قد يساعدنا الذكاء الاصطناعي على التوقف عن التصرف مثل الآلات، ودفعنا إلى الإبداع مرة أخرى كبشر".
ويضيف "هناك سابقة تاريخية للتكنولوجيا الجديدة التي تحررنا من قيودنا الإبداعية، خذ اختراع التصوير الفوتوغرافي في القرن التاسع عشر على سبيل المثال، رأى بعض الفنانين الكاميرا على أنها نقيض للفنان، والصور الفوتوغرافية باعتبارها العدو اللدود للمؤسسة الفنية، ولكن بدلاً من استبدال الرسم، أصبح التصوير الفوتوغرافي حافزاً في تطوير حركة الفن الحديث التجريبي في القرن العشرين، حيث ابتعد الفنانون عن الواقعية نحو التجريد، وهو التحول الذي مهد الطريق للفن المعاصر اليوم".
وتساءلت الكاتبة كلوديا باكستر، في "بي بي سي"، هل نحتاج إلى إعادة صياغة تعريفنا للفن؟.
وتقول: "في غرفة الرسم في منزل فخم في ريف أوكسفوردشاير، أشاهد فنانة ترتدي سروالًا طويلاً وهي تضع القلم ببطء وبعناية على الورق، تتحرك ذراعها عبر القماش، وتندمج العلامات تدريجياً في صورة تجريدية لنفسها، ويبدو الأمر وكأنه لحظة تعبير إبداعي، لكن هذه ليست فنانة عادية، إنها أول فنانة روبوتية بشرية في العالم، "أيدا"، ومن خلال التصميم، يثير وجودها تساؤلات حول كيفية تعريفنا للفن، هل ستؤدي خوارزميات الذكاء الاصطناعي والروبوتات مثل Ai-Da إلى نهاية الإبداع البشري والفن، أم يمكن تسخيرها لزيادة إمكاناتنا الإبداعية؟".
وتضيف "الفن مر بحالة تغير عندما اقترح مارسيل دوشامب اعتبار المرحاض الخزفي فناً وقدمه للعرض في نيويورك في أوائل القرن العشرين، وحينها قلب عالم الفن رأساً على عقب، لقد زعم أن أي شيء يمكن اعتباره فناً، إذا اختاره الفنان ووُسم بهذا الاسم، وكانت فكرة ثورية عميقة تحدت المفاهيم السابقة للفن باعتباره جميلًا وماهراً تقنياً وعاطفياً".
الذكاء الاصطناعي ضد العقل
هذه المقالة جزء من سلسلة الذكاء الاصطناعي ضد العقل، وهي سلسلة تهدف إلى استكشاف حدود الذكاء الاصطناعي المتطور، ومعرفة القليل عن كيفية عمل أدمغتنا على طول الطريق، وفق الكاتبة، وستضع كل مقالة خبيراً بشرياً في مواجهة أداة الذكاء الاصطناعي، لاستكشاف جانب مختلف من القدرة المعرفية، فهل تستطيع الآلة أن تكتب نكتة أفضل من الكوميدي المحترف، أو أن تحل لغزاً أخلاقياً بشكل أكثر أناقة من الفيلسوف؟.
تقول الكاتبة: "وبنفس الطريقة تقريباً، تعمل الأعمال الفنية التي أنشأها الذكاء الاصطناعي على تعطيل المعايير المقبولة في عالم الفن، وكما تزعم الفيلسوفة أليس هيليويل من جامعة نورث إيسترن لندن، إذا كان بوسعنا أن نعتبر أعمالًا جذرية ومتباينة مثل سرير تريسي إمين فناً حقيقياً، فكيف يمكن رفض شيء تم إنشاؤه بواسطة خوارزمية توليدية؟ بعد كل شيء، كان كلاهما مثيراً للجدل في ذلك الوقت ويحتويان على أشياء لم يتم إنشاؤها تقنياً بواسطة يد فنان".
تقول هيليويل: "تاريخياً، تغيرت الطريقة التي نفهم بها تعريف الفن، من الصعب أن نرى لماذا يمكن أن تكون المبولة فناً، ولكن الفن المصنوع بواسطة خوارزمية توليدية لا يمكن أن يكون كذلك، وعلى مر التاريخ، كانت كل حركة فنية جذرية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بروح العصر الثقافي في ذلك الوقت، وهي انعكاس لانشغالات المجتمع واهتماماته، مثل تيرنر ومناظره الصناعية وهوس دافنشي بالعلم والرياضيات، والذكاء الاصطناعي ليس مختلفاً".
ويستشهد مبتكرو آيدا، صاحب المعرض الفني إيدان ميلر والباحثة لوسي سيل، بهذا باعتباره سبباً محورياً لوجود فنانة بشرية مثل آيدا، حيث إنها "تجسيد لأحد مخاوف المجتمع المعاصر الحالية، صعود خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تخطف الوظائف وهيمنة الروبوتات المحتملة، لكن الثورات التكنولوجية مثل الذكاء الاصطناعي لا تعني بالضرورة "نهاية الفن" كما يخشى الكثيرون، بدلاً من ذلك، يمكن أن تساعد في بدء التحول الفني وتحريكنا نحو طرق مختلفة تماماً للرؤية والإبداع".
وهو ما يزعمه ماركوس دو سوتوي، عالم الرياضيات في جامعة أكسفورد ومؤلف كتاب "شفرة الإبداع: الفن والابتكار في عصر الذكاء الاصطناعي"، حيث يقول إن البشر معرضون أيضاً للتصرف مثل الآلات، وتكرار السلوكيات القديمة والانغماس في القواعد، مثل الرسام أو الموسيقي المحبوس في أسلوب معين.
ويقول دو سوتوي: "قد يساعدنا الذكاء الاصطناعي على التوقف عن التصرف مثل الآلات، ودفعنا إلى الإبداع مرة أخرى كبشر".
ويضيف "هناك سابقة تاريخية للتكنولوجيا الجديدة التي تحررنا من قيودنا الإبداعية، خذ اختراع التصوير الفوتوغرافي في القرن التاسع عشر على سبيل المثال، رأى بعض الفنانين الكاميرا على أنها نقيض للفنان، والصور الفوتوغرافية باعتبارها العدو اللدود للمؤسسة الفنية، ولكن بدلاً من استبدال الرسم، أصبح التصوير الفوتوغرافي حافزاً في تطوير حركة الفن الحديث التجريبي في القرن العشرين، حيث ابتعد الفنانون عن الواقعية نحو التجريد، وهو التحول الذي مهد الطريق للفن المعاصر اليوم".
نيسان ـ نشر في 2024/10/22 الساعة 00:00