الدوحة نجحت في بناء جيش من قلوب المحبين وحماس لن تنقض غزلها

نيسان ـ نشر في 2024/11/11 الساعة 00:00
إبراهيم قبيلات..
انشغل الناس منذ يومين بنبأ كبير. قطر تطلب من قادة الامة اعضاء حركة حماس الاستعداد لحزم حقائبهم والمغادرة.
طرفا المعادلة نفيا ذلك. حماس والدوحة معا. فيما فُهم لاحقا ان التململ القطري الذي انتهى بفهم خاطئ قيل انه تصريح خروج زعماء الامة من قطر، انما هو تعبير عن انزعاج القطريين من عدم تحقيق اي تقدم في مفاوضات صفقة وقف العدوان.
حركة حماس ليس في وارد ان تنقض غزلها، فتوافق على شروط امريكا للمفاوضات التي ليس اقل من انها شروط اعلان هزيمة، فيكون لا معنى لكل التضحيات الجليلة التي قدمتها الحركة والشعب معا، فيما معنى ان تستجيب اسرائيل للصفقة مهما كانت شروطها ان يحاكم رئيس الوزراء نتنياهو ويسجن، ويسقط وتكثر السكاكين عليه، فهو يعلم ان اي وقف للحرب يعني جرّه للمحاكمة في كيانه الغاصب وسجنه، على قضايا الفساد المتورط بها.
الولايات المتحدة مضطرة لمشهد وجود حماس في قطر، فقطع حبل التواصل مع الحركة اخطر من الضغط على الدوحة لخروج القادة، والولايات المتحدة تدرك أيضاً أن خسارة الكيمياء التي بين المسؤولين القطريين ومسؤولي حماس ليست في صالحها.
قيل في سياق خبر طلب الدوحة ان القطريين يسعون للتموضع قبيل دخول الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب بيته الجديد، الجميع يستعدون لفعل ذلك، لكن حجم التناقضات العالمية تجعل من أبواب بعض الملفات مواربة قليلاً دون الاغلاق.
وميلا لدوحتنا، وانسجاماً مع العدل، فإن الادوار التي تلعبها قطر ليس فقط لا غنى عنها، بل واكثر من ذلك، جعلتها قبلة المفجوعين بالامة.
لقد نجحت قطر في بناء جيش من قلب عنوانه المحبين لها، جيش قوامه شباب الامة وكهول الامة وقلوب الامة.
بالنسبة لي كان شأن قطر محيراً حقاً منذ زمن، كيف استطاعت بناء منظومة دبلوماسية محترمة، ثم تنال احترام كلا الضدين: الانظمة العربية وشعوبها.
لهذا ازعم ان الصفات التي يحملها المغتربون في قطر تختلف عن كل مغتربي الخليج. الاخرون قدموا للمال فيما قدم مغتربو الدوحة وهم يحملون طبقاً من الاحلام منه المال، ومنه ايضا الانتماء للدوحة.
لم يسبق لي ان زرت هذا البلد اللطيف، ولا أعرف أحداً من مواطنيه، لكني أعلم كيف يشعر الأردني مثله مثل كل مغترب هناك: إنه يقيم في دوحة ينتمي لها تماماً كما ينتمي المرء لوطنه.
    نيسان ـ نشر في 2024/11/11 الساعة 00:00