الى خريجي السفارات والقنصليات.. الاحزاب ليست شركات متعددة المهام

نيسان ـ نشر في 2024/11/27 الساعة 00:00
إبراهيم قبيلات
لا تبنى الاحزاب كما تبنى الشركات، ولا على طريقة مناكفات (الضراير)، وادعاءاتهن الوهمية .
مهلا يا معشر الصلعان ومن لف لفيفكم _يا رعاكم الله_ من أشباه السياسيين، من أزلام السفارات والقنصليات ؛ ما نعرفه ان الاحزاب ليست شركات ولا مؤسسات أسرية بل شراكات متساوية في الوطنية .
في الحقيقة سأعترف لكم معشر قبيلة الصلعان والحزبيين الجدد بأن ما لدينا شيئا ما اسمه حزب، لكنه يضع العقل على الكف.
بقرارات انفعالية او ربما عائلية يُبنى حزب ما.
تماما كما القرار الذي اعتقد فيه رجل اعمال انه ينشئ شركة اضافية له، ثم يجمعها لتتحول شركته الاولى مع الثانية مع الثالثة الى مجموعته الام .
إذا القصة ليست أزيد من مقاصة للسياسي ومنافعه وامتيازاته وحقائبه، وسيجتهد في حفظ جمل وطنية من سياسة وسياحة واستثمار واقتصاد .
اليتامى هم من صدقوا الفكرة، وتوهموا ان هناك حزبا وبرأسه مشروع سياسي بروافع اقتصادية وسياحية وحتى اجتماعية.
يا حسرتي علينا.
جرت العادة لدى البشرية ان يجتمع اشخاص يظنون انهم يحملون همّا مشتركا وأفكارا مشتركة أيضا ومصالح واحدة فينشئون حزبا. سمّه ما شئت: قل حزب (شميطله) مثلا او تجمعا سياسيا او كما كانت عليه تعرف الاحزاب مطلع القرن العشرين "بالجمعية".
عليك ان تدخل في تعريف الماء بعد الجهد حتى تقنع القوم ان الحزب هو تحزّب جماعي لفكرة او لعقيدة، يهدف الى السلطة.
هذا الهدف الذي وشمناه في عقولنا باعتباره اتهاما. برغم ان كل التجمعات والافكار تسعى للوصول الى السلطة من أجل إعمال فكرتها ومن اجل النهوض بالامة.
الحزب من اسمه تحزّب. إننا نتحزّب لاننا نظن ان فكرتنا هي الاقدر على إنهاض الامة. هذا هو الحزب.
حسنا. هل هذا ما لدينا؟ لا. لدينا اشخاص (طموحون جدا) قيل لهم أن طريقكم الى الوزارة - وليست السلطة - ستكون عما قريب عن طريق ان تتحزّبوا بينكم. فتحزب القوم .
والساخر هو ان لا احد يجرؤ على القول ان ما لدينا ليست احزابا حتى وإن كانت تمشي على رأسها.
هذا حال كثير من هيئاتنا الفريق الاقتصادي مثلا. او كثير من مؤسساتنا الصحافية والاعلامية على اية حال: إنها تسير على قدميّ رأسها. والرأس اذا سار تعثر.
الرأس خلق ليفكر. أليس كذلك ؟
قبل حادثة الرابية ظهر جليا ان كثيرا من الاحزاب لا تملك شيئا لتقوله. لكن في الحادثة ظهر اننا امام خطة برامجية حزبية من العلاقات العامة.
لهذا فإنك تجد تلك الاحزاب تجهد في إعمال العلاقات العامة. فلا شيء لديها مختلفا عما يقوله الناس لتقوله، فتجدها تجهد نفسها في أزقة العلاقات العامة، وزوايا المستشفيات؛ لتبدو احزابا .
دعوني اعترف مرة اخرى : بالطبع هناك الكثير مما يمكن ان تؤشر عليه. لكن ايضا (حرية) الصحافة لدينا تلجم. فالصحافة هي الاخرى على ذات النهج. إنها صحافة تحولت الى مؤسسات للبريد المستعجل فيها الصحافي ساعي بريد.
ليتني صحافيا في احدى البلاد الاوروبية. المشكلة هناك في اوروبا لا يوجد فيها جبل للحمايدة. وهذه ورطة جديدة.
    نيسان ـ نشر في 2024/11/27 الساعة 00:00