طريق عمان التنموي .. ألا يكفينا فخامة الاسم وعراقة التنمية ؟ البين يطسنا

نيسان ـ نشر في 2024/11/06 الساعة 00:00
إبراهيم قبيلات
لا أفهم لم يعترض البعض على الطرق مدفوعة الرسوم، والتي انتهت المرحلة الاولى من نموذجها في طريق ممر عمّان التنموي، المعروف بـ “شارع الـ 100".
نحن لا ولن يعجبنا شيء، اليست الحكومة أطلقت على الطريق ممر عمان التنموي؟ ألا يكفينا فخامة الاسم وعراقة التنمية.
طريق يعرفه الناس بشارع المية، وهي تسمية شوارعية شعبوية، لا تمت للنهضة الاقتصادية العميقة التي تقوم بها حكوماتنا (حكومة تحكي لاختها).
ثم جاءت الحكومة وقالت للشارع كن يا شارع ممراً؛ فتحول على الفور الى ممر، ثم قالت له: انت لست مية، انت ممر تنموي؛ فصار تنموياً جداً، وعمانياً الى آخر حد.
اما مسألة ان يكون غير سالك الا لمن يدفع، فهذا امر ثانوي، يكفي ان الحكومة ستبيع الشارع أعني الممر الى شركة تديره، فيجد السالك عليه كل 100 متر إما مركزاً صحياً، او متنزهاً، او مركز إطفاء، اما التصليح في حال تعثرت بسيارتك الكيا سيفيا مثلا أو الأفانتي، وكثيرا ما تتعثر سياراتنا، فسيجد السائق ما يسره؛ ميكانيكي، وشاحنة نقل، وسيارة سياحية، اما الميكانيكي فسيجري فحصه فإن كان فحص الكيا متعسراً حد تبخر البنزينات مثلاً، فما عليك سوى أن تؤشر إلى شاحنة النقل التي ستنقل الكيا حيث يريد راعيها، وأما السيارة السياحية فلراعي الكيا يذهب بها حيث شاء، ومجاناً.
وليس هذا وحسب، على طول الطريق سيجد السائق على الجزيرة الوسطية ما يسرّه، موظفون بكامل أناقتهم يحملون لوحات ترحيبية، ورايات يلوحون بها مبتسمين كما وكأنهم لا يشبهون موظفاً حكومياً متعجرفاً.
ثم غريب ان تحتج على الطريق المدفوع مسبقاً. الست تدفع للحكومة مسبقاً لتعيش في منزلك؟. حتى وإن اشتريته من حر مالك!؟ تدفع يومياً بل وعلى مدار الساعة، لكنك تطلق عليها أوصافاً أخرى لتتجمّل بها، تقول مثلاً هذه رسوم، أو ربما تقول ضرائب، او ربما تقول: البين يطسنا.
    نيسان ـ نشر في 2024/11/06 الساعة 00:00