أجاد صاحب ريشة الانتخابات النيابية رسم اللوحة .. حقبة ترامب لا تحتمل الخطأ

نيسان ـ نشر في 2024/11/19 الساعة 00:00
إبراهيم قبيلات ..
جاءت انتخابات رئاسة مجلس النواب وفق اللعبة الديمقراطية، ووفق المنهجية الرسمية دون زيادة او نقصان.
الأمر كان أكثر من واضح ليس للاخوان وحسب، بل لكل من يحمل فوق كتفيه رأسا صالحا للاستخدام السياسي .
الاخوان جلسوا في مقاعدهم
الطبيعية، استنادا للعبة الديمقراطية.
لقد أجاد صاحب ريشة الانتخابات النيابية رسم اللوحة. كان عملا ديمقراطيا، اتفق فيه عدد من الاحزاب والكتل على رأي واحد ثم نفذوه. وهذا عين الديمقراطية. ظهرت كتلة الاخوان المسلمون بمستوى لا يبدو انها ستكون تشريعيا فاعلة في حال مضت تلك الاحزاب والكتل على اللعب الديمقراطي بعقلية انتخابات رئاسة المجلس.
ندرك أهمية وجود شخص بحجم ووزن العرموطي على كرسي الرئيس، لكنها لعبة الديمقراطية وتحالفاتها واصطفافاتها ولا سيما بعد ان قال الأردنيون كلمتهم في الانتخابات البرلمانية، واتوا بالإخوان إلى العبدلي، لكن هيهات هيهات .
لم تفلح شخصية صالح العرموطي القوية ولا شعبيته في الشارع من تحقيق احلام يقظة الاخوان في رئاسة المجلس، وهو في الحق كفاهم مؤنة القادم من الايام الصعبة.
الصفدي فاز ما يعني ان صاحب الريشة متمكن ويعلم ماذا يفعل. يعلمه منذ البداية. الدولة وهي ترسم سياساتها لا تغامر ولا تلعب. وهي تفعل ذلك بهندسة تلعب فيها حتى في جينات القوم.
لا المعارضة عادت معارضة ولا الوسطيين يعلمون حقا اين مقعدهم ولا والمستقلين بقوا مستقلين ولا رقعة الشطرنج هي هي.
في لعبة حقبة ترامب ليس فقط لا مجال للخطأ بل ولا مجال حتى للنوايا.
لم تفهم بعض التيارات ان حجمها يجب ان يكون ضمن اطار محدد. وان مناوراتها منذ الان عليها ان تكون اقل صخبا واكثر حكمة: والصمت حكمة.
نحن امام معطيات جديدة بارقام والوان واحرف جديدة وهذا ما لا يريد الشيوخ فهمه، او انهم يفهمونه لكن ليس بيدهم سوى ان يتموضعوا وفق هذه المساحة، ويلعبوا سياسيا هذا الدور. وعليهم ان يصدقوا. وعليهم ان يطلقون على انفسهم القابا ذات فروسية وخيل ومعارضة.
    نيسان ـ نشر في 2024/11/19 الساعة 00:00