اضطراب العاطفة الموسمية.. تقلبات مزاجية مع تغير الفصول

نيسان ـ نشر في 2024/12/22 الساعة 00:00
على الرغم من الأجواء الاحتفالية التي تملأ هذا الوقت من العام، إلا أنه ليس دائماً الوقت الأكثر سعادة للبعض.
يعاني الأشخاص المصابون باضطراب العاطفة الموسمية (SAD) من تقلبات ملحوظة في المزاج والنوم ومستويات الطاقة مع تغير الفصول.
يعد اضطراب العاطفة الموسمية أحد أنواع اضطراب الاكتئاب الكبير المتكرر أو الاضطراب الثنائي القطب، ويتميز بنمط موسمي حيث تظهر أعراض الاكتئاب في فصول معينة من السنة وتستمر عادةً من أربعة إلى خمسة أشهر.
-Advertisement-
Ads by
في الغالب، تبدأ الأعراض في أواخر الخريف أو أوائل الشتاء، ويُطلق على هذا النوع "الاضطراب الموسمي الشتوي".
ومع ذلك، يوجد نوع أقل شيوعًا يعرف بـ "الاضطراب الموسمي الصيفي"، حيث تبدأ الأعراض في أواخر الربيع أو أوائل الصيف وتتحسن مع مرور الوقت.
تختلف الأعراض من شخص لآخر حسب تأثير الفصول، وقد لا تظهر الأعراض في كل عام.
ومع ذلك، هناك بعض الأعراض المشتركة مثل المزاج المنخفض المستمر، قلة الطاقة، صعوبة التركيز، فقدان الاهتمام بالأشياء التي كانت ممتعة، الشعور بالذنب أو اليأس، والتهيج.
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من النوع الصيفي، قد تظهر أعراض مثل الأرق وفقدان الشهية، بينما يعاني أصحاب النوع الشتوي من النوم المفرط وزيادة الشهية للكربوهيدرات.
لا يُعرف السبب الدقيق لاضطراب العاطفة الموسمية، ولكن يُعتقد أن التغيرات في التعرض لأشعة الشمس تلعب دورًا مهمًا.
حيث تؤثر الشمس بشكل كبير على إيقاع الجسم أو "الساعة البيولوجية" التي تنظم العديد من وظائف الجسم. في الشتاء، يقل التعرض للشمس، مما قد يؤدي إلى اضطراب في الساعة البيولوجية وظهور أعراض الاضطراب الموسمي الشتوي.
كما تشير فرضيات أخرى إلى أن الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب قد يكون لديهم مستويات منخفضة من السيروتونين أو ينتجون المزيد من الميلاتونين، مما يؤدي إلى اضطرابات في الإيقاع اليومي للجسم.
تشير الدراسات إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب مقارنة بالرجال. كما أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو الاضطراب الثنائي القطب هم أكثر عرضة للإصابة به. ويلاحظ أن سكان المناطق البعيدة عن خط الاستواء، حيث تقل ساعات النهار في الخريف والشتاء، قد يعانون من هذا الاضطراب بشكل أكبر.
من أشهر العلاجات المعروفة لاضطراب العاطفة الموسمية هو العلاج بالضوء، والذي يشمل التعرض لأشعة الشمس أو استخدام صناديق ضوء طبية معتمدة، والمعروفة بـ "مصابيح SAD".
رغم ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أن فعالية هذا العلاج ما زالت محل جدل، حيث تشير نتائج دراسة حديثة إلى أن العلاج بالضوء قد يكون فعالًا على المدى القصير، إلا أن الجودة العلمية للأبحاث غير ثابتة وتتطلب المزيد من التجارب السريرية.
يمكن أيضًا وصف الأدوية المضادة للاكتئاب لعلاج هذه الحالة، لكن من المهم أن يستغرق تأثير هذه الأدوية وقتًا طويلاً قد يصل إلى 4-6 أسابيع، وقد يتطلب الأمر تجربة بعض الأدوية قبل العثور على الأنسب. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تقديم العلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي. كما يمكن أن تساعد بعض الأساليب الذاتية مثل الاهتمام بالصحة الجسدية وتجنب تحميل النفس ضغوطًا إضافية.
    نيسان ـ نشر في 2024/12/22 الساعة 00:00