مسؤول سابق يتبعّر معارضة .. في الرأس كلام يحكى والخرس عن كثيره أسلم
نيسان ـ نشر في 2024/11/03 الساعة 00:00
إبراهيم قبيلات
وأنت تتصفح وجوهاً ركبت في عربة المسؤولين اليوم، وقد اشتد رحى الطحن الإقليمي، باحثاً عن شيء من الطمأنينة في ملامحهم تدخلها إلى نفسك، تقف عند هذه الحقائق.
تحوي دائرة المسؤولين في الدولة مجموعة من الطبقات بعضها فوق بعض، فاذا تمكنت من تجاوز خطوط دفاعهم المتينة فانت دخلت ماكينة الرسمي، وصرت بمواجهة عدة مستويات:
- أن تصبح مسؤولاً سابقاً برتبة معارض؛ لانك لم تستطع الصبر على البلاوي الزرقاء التي رأيتها بعيني رأسك، فطُرحت خارجاً غير مأسوف عليك رسمياً.
- ان تصبح مسؤولاً سابقاً برتبة ممتنّ حتى الممات لحصولك على منصب رفيع واحد ووحيد، لكن قدراتك الفردية لم تؤهلك للاستمرار، أو أن لوبيات القرار توجست خيفة منك بعد تعثّر كل محاولات طحنك سياسياً .
- ان تصبح مسؤولاً سابقاً برتبة غاضب حتى الممات لحصولك على منصب رفيع واحد ووحيد، من دون أن تعترف ان قدراتك الفردية لم تؤهلك للاستمرار، لكن مذاق السلطة ومنافعها أنستك سياقك الأول، وأنستك أن لعبة الأقدار وفلسفة صنع القرار رأت بك دون سواك المسيّر لأعمالها ومصالحها مرحلياً.
- ان تصبح مسؤولاً تحار المنظومة الرسمية اين تضعك، كل المناصب لك، كل الكراسي، كل الرتب، وهذا يتطلب منك جهوداً مضنية، أنت وحدك من يعرف أين تصب أخر الليل، أو أن تكون مخلوقاً من طينهم ومن دينهم وهذا يتطلب تدخلاً جراحياً أو جينياً، منهم من قدر عليه ومنهم من تعثر.
على اية حال، بين المسؤولين السابقين والحاليين حكاية لن تتمكن من سردها بدقة من دون ان تقف على محرك الماكينة التي صنعتهم اصلا، ومن دون أن يلغي هذا وجود نماذج حقيقية، لكنها لا تلبث أن تنشف وتموت، والخشية أن تموت سياسياً بزفة اجتماعية أكثر من قاسية، والشواهد كثيرة. أما الأسباب ففي بطن الشاعر لا رأسه.
في الرأس كلام يقال وفيه ما لا يقال، وفي الرأس معادلات سياسية خاصة هي من تنتج "المسؤول"، بعضها يحكى، لكن الخرس عن كثير منها أسلم.
في الرأس مسؤول يستفيد من حالة الفساد السياسي والإداري الموجودة، ويخشى زوالها؛ فتراه يتبعّر معارضة إذا سُحبت منه، ليس لفكرة يناصرها او رأي يحمله بل لان الماكينة في ساعة ما لفظته. أما لم لفظته فللسبب نفسه الذي انتجته اصلا.
أما اذا صبر على أذى الماكينة، وأذى الماكينة صعب، فإنه يوشك ان يكافأ مرة اخرى، وهذه المرة باضافة سبب آخر لتعيينه وهو: تمكنه من السكوت على الاذى من دون ان يشتكي.
هكذا يقفز إلى طبقة اخرى من المسؤوليين المحظيين الذين يعودون كلما غادروا وكلما غادروا كوفئوا كما يكافئ الاب ابنه، على فعل لم يصنعه أصلاً.
ثم إن هناك على المدرجات او على الهامش يقف الجميع، ويشمل هذا الجميع الوطنيين والصامتين والخائفين لاسباب كثيرة.
والله وسلامتكم..
وأنت تتصفح وجوهاً ركبت في عربة المسؤولين اليوم، وقد اشتد رحى الطحن الإقليمي، باحثاً عن شيء من الطمأنينة في ملامحهم تدخلها إلى نفسك، تقف عند هذه الحقائق.
تحوي دائرة المسؤولين في الدولة مجموعة من الطبقات بعضها فوق بعض، فاذا تمكنت من تجاوز خطوط دفاعهم المتينة فانت دخلت ماكينة الرسمي، وصرت بمواجهة عدة مستويات:
- أن تصبح مسؤولاً سابقاً برتبة معارض؛ لانك لم تستطع الصبر على البلاوي الزرقاء التي رأيتها بعيني رأسك، فطُرحت خارجاً غير مأسوف عليك رسمياً.
- ان تصبح مسؤولاً سابقاً برتبة ممتنّ حتى الممات لحصولك على منصب رفيع واحد ووحيد، لكن قدراتك الفردية لم تؤهلك للاستمرار، أو أن لوبيات القرار توجست خيفة منك بعد تعثّر كل محاولات طحنك سياسياً .
- ان تصبح مسؤولاً سابقاً برتبة غاضب حتى الممات لحصولك على منصب رفيع واحد ووحيد، من دون أن تعترف ان قدراتك الفردية لم تؤهلك للاستمرار، لكن مذاق السلطة ومنافعها أنستك سياقك الأول، وأنستك أن لعبة الأقدار وفلسفة صنع القرار رأت بك دون سواك المسيّر لأعمالها ومصالحها مرحلياً.
- ان تصبح مسؤولاً تحار المنظومة الرسمية اين تضعك، كل المناصب لك، كل الكراسي، كل الرتب، وهذا يتطلب منك جهوداً مضنية، أنت وحدك من يعرف أين تصب أخر الليل، أو أن تكون مخلوقاً من طينهم ومن دينهم وهذا يتطلب تدخلاً جراحياً أو جينياً، منهم من قدر عليه ومنهم من تعثر.
على اية حال، بين المسؤولين السابقين والحاليين حكاية لن تتمكن من سردها بدقة من دون ان تقف على محرك الماكينة التي صنعتهم اصلا، ومن دون أن يلغي هذا وجود نماذج حقيقية، لكنها لا تلبث أن تنشف وتموت، والخشية أن تموت سياسياً بزفة اجتماعية أكثر من قاسية، والشواهد كثيرة. أما الأسباب ففي بطن الشاعر لا رأسه.
في الرأس كلام يقال وفيه ما لا يقال، وفي الرأس معادلات سياسية خاصة هي من تنتج "المسؤول"، بعضها يحكى، لكن الخرس عن كثير منها أسلم.
في الرأس مسؤول يستفيد من حالة الفساد السياسي والإداري الموجودة، ويخشى زوالها؛ فتراه يتبعّر معارضة إذا سُحبت منه، ليس لفكرة يناصرها او رأي يحمله بل لان الماكينة في ساعة ما لفظته. أما لم لفظته فللسبب نفسه الذي انتجته اصلا.
أما اذا صبر على أذى الماكينة، وأذى الماكينة صعب، فإنه يوشك ان يكافأ مرة اخرى، وهذه المرة باضافة سبب آخر لتعيينه وهو: تمكنه من السكوت على الاذى من دون ان يشتكي.
هكذا يقفز إلى طبقة اخرى من المسؤوليين المحظيين الذين يعودون كلما غادروا وكلما غادروا كوفئوا كما يكافئ الاب ابنه، على فعل لم يصنعه أصلاً.
ثم إن هناك على المدرجات او على الهامش يقف الجميع، ويشمل هذا الجميع الوطنيين والصامتين والخائفين لاسباب كثيرة.
والله وسلامتكم..
نيسان ـ نشر في 2024/11/03 الساعة 00:00