إنذارات كاذبة بهجمات سوفياتية كادت تتسبب في فناء البشرية.. ما القصة؟
نيسان ـ نشر في 2024/12/22 الساعة 00:00
خلال الحرب الباردة، كانت الإنذارات الكاذبة بهجمات صاروخية يتم التعامل معها بشكل سري، رغم تسريب الأخبار عنها في النهاية.
ووفقا لوئائق الأرشيف الوطني الأمريكي، جرى التحذير من هجوم سوفياتي صاروخي هائل الحجم فجر 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 1979 إلى درجة دفعت مستشار الأمن القومي الأمريكي زبيغنيو بريجنسكي الأسبق لأن يكتب قائلا: "أردت أن أتأكد من أننا لن نموت وحدنا"!.
وقع الإنذار الكاذب الذي حدث في منتصف الليل خلال سنوات كارتر في 3 يونيو/حزيران 1980.
وكان سبب الإنذار الكاذب فشل شريحة كمبيوتر بقيمة 46 سنتاً في جهاز كمبيوتر في مركز عمليات جبل شايان التابع لما كان يُسمى آنذاك قيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية "نوراد" الواقع في ولاية كولورادو، والتي أرسلت إشارات أظهرت ما اعتقد أنها ضربة نووية صاروخية سوفياتية هائلة الحجم على الأراضي الأمريكية.
شاهد العسكريون الأمريكيون على شاشات أجهزة الرصد 2200 رأس حربي سوفياتي منطلقة في اتجاه الولايات المتحدة. ظن هؤلاء أن الضربة الاستباقية السوفياتية التي كانوا يتخوفون منها قد انطلقت بالفعل.
الإنذارات بهجوم صاروخي نووي سوفياتي ضخم ظهرت أيضا في المواقع المتصلة بنظام القيادة والسيطرة العسكري العالمي المعروف باسم ويميكس، التي كانت تعتبر العقل الإلكتروني المتطور للقوات المسلحة الأمريكية، الذي بربط المراكز الدفاعية الاستراتيجية الأمريكية البعيدة ويسترشد بيانات من الأقمار الصناعية والرادارات المحيطة.
منظومة ويميكس كانت وقتها متطورة للغاية إلى درجة أنها كانت تتمتع بسلطة آلية لإصدار أوامر من جانب واحد للتحضير للحرب، بما في ذلك رفع مستوى الاستنفار وإطلاق القاذفات الاستراتيجية في الأجواء.
تناقلت مراكز القيادة الأمريكية المختلفة البيانات عن هذا الهجوم، وجرى وضع حوالي 2000 صاروخ بالبيستي أمريكي في حالة تأهب، وأقلعت 10 طائرات اعتراضية في الجو.
زبيغنيو بريجنسكي مستشار الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر حينها كان أول من تلقى تقريرا بالتحذير من الهجوم النووي الخطير.
بريجنسكي كتب في مذكراته التي صدرت في عام 2011 يصف هذا الموقف المرعب قائلا: "إذا كان هذا صحيحا، فسوف يتوقف وجودي في غضون نصف ساعة أنا وأحبائي وواشنطن وجزء كبير من أمريكا. أردت أن أتأكد من أننا لن نموت وحدنا".
ذكرت تقارير وقتها أن "طائرة يوم القيامة" المخصصة للرئيس الأمريكي والقيادة العليا في حالة نشوب حرب نووية، أقلعت وطارت في الجو من دون الرئيس جيمي كارتر، لأنهم وقتها لم يعثروا عليه.
بعد ست دقائق من انطلاق هذا الإنذار المرعب، أبلغ بريجنسكي في المكالمة الثالثة بأن الخبراء يشتبهون في وجود خطأ ما في هذه الإنذارات، وتبين أن أنظمة الإنذار المبكر الأمريكية التي تقيس أدق النشاطات الزلزالية التي يتم تسجيلها في العادة عند إطلاق الصواريخ الباليستية، لم تبلغ عن أي شيء من هذا القبيل.
أجريت عمليات فحص إضافية للمنظومة التي أطلقت التحذيرات بالهجوم النووي السوفياتي، واتضح أن الإنذار كان خاطئا، وأن السبب في ذلك يعود إلى إدخال ضابط برتبة مقدم في مركز قيادة الدفاع الجوي المشترك لأمريكا الشمالية "نوراد" برنامجا يحاكي عملية إطلاق صواريخ سوفياتية. المنظومة لم تميز هذه اللعبة عن الهجوم الحقيقي وأطلقت الإنذار.
في النهاية، تنفس القادة الأمريكيون الصعداء، فيما لم يصدر وقتها رد فعل رسمي سوفياتي، إلا أن معلومات أرشيف الأمن القومي الأمريكي أفادت بأن الزعيم السوفياتي ليونيد بريجنيف، بعث وقتها برسالة سرية إلى الرئيس الأمريكي جيمي كارتر أعرب فيها عن القلق بشأن الحادث، مشيرا إلى أن مثل هذه الحالات "محفوفة بمخاطر كبيرة".
تلك الحادثة لم تكن الوحيدة من نوعها. قبل ذلك بسنوات في 5 أكتوبر/تشرين الأول 1960، أبلغت محطة أمريكية للكشف والإرصاد الأمريكية بعيد المدى في ثول بغرينلاند عن ضربة سوفياتية ضخمة بالصواريخ العابرة للقارات، ثم تبين أن الإنذار كان كاذبا.
وقتها كان الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف في زيارة للولايات المتحدة. التحقيق الذي أجري في الحادث أظهر أن الخطأ نجم بسبب إشارات راديو انعكست على سطح القمر.
ووفقا لوئائق الأرشيف الوطني الأمريكي، جرى التحذير من هجوم سوفياتي صاروخي هائل الحجم فجر 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 1979 إلى درجة دفعت مستشار الأمن القومي الأمريكي زبيغنيو بريجنسكي الأسبق لأن يكتب قائلا: "أردت أن أتأكد من أننا لن نموت وحدنا"!.
وقع الإنذار الكاذب الذي حدث في منتصف الليل خلال سنوات كارتر في 3 يونيو/حزيران 1980.
وكان سبب الإنذار الكاذب فشل شريحة كمبيوتر بقيمة 46 سنتاً في جهاز كمبيوتر في مركز عمليات جبل شايان التابع لما كان يُسمى آنذاك قيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية "نوراد" الواقع في ولاية كولورادو، والتي أرسلت إشارات أظهرت ما اعتقد أنها ضربة نووية صاروخية سوفياتية هائلة الحجم على الأراضي الأمريكية.
شاهد العسكريون الأمريكيون على شاشات أجهزة الرصد 2200 رأس حربي سوفياتي منطلقة في اتجاه الولايات المتحدة. ظن هؤلاء أن الضربة الاستباقية السوفياتية التي كانوا يتخوفون منها قد انطلقت بالفعل.
الإنذارات بهجوم صاروخي نووي سوفياتي ضخم ظهرت أيضا في المواقع المتصلة بنظام القيادة والسيطرة العسكري العالمي المعروف باسم ويميكس، التي كانت تعتبر العقل الإلكتروني المتطور للقوات المسلحة الأمريكية، الذي بربط المراكز الدفاعية الاستراتيجية الأمريكية البعيدة ويسترشد بيانات من الأقمار الصناعية والرادارات المحيطة.
منظومة ويميكس كانت وقتها متطورة للغاية إلى درجة أنها كانت تتمتع بسلطة آلية لإصدار أوامر من جانب واحد للتحضير للحرب، بما في ذلك رفع مستوى الاستنفار وإطلاق القاذفات الاستراتيجية في الأجواء.
تناقلت مراكز القيادة الأمريكية المختلفة البيانات عن هذا الهجوم، وجرى وضع حوالي 2000 صاروخ بالبيستي أمريكي في حالة تأهب، وأقلعت 10 طائرات اعتراضية في الجو.
زبيغنيو بريجنسكي مستشار الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر حينها كان أول من تلقى تقريرا بالتحذير من الهجوم النووي الخطير.
بريجنسكي كتب في مذكراته التي صدرت في عام 2011 يصف هذا الموقف المرعب قائلا: "إذا كان هذا صحيحا، فسوف يتوقف وجودي في غضون نصف ساعة أنا وأحبائي وواشنطن وجزء كبير من أمريكا. أردت أن أتأكد من أننا لن نموت وحدنا".
ذكرت تقارير وقتها أن "طائرة يوم القيامة" المخصصة للرئيس الأمريكي والقيادة العليا في حالة نشوب حرب نووية، أقلعت وطارت في الجو من دون الرئيس جيمي كارتر، لأنهم وقتها لم يعثروا عليه.
بعد ست دقائق من انطلاق هذا الإنذار المرعب، أبلغ بريجنسكي في المكالمة الثالثة بأن الخبراء يشتبهون في وجود خطأ ما في هذه الإنذارات، وتبين أن أنظمة الإنذار المبكر الأمريكية التي تقيس أدق النشاطات الزلزالية التي يتم تسجيلها في العادة عند إطلاق الصواريخ الباليستية، لم تبلغ عن أي شيء من هذا القبيل.
أجريت عمليات فحص إضافية للمنظومة التي أطلقت التحذيرات بالهجوم النووي السوفياتي، واتضح أن الإنذار كان خاطئا، وأن السبب في ذلك يعود إلى إدخال ضابط برتبة مقدم في مركز قيادة الدفاع الجوي المشترك لأمريكا الشمالية "نوراد" برنامجا يحاكي عملية إطلاق صواريخ سوفياتية. المنظومة لم تميز هذه اللعبة عن الهجوم الحقيقي وأطلقت الإنذار.
في النهاية، تنفس القادة الأمريكيون الصعداء، فيما لم يصدر وقتها رد فعل رسمي سوفياتي، إلا أن معلومات أرشيف الأمن القومي الأمريكي أفادت بأن الزعيم السوفياتي ليونيد بريجنيف، بعث وقتها برسالة سرية إلى الرئيس الأمريكي جيمي كارتر أعرب فيها عن القلق بشأن الحادث، مشيرا إلى أن مثل هذه الحالات "محفوفة بمخاطر كبيرة".
تلك الحادثة لم تكن الوحيدة من نوعها. قبل ذلك بسنوات في 5 أكتوبر/تشرين الأول 1960، أبلغت محطة أمريكية للكشف والإرصاد الأمريكية بعيد المدى في ثول بغرينلاند عن ضربة سوفياتية ضخمة بالصواريخ العابرة للقارات، ثم تبين أن الإنذار كان كاذبا.
وقتها كان الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف في زيارة للولايات المتحدة. التحقيق الذي أجري في الحادث أظهر أن الخطأ نجم بسبب إشارات راديو انعكست على سطح القمر.
نيسان ـ نشر في 2024/12/22 الساعة 00:00