من يجلس على مغارة الكنز وبيده عطايا مجلة الدنانير ؟

نيسان ـ نشر في 2024/11/16 الساعة 00:00
ديك القن
جيد ان هذه المجلة ليست في بلدنا وان هذا الفساد والإفساد ليس منا ولا فينا، لان بعض النفعيين المنتفعيين في بلد ما يجلس على فوهة مغارة الكنز، ثم يوزع الغنائم على طريقته وعلى مقاسه، والغنائم هنا لا تشمل الدراهم فقط، بل والوظائف الرفيعة والسلطة ذات الامعاء الغليظة أيضاً.
في بلد ليس بلدنا تنفلت مسبحة المفاجأت، ثم تأتي يد خفية وتعيد نظم حباتها وشواهدها من دون أن نعرف لأي الديانات الإنسانية تنتهي.
وفي بلد ليس بلدنا، تستر بعض الكائنات عوراتها الكثيرة بأوراق الشجر البنكية، لكنه ينسى فيبدأ بقطف ما لذ وطاب من تلك الاوراق اليومية حتى يتعرى. فيما البطالة تحاصر آلاف الشباب .
وفي ذات البلاد التي ليست بلدنا، يصبح المدير العام لمؤسسة ما مستشار لشركة اخرى، فيحوز ختم المختار والمختار على رأس مجلة الدنانير والدراهم والدولارات، ثم يوزع صكوك كنوز المغارة المالية على برامج وهمية، وعلى ندوات لم تحدث وفعاليات افتراضية، لم تنظم، وضيوف لم يقولوا، وطاولة لم يجلس عليها احد، فكل ما عليك هو (النفخ) في رأس المستشار وتركيب مروحة شفط دائرية لتشملك أبواب الرحمة.
لا تحاول أن تفهم شيئاً سوى أن النفعية المتبادلة قد تأتي بمستشار مثلاً يجلس في غرفة وطن وتغرسه في بطن وظيفة او تنفيعة بعد تنفيعة وبمنافع مجزية.
هنا لا تسأل عن التعارض الوظيفي أو غيره. فمجرد السؤال قد يجر أقدامك إلى مستنقعات فيها الافاعي تلدغ، والأنهار العذبة صارت مالحة لا ينفع معها السباحة او حتى ارتداء "السيفتي"، ما ينفع أن تكون ذوي اللافقاريات مثلا.
السبب ليس في بطن الحوت، ربما لان هناك من يشغل ذات الوظيفة وفي أكثر من جهة دنانيرية، وقرر توزيع الغنائم فيما بينهم، وربما من أجل توفير أسباب الحماية أو الاستدامة.
في بلد جيد انها ليست بلدنا، هناك مجلة سمها ما شئت، ثم فتش في الوظائف ستجد العجب العجاب، وإن توسعت أكثر مثلا في فلسفة الإعلان وأين تذهب الآلاف المؤلفة سيرتطم رأسك بالحائط.
لا تستغرب كثيراً، فالقصة ليست حصرا بمجلة خاصة بكهنة المال، او جامعة أو مدرسة أو وظيفة استشارية هنا او هناك، القصة أبعد من ذلك، ونحن هنا نتمنى أن نفهم معادلات الربح والخسارة في دولة جيد انها ليست بلدنا.
    نيسان ـ نشر في 2024/11/16 الساعة 00:00