ما هو 'تعفن الدماغ' الذي اعتبرته جامعة أكسفورد كلمة العام؟

نيسان ـ نشر في 2024/12/05 الساعة 00:00
لا يتوقف العالم عن الاصطدام بتداعيات الإفراط في استخدام الهواتف المحمولة والتي كثيرا ما تتسبب في إهدار وقت وصحة الإنسان فضلا عن آثارها النفسية والصحية التي تتكشف يوما بعد يوم.

ففي تأكيد جديد على الجانب السلبي للهواتف المحمولة، اختارت دار نشر جامعة أكسفورد مصطلح "تعفن الدماغ" كلمة العام 2024، وذلك بعد تحليل دقيق شمل 26 مليار كلمة من مصادر الأخبار العالمية الناطقة بالإنجليزية.
ويعتبر "تعفن الدماغ" واحدا من التداعيات السلبية لاستخدام الهواتف المحمولة وهي تعني تدهور الحالة العقلية أو الفكرية للشخص بسبب الإفراط في التعامل مع المواد التي تعتبر تافهة أو غير مهمة.
وتم اعتبار "تعفن الدماغ" كلمة العام بعد تصويت عام شارك فيه أكثر من 37 ألف شخص، وبعد مناقشة عامة على مستوى العالم وتحليل بيانات اللغة.
ولاحظ خبراء اللغة في جامعة أكسفورد -المسؤولة عن إصدار قاموس أكسفورد الإنجليزي الشهير- أن معدل استخدام هذا المصطلح، "تعفن الدماغ"، زاد بين عامي 2023 و2024 بنسبة 230%.
ما هو تعفن الدماغ؟

ويستخدم هذا المصطلح لوصف حالة الضبابية والخمول الذهني الذي يصيب الإنسان نتيجة الإفراط في النظر للشاشة أو استهلاك المحتوى القصير والسريع على منصات مثل تيك توك وإنستغرام.
وتزيد احتمالات الإصابة بهذه الحالة كلما ابتعد الشخص عن ممارسة أي تحديات أو واجبات ذهنية لتنشيط الدماغ.
وتتمثل أعراض "تعفن الدماغ" في ضعف في الذاكرة مع زيادة النسيان وصعوبة التركيز، خاصة في الأمور التي تتطلب مجهودا عقليا، بالإضافة إلى التعب الذهني أو الشعور بالإرهاق وانخفاض النشاط البدني بسبب التسمر أمام الشاشة لفترات طويلة.
وثمة من يشبه "تعفن الدماغ" بمرض ألزهايمر، غير أن الفارق بينهما كبير لأن الأول ناجم عن سلوك يمكن تغييره، أما الثاني فيحدث نتيجة حالة عصبية تتسبب في فقدان تدريجي للقدرات المعرفية بسبب مشاكل طبية.
وينصح الخبراء بتبني حزمة من السلوكيات لتصحيح تعفن الدماغ أو لتجنب الوصول إليها ومنها: التقليل من التعرض للشاشة خاصة قبل النوم، تنظيم المحتوى الذي يتابعه المستخدم على المنصات، متابعة الأشخاص أو الصفحات ذات المحتوى القيم، والانخراط في أنشطة تنشط العقل، وممارسة التمارين الرياضية.
وتفوق مصطلح "تعفن الدماغ" على مصطلحات أخرى كانت تنافسه هذا العام وأهمها مصطلح slop أي: "المحتوى الرديء الذي تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي، مكتوبا كان أم مصورا".

ورغم هذا الاعتراف، فلم تُدرج كلمة "تعفن الدماغ" بعد في قاموس أكسفورد الإنجليزي، وهو الحال نفسه مع كلمات سابقة فازت باللقب، ذلك لأن اعتماد الكلمات في القاموس يتطلب استخداما واسع النطاق ومستديما
    نيسان ـ نشر في 2024/12/05 الساعة 00:00