عن تصريح نقيب الاطباء.. والعلاج المجاني

إبراهيم قبيلات
ما زلت غير مطلع تماماً على ما يجري من معركة حول لائحة أجور الأطباء، لكني قررت بعد أن قرأت تصريح نقيب الاطباء زياد الزعبي أن لا أتابع التفاصيل واكتفي بتصريح النقيب الذي قال فيه: إن الأطباء سيعالجون من لا يحمل أموالاً من المرضى مجاناً.
مجرد قراءتي لهذا التصريح قررت أن اكون ضد لائحة الاجور، فكلام النقيب هذا الذي زاد عليه ايضا إنّ الأطباء سيعالجون الحالات الطارئة دون النظر إن كان المريض يمتلك تأميناً أم لا، وهو ما يعني ان بإمكان الفقير ان يذهب الى اقرب مركز شرطة ويطلب جلب الطبيب الذي رفض معالجته مخفوراً. هل هذا ممكن يا سعادة النقيب؟ من سيجبر الأطباء على معالجة المرضى مجاناً ان طرقت باب طبيب وقلت له: عالجني مجاناً فأنا على الحديدة.
هل استطيع ان ارفع على الطبيب دعوى قضائية اذا رفض معالجتي؟ على النقيب ان يجيب على هذه الأسئلة قبل ان يقول ان الاطباء سيعالجون من لا يحمل أموالاً من المرضى مجاناً.
حسنا. هذا يعني ان نقيب الاطباء يعلم ان هناك قانوناً يفرض على الطبيب مهما كان ومن كان ان يعالج المرضى في عيادته بالمجان فقط اذا قال له المريض انه لا يملك مالا.
انا لا اعلم لم كل مهنة من المهن تدافع عن مهنتها وكأننا في مجموعة من الاوطان وليس في وطن واحد، أعلم ان المصالح مشتركة لكن اين العطف والتعاطف والقلب في مصالح المواطنين؟.
المواطن الذي لم يعد يملك ما يسد به رمقه بصورة كريمة، يذهب للعلاج فتأتي فاتورة الطبيب المرتفعة حتى السحاب فتزيد حياته قهراً على قهر .
معظمنا يمتلك تجارب مع المرض وفواتير الأطباء، ومعظمنا فضّل في لحظة ما ان يصبر على الاوجاع لعجزه المالي او لان اولوياته ليست للمرض. الا اذا كان المرض قاتلاً كفواتيرهم. وهذا ايضا نكاد نصرخ فيه: خليه يموت خليه يروح المقبرة.