'إجاك الدور يا دكتور'

جُهينة ماجد البريزات
نيسان ـ نشر في 2024/12/13 الساعة 00:00
عبارةً كانت سَبباً لاندلاع ثورةً سُطرت بحروفٍ من ذهب أم هي حُروفٌ من الدّم ؟ كانت ثورةً على امتدادِ إحدى عشر سنةٍ.. ثورةً حَرقتْ كُل ما بداخِلها وخارجِها.. كانت الثوراتُ على امتدادِ نطاقَنا العربيِّ كُلها مآساويةً ولكن ثورة سُوريا العظيمة ليست لها شبيه! لم ولن تتكرر.. هل يُعمى الإنسان أمامَ السلطةَ والجاهِ والمال؟ أسألُ سُؤالي هذا بعد ما انتصرتْ إرادة الشعب رَغَم كل ما حَلّ بِهم! رَغَم كُل شيءٍ عانى مِنهُ الإنسان السوريّ!كان يُقتلُ بالسجون بغرف التحقيق بالهدم فوق رؤوسهم بالغرقِ من الجوعِ من العطشِ من قلةِ النظافة من الشوقِ ومن العذابِ من كلمة " لا إله إلا الله" كانت حربٌ أشبه بما تكون بين الإنسانِ وشياطينه! ماذا فعل الإنسان السوري ليُلاقي حتفهُ هذا؟ لم أجد أي مُفردة تُسعفني لأكتبها! بحثتُ كثيراً لأجد ما يناسب هذا الوصف.. خانتني حُروفُ اللغة وألجمتني مُفرداتِها.. كانوا يطالبونَ بالحريةِ فقط ولا شيءٍ أخرَ كانوا يُريدون التخلُصَ من كل شيءٍ يُضيِّقُ عليهم مُدنُهم الجميلة كانت الناس تراها قبرٌ مُمتداً واسعاً لا يَخلْق إلّا العذابَ والألمَ والظلام .. دمشقُ الجميلةُ كيف يمكن أن تكونِ بهذا الوصف! وأنتِ الذي رائحة ياسمينكِ نَشمُّها في عمان! هُم كانوا يريدونَ أن نراكِ هكذا كانوا يريدون تشويهُ كلَّ جميل ولكن واللهِ كُنتِ أنتِ بُصيص الأمل لكل من في الزنازينِ لكل من في جبهةِ الحربِ لكل من غادرَ باكياً.. حبيبتي سُوريا أراكِ اليوم ودموعي قد أغشتْ عيناي.. لم أدري أهي دموع الفرح أم القهر أم دموع الفخر فيكِ لقد بقيتِ شامخةً رُغمَ كل الذي حصل أراكِ اليوم مُنتصبةً واقفةً. جُرّدتِ من كل شائباً،يُرفرفُ علمُكِ الأخضر فوق الأعمدة كالذي يتراقصُ مع رياحِ الحُرية..حتى وأنتِ تتأرجحين بين الرصاص والهُتاف كنت تلك الجميلةُ الثائرةُ في المنابرِ.. لقد تخلصتِ من أقذَرَ حِقبةٌ في تاريخكِ الجميل وها أنتِ اليوم تَفتحينَ صفحاتٍ من الأملِ من الحُبِ من الفخرِ ومن الوعي المطلق بين باحاتكْ.. عزاؤنا لشعبك الحُر الأصيل أنهم هُم من كتبوا النهايةَ وهم من دققّوها ومن أصاغوها. شعبكِ الذي كان منسيّاً بُرهةً من الزمن وكان كُل العالم مُتغافلٌ عنه ولكنهم أبَوا إلا أن نستذكِرَهم لنهاية الزمانِ.. عندما أتذكرُ إننا غفلنا عنكِ أتكوّرُ على نفسي وأبكي!
أبكي عليّ واللهِ لأنني غفلتُ عنكِ طويلاً..سوريا العظيمةُ البهيّةُ العريقة لا تسمحي لهم بتشويهك ولا تسكتي لهم إن قالوا إنكِ تُناصرين المُحتلّ المجرم قفِ في وجوهِهُم وأصرُخي أنكِ أنتِ من أنجبتِ أهم عنصر من عناصر قضيتُنا الأزليّةُ الشهيد " عز الدين القسام" وسوف تُلاحظين الهدوء الذي عمّ المنطقة! كلنا نعرف من القسّام بل كل العالم يعرفه!
اليوم هو يومكْ افرحي واسجُدي لربكِ شاكرةً حامدةً أن أعاد البيتُ والعاصمةُ ونحن!
حبيبتي سوريا أتمنى كل المُنى أن أزوركِ في القريب العاجل بإذن الله وعندما أراكِ سأعانِقَكِ عِناقَ المَحبوبُ المُذنب أُحبكِ كثيراً ولم أستوعب أن هذا حُب إلا عندما رأُيتُ الفرحَ يعمُّ مُدنكِ الجميلةَ. أتمنى أن تبقِيَ بِكل الخيرِ والعطاءِ اللامتناهي دوماً
    نيسان ـ نشر في 2024/12/13 الساعة 00:00