إغراق الناس بالديون ..وكل حسب قدرته على تحمل الخازوق

نيسان ـ نشر في 2024/12/12 الساعة 00:00
محرر الشؤون المحلية
عندما تغرق في الديون، ستلجأ الى قوقعتك. لن تعود صالحا للشأن العام. لن تكترث لما يقع حولك. فهمّك يكفيك. وكأن العالم ينهار من حولك.
أنت لا تنام. هل سأسجن؟ متى؟ وكيف استطيع التخلص من هذا الوحش الذي يسيطر على حياتي ويدعى الدين.
ما الهدف من اغراق المواطنين من كافة طبقاتهم الاجتماعية والاقتصادية بالديون كل بحسب قدرتها على تحمل الخازوق؟
الاردني ليس وحيدا في الاصابة بهذه الافة. يعيش 78٪ من الأميركيين على راتبهم الشهري. اي انهم في حال فقدوه جاعوا.
الكارثة التي يعلمها الجميع ان اقتراض الناس ليس لانهم كاناوا يريدون تأسيس مشروع سيدفع هو نفسه دينه. لا. الدين لتحقيق حاجات استهلاكية. قد يطير عقلك وانت تستمع قصص الدين واسبابه. ربما يستدين الشخص من اجل القيام برحلة. او شراء هاتف جديد. او سيارة جديدة. قد يغرق في وحل الاقتراض فقط لانه يريد ان يؤثث منزله مثلا.
اسباب غير عقلانية، لو وقف عليها الشخص وصبر عليها لبنى نفسه بنفسه في سياق عاقل يستطيع فيه النوم ليله الطويلة من دون ان تزعجه الكوابيس.
نحن نتحدث عن معاناة البشرية كلها من ثقافة عامة فرضها الحضارة الغربية الزائفة، حتى غابت البوصلة. وصار المرء منا يستدين من اجل ان يجلب لنفسه امراض الضغط والسكري والجلطات الصدرية.
تقف حائرا امام ما يفعله البعض بانفسهم. اليس هو نفسه اذا اشتكى من آلام شديدة سيضطر الى اللحاق بكل طبيب معالج من اجل ازاحة هذه الالام؟ فكيف يمكن ان نفهم فعله وهو يقوم بكل ما يلزم ومن جيبه الخاص من اجل ان يمرض. ان يعاني نفسيا وجسدا. بان يقترض، ثم تدريجيا يتحول الى كائن فقد المعنى الحقيقي للانسان.
هذا عن الارتدادات الفردية اما الارتدادات العامة المتعلقة بالمجتمع فوخيمة ايضا. فالغارق بقروضه لن يعود صالحا ليحمل اي هم عام. فهل هذا هو المطلوب؟
    نيسان ـ نشر في 2024/12/12 الساعة 00:00