في يومهم الدولي.. قتلة الصحفيين هل يفلتون من العقاب؟!

في يومهم الدولي.. قتلة الصحفيين هل يفلتون من العقاب؟!

علي سعادة
نيسان ـ نشر في 2024/11/04 الساعة 00:00
مر كيوم عادي دون أن يثير اهتمام الصحفيين والإعلاميين العرب الذين في غالبتيهم يغطون في سبات عميق كأنه ضرب على أذانهم، اليوم الدولي العاشر لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين.
ولم يلفت انتباههم ارتقاء 183 صحفيا وصحافية زملاء لهم على يد آلة الحرب الصهيونية المدمرة لكل معاني وقيم الحياة ليس في غزة فقط، وإنما في هذا الكوكب الذي سيكون أكثر أمنا وإنسانية في غياب الكيان المارق والمنبوذ.
اليوم الذي اختارته الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2013، الذي أعلنت فيه يوم 2 تشرين الثاني/نوفمبر "يوما دوليا لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين" .
في هذا اليوم يقف الصحفيون الشجعان الذين يغطون حرب الإبادة في قطاع غزة في الصفوف الأولى لكشف جرائم جيش المرتزقة بكل مهنية وإيثار ونسيان للذات ولولا تضحياتهم تلك لبقيت الكثير من تفاصيل أبشع جريمة ترتكب ضد الإنسانية على الهواء مباشرة مخفية عن أعين الجمهور.
إن الارتفاع غير المسبوق في عمليات قتل الصحفيين على مدار أكثر من عام مدمر لا يمكن تفسيره سوى بالجنون والوحشية التي أصابت جنود بلا قيم وبلا أخلاق، ففي غزة نرى خسائر لا مثيل لها في الأرواح بين الصحفيين، الذين يواجهون مخاطر مميتة لتقديم أخبار موثوقة للعالم في غياب الحماية الواجبة ونظرا للقيود المفروضة على وصول وسائل الإعلام الأجنبية إلى قطاع غزة.
فضلا عن إصابة مئات الصحفيين وحاجة الكثير منهم الماسة للرعاية الطبية والعلاج في الخارج في ظل الاستهداف الوحشي للمرافق الطبية في القطاع.
القانون الإنساني الدولي واضح: "الصحفيون والعاملون في وسائل الإعلام هم مدنيون ويجب حمايتهم في جميع الأوقات. إن استهداف الصحفيين عمدا يعد جريمة حرب بموجب القانون الإنساني الدولي."
إفلات الاحتلال من العقاب والمحاسبة فتح الباب على مصراعيه أمام التمادي في جرائم قتل واستهداف الصحفيين الفلسطينيين والمؤسسات الإعلامية على مدار أكثر من عام من العدوان الصهيوني على قطاع غزة، إذ رغم الحماية المنصوص عليها بموجب القوانين والأعراف الدولية والإنسانية للصحفيين خلال أوقات الصراع إلا أن دماء 183 صحفيا وركام أكثر من 180 مؤسسة إعلامية فلسطينية تكشف حجم الإرهاب النازي والفاشي الممارس على الصحفيين ومؤسساتهم.
واستمرار اعتقال العشرات من الصحفيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي والإخفاء القسري لبعضهم، والتضييق المستمر على الصحفيين خلال تغطيتهم للأحداث في الضفة الغربية المحتلة، والاعتداء المتكرر عليهم ومصادرة وتحطيم معداتهم الصحفية.
آن الأوان لإنهاء إفلات الاحتلال من العقاب، وباتت نقابات الصحفيين العرب وفي العالم الإسلامي وفي العالم بحاجة ماسة إلى التحرك ورفع قضايا أمام المحاكم الدولية تتعلق بجرائم الحرب بحق الصحفيين الفلسطينيين، من أجل معاقبة الجناة ووقف هذه الجرائم المتصاعدة بشكل ممنهج ومتعمد.
الصمت محمود في مواقع كثيرة لكنه فيما يتعلق بقطاع غزة يصبح تواطؤاً.
    نيسان ـ نشر في 2024/11/04 الساعة 00:00