عن عصر بلا إنسانية .. الزبون على حق حتى لو نبح
نيسان ـ نشر في 2024/11/26 الساعة 00:00
إبراهيم قبيلات..
عن قطط نتحدث.. عن قطط وبعض الكلاب نتحدث.. عن قطط وكلاب وبعض الناس نتحدث.. عن قطط وكلاب وناس وغرق الإنسانية في اللاإنسانية نتحدث.
قديماً كانوا يقولون لك : انظر الى نصف الكأس المليئ وتفاءل، اليوم تبحث أنت عن كأس، أي كأس فارغ ، كأس واحدة لتملأها انت باللاشيء، أو بالوهم، أو اي شيء لتتفاءل ولا تكاد تجد .
يا بلاش.. صالون حلاقة ليس "ستاتياً ولا رجالياً" .. ليس للشباب المتعطلة عن العمل، صالون حلاقة ليس ذاك الذي تحول الى مضافة للرفاق، بل صالون حلاقة يموء فيه الزبون، أو تسمع الزبائن فيه ينبحون.
ينبحون حتى تنفجر شرايين رقابهم، ثم لا تستطيع ان تنبس ببنت شفة. يقول لك: "عو"، فترد عليه: والنعم منك، أو إن اقصى ما قد تستطيع ان ترد عليه: مَو. أليس الزبون على حق.
عثرت لكم على اعلان في احدى الشوارع الإلكترونية: (لحّق حالك.. قطة مع تنظيف اذانها وحمامها. لا وكمان قص اظافرها. فقط بـ 200 دينار).
بحسبة بسيطة يمكن ان ندعو بثمن حلاقة قط واحد 40 زلمة بلحى من فكّاكي النشب من وجوه الخير من أصحاب الاياد الخضراء والبيضاء ومن ملجمي الشر وجابري الخواطر.
ندعوهم الى حلاقة جماعية في صالون حلاقة وعند أبو قصي، وهذا أبو قصي أغلب زبائنه من الطبقة الكادحة وبعض من الوسطى، ومن دون خصومات كاللتي يفعلها معي ومع آخرين، ثم ندفع عن كل واحد من الأربعين 5 دنانير.
هل صارت الـ 5 دنانير فضلة ولا تنفع ؟. حتى الآن هناك من لا يجدها، وبها تشتري اليوم لعائلة خبزها لايام وبعضاً من البندورة والبطاطا .
5 دنانير تكفي موظفاً يمشي الى وظيفته لانه اذا ركب افلست عائلته، او تشتري فيها لقمة لحمة لطفل لا يرى اللحم الا في المناسبات، او ترسلها الى غزة حيث المجاعة تبطش بالعروبة والمسلمين.
خمسة دنانير يكف معها طفل في قطاع غزة عن البكاء لانه جائع ووالده استشهد فيما لا تجد أمه شيئا تطعمه فيسكته.
عن قطط نتحدث.. عن قطط وبعض الكلاب نتحدث.. عن قطط وكلاب وبعض الناس نتحدث.. عن قطط وكلاب وناس وغرق الإنسانية في اللاإنسانية نتحدث.
قديماً كانوا يقولون لك : انظر الى نصف الكأس المليئ وتفاءل، اليوم تبحث أنت عن كأس، أي كأس فارغ ، كأس واحدة لتملأها انت باللاشيء، أو بالوهم، أو اي شيء لتتفاءل ولا تكاد تجد .
يا بلاش.. صالون حلاقة ليس "ستاتياً ولا رجالياً" .. ليس للشباب المتعطلة عن العمل، صالون حلاقة ليس ذاك الذي تحول الى مضافة للرفاق، بل صالون حلاقة يموء فيه الزبون، أو تسمع الزبائن فيه ينبحون.
ينبحون حتى تنفجر شرايين رقابهم، ثم لا تستطيع ان تنبس ببنت شفة. يقول لك: "عو"، فترد عليه: والنعم منك، أو إن اقصى ما قد تستطيع ان ترد عليه: مَو. أليس الزبون على حق.
عثرت لكم على اعلان في احدى الشوارع الإلكترونية: (لحّق حالك.. قطة مع تنظيف اذانها وحمامها. لا وكمان قص اظافرها. فقط بـ 200 دينار).
بحسبة بسيطة يمكن ان ندعو بثمن حلاقة قط واحد 40 زلمة بلحى من فكّاكي النشب من وجوه الخير من أصحاب الاياد الخضراء والبيضاء ومن ملجمي الشر وجابري الخواطر.
ندعوهم الى حلاقة جماعية في صالون حلاقة وعند أبو قصي، وهذا أبو قصي أغلب زبائنه من الطبقة الكادحة وبعض من الوسطى، ومن دون خصومات كاللتي يفعلها معي ومع آخرين، ثم ندفع عن كل واحد من الأربعين 5 دنانير.
هل صارت الـ 5 دنانير فضلة ولا تنفع ؟. حتى الآن هناك من لا يجدها، وبها تشتري اليوم لعائلة خبزها لايام وبعضاً من البندورة والبطاطا .
5 دنانير تكفي موظفاً يمشي الى وظيفته لانه اذا ركب افلست عائلته، او تشتري فيها لقمة لحمة لطفل لا يرى اللحم الا في المناسبات، او ترسلها الى غزة حيث المجاعة تبطش بالعروبة والمسلمين.
خمسة دنانير يكف معها طفل في قطاع غزة عن البكاء لانه جائع ووالده استشهد فيما لا تجد أمه شيئا تطعمه فيسكته.
نيسان ـ نشر في 2024/11/26 الساعة 00:00