بين الجنائية الدولية ورأس الأفعى: تصحيح مسار العدالة
نيسان ـ نشر في 2024/11/21 الساعة 00:00
انتظر الفلسطينيون 76 عامًا ونيف، ليكتشف العالم الذي يسمي نفسه بالعالم الحر، أن هناك مجرمي حرب لدى الكيان الصهيوني. ولكن السؤال الأكثر إلحاحًا: هل سينتظر الفلسطينيون سبعة عقود أخرى، ليتجرأ العالم المنافق على اتخاذ موقف بحقهم؟ وكم سيقتل هؤلاء المجرمون القتلة، حتى يُعترف أن هناك شعبًا قدم عظمه ولحمه ودمه وجلده مقابل الحرية؟
سؤال قديم قِدم الحرب ذاتها، وسيبقى مطروحًا على مر التاريخ حتى آخر الحروب التي تخوضها البشرية، وهو: هل هناك أخلاق تلجم العصابات، ومن يقف خلفها ويحميها، وترسم حدودًا فاصلة بين المشروع والمحظور، وبالتالي بين المحلل والمحرم؟
أما هذا التوحش، الذي فاقم النازية في بشاعتها، فقد كان نتيجة طبيعية لفلتان هذا الكيان وداعميه من العقوبة. إنه عينة من عالم أصابه الجنون، ومن عودة التاريخ إلى أقسى مراحل الهمجية!
فلم يمضِ عام على عملية طوفان الأقصى وما تلاها من حرب على غزة، حتى اتسع العدوان الصهيوني ليشمل عدة دول في المنطقة، متجاوزًا كل الخطوط الحمراء في حرب الإبادة التي يشنها على الشعب الفلسطيني وداعميه. لم يميز هذا العدوان بين عسكريين ومدنيين، أو بين منشآت عسكرية وقاطني الخيام العزل.
لقد خاض الفلسطينيون نماذج من الحروب، افتقرت إلى أدنى مقومات العدالة، بعد أن فقدت الإنسانية الكثير من صلاحيتها في الزمن المقلوب، حتى باتت الخطب التي أُلقيت في المحافل الدولية مجرد عناوين للتضليل، بل هي طعم يتم بواسطته اصطياد الضحية.
ولكن الفلسطينيين ليسوا أول شعوب التاريخ قرروا أن يكون رهانهم الأبدي هو الحرية أو الموت، ولذلك فهم يدفعون كل هذه الأثمان، لأنهم أعلَنوا العصيان على تعاليم جلاد يريد لجريمته أن تكتمل، لأنها بلا شهود ولأن ضحيتها صامتة. ولولا هذا الصمود، لما تجرأت المحكمة الدولية على قرارها.
لكن سيبقى القرار الذي اتخذته المحكمة الجنائية الدولية، باعتقال مسؤولين من العصابة الصهيونية المارقة، على أهميته، ناقصًا بل ومتناقضًا، إذا استثنى الرأس التي تقف خلف هؤلاء، ومن يمدهم بأدوات القتل والدمار، ويغطي أفعالهم وإجرامهم بغطاء قانوني.
والرأس هي الولايات المتحدة، التي جعلت من هذه العصابة كيانًا ودولة تقتل وتسجن وتعذب وتُهجر وتنفي وتُهدم البيوت، دون أن يحاسبها أحد، ودون أن يتجرأ أحد على مجرد الإشارة إليها بسوء. وبإعلامها الكاذب والمنحرف، حولت العرب والفلسطينيين إلى إرهابيين متعطشين للدماء.
فقد مكنت الولايات المتحدة هذا الكيان ومنحته قوة طائشة، وحولتها إلى آلة حرب تنتصر بقتل المدنيين، وارتكاب جرائم حرب في غزة والضفة ولبنان وسوريا، وهذا ما كان على العالم أن يدركه منذ عقود، فهي الحقيقة التي أرادوا تغطيتها.
إذا كان المجتمع الدولي صادقًا شهما، فليعلم أن رأس الأفعى شر من ذنبها. فإذا قطعت ذنبها، لم تفعل شيئًا، فتجرأ وألحق الرأس بالذنب.
سؤال قديم قِدم الحرب ذاتها، وسيبقى مطروحًا على مر التاريخ حتى آخر الحروب التي تخوضها البشرية، وهو: هل هناك أخلاق تلجم العصابات، ومن يقف خلفها ويحميها، وترسم حدودًا فاصلة بين المشروع والمحظور، وبالتالي بين المحلل والمحرم؟
أما هذا التوحش، الذي فاقم النازية في بشاعتها، فقد كان نتيجة طبيعية لفلتان هذا الكيان وداعميه من العقوبة. إنه عينة من عالم أصابه الجنون، ومن عودة التاريخ إلى أقسى مراحل الهمجية!
فلم يمضِ عام على عملية طوفان الأقصى وما تلاها من حرب على غزة، حتى اتسع العدوان الصهيوني ليشمل عدة دول في المنطقة، متجاوزًا كل الخطوط الحمراء في حرب الإبادة التي يشنها على الشعب الفلسطيني وداعميه. لم يميز هذا العدوان بين عسكريين ومدنيين، أو بين منشآت عسكرية وقاطني الخيام العزل.
لقد خاض الفلسطينيون نماذج من الحروب، افتقرت إلى أدنى مقومات العدالة، بعد أن فقدت الإنسانية الكثير من صلاحيتها في الزمن المقلوب، حتى باتت الخطب التي أُلقيت في المحافل الدولية مجرد عناوين للتضليل، بل هي طعم يتم بواسطته اصطياد الضحية.
ولكن الفلسطينيين ليسوا أول شعوب التاريخ قرروا أن يكون رهانهم الأبدي هو الحرية أو الموت، ولذلك فهم يدفعون كل هذه الأثمان، لأنهم أعلَنوا العصيان على تعاليم جلاد يريد لجريمته أن تكتمل، لأنها بلا شهود ولأن ضحيتها صامتة. ولولا هذا الصمود، لما تجرأت المحكمة الدولية على قرارها.
لكن سيبقى القرار الذي اتخذته المحكمة الجنائية الدولية، باعتقال مسؤولين من العصابة الصهيونية المارقة، على أهميته، ناقصًا بل ومتناقضًا، إذا استثنى الرأس التي تقف خلف هؤلاء، ومن يمدهم بأدوات القتل والدمار، ويغطي أفعالهم وإجرامهم بغطاء قانوني.
والرأس هي الولايات المتحدة، التي جعلت من هذه العصابة كيانًا ودولة تقتل وتسجن وتعذب وتُهجر وتنفي وتُهدم البيوت، دون أن يحاسبها أحد، ودون أن يتجرأ أحد على مجرد الإشارة إليها بسوء. وبإعلامها الكاذب والمنحرف، حولت العرب والفلسطينيين إلى إرهابيين متعطشين للدماء.
فقد مكنت الولايات المتحدة هذا الكيان ومنحته قوة طائشة، وحولتها إلى آلة حرب تنتصر بقتل المدنيين، وارتكاب جرائم حرب في غزة والضفة ولبنان وسوريا، وهذا ما كان على العالم أن يدركه منذ عقود، فهي الحقيقة التي أرادوا تغطيتها.
إذا كان المجتمع الدولي صادقًا شهما، فليعلم أن رأس الأفعى شر من ذنبها. فإذا قطعت ذنبها، لم تفعل شيئًا، فتجرأ وألحق الرأس بالذنب.
نيسان ـ نشر في 2024/11/21 الساعة 00:00