غربة .. قصيدة لـ شريف قاسم
نيسان ـ نشر في 2015/12/06 الساعة 00:00
شريف قاسم
عُـــ ـنـــ ـوانُ داري : غــــربــــتـــي وبــــيــــانـــي ... ومــــقـــيـــلُ روحـــ ـــ ي جـــ نَّـــ ةُ الإيـــ مــــانِ
فــي الـصَّـدرِ كـنـزٌ لايـغـيضُ مــن الـهـدى ... فـــ فــــراتُ شِـــ عــــري دائـــ ــــمُ الـــجـــريـــانِ
مـــاعـــشــتُ مــفــتــقِـرًا لـــغــيــرِ عــقــيــدتـي ... أبـــ دًا ولـــ م أركـــ ـــ عْ لـــ ـــ ذي طـــغـــيـــانِ
إنَّ الـــصُّـــروفَ غـــ ـدت مـــراكــبَ هِــمَّــتـي ... فــالــعـزمُ أقـــ وى ، والــقـطـوفُ دوانــــي
والَّــــلــــهُ جـــ ـــلَّ جــــلالُــــه ذخـــ ـــري فـــ ـــلا ... أخــــشــــى تَـــقَـــلُّــبَ شِــــدَّتــــي وزمــــانـــي
أحـــ يــــا بـــ نــــورِ عـــقــيــدتــي لاأنـــثـــنــي ... رغـــ ـــ ــــم الــــظــــلامِ وقـــلَّـــةِ الأعـــ ـــ ـــوانِ
أهـــ ـــلُ الــــرِّبــــاطِ بــــكــــلِّ أرضٍ إخــــوتــــي ... يــــرعــــاهُـــمُ الـــ ـبـــ اري بـــ ـظـــ لِّ أمـــ ـــ انِ
ســيــروا فــمــا طــــوت الــدُّجُـنَّـةُ سـعـيَـكم ... فــــبـــكـــم تـــ فـــ وزُ شـــريـــعـــةُ الـــرحـــمـــنِ
لاتـــرهـــبــوا بــــغــــيَ الـــطـــغــاةِ فــــإنَّـــه ... يـفـنـى ويـبقى الــخـيـرُ فـــي الـشُّـجـعانِ
عِشتُم على اسمِ اللهِ في هذا المدى ... تـــتــرقــبــون الـــفـــتـــحَ فـــ ـــي الأحــــيــــانِ
والـــ ـنَّـــ ـصـــ رُ آتٍ لامـــ ـحـــ ـالـــ ةَ إنَّـــ ـــ ـــ ــه ... ومـــ ضٌ يـــ رفُّ سَـــنــاهُ فـــ ي الأجــفــانِ
لايـــ ـأسَ إنْ نَـــ أَت الـــدِّيــارُ وفـــ تَّ فـــ ي ... عـــضـــدِ الـــرجـــالِ أذى الــلــئـيـمِ الــجــانــي
***
أنـــ ــا مـــســلــمٌ مـــاعــشــتُ إلا لــلــهــدى ... فَــهُــوِيَّــتـي أســــمـــى مـــ ـن الــعــمــرانِ
وأجـــ لُّ مــــن كــــلِّ الــقـشـورِ تـبـعـثـرتْ ... زيـــنـــاتُـــهــا، وخـــ ـــ وتْ بـــ ـــ لا تَــــحـــنـــانِ
ألــقــيـتُ أقـــدامــي تــســابـقُ لــهـفـتـي ... وتـــ ـركـــ تُ دونَ دروبـــ ـهـــ ا أحـــ زانـــ ي
والــقــلــبُ تــعــصــرُه الــهــمــومُ مـــ ـرارةً ... وتــــلـــوكُـــه الــــبـــلـــوى بـــ ـــ دربٍ ثـــ ـــ انِ
لــــكـــنَّـــه قـــ لـــ بٌ يــــعـــيـــشُ مُـــحَـــصَّــنًــا ... بــــأشــــدِّ مـــ ـــا لـــلــسُّــورِ مـــ ــن بـــنــيــانِ
يـحـمـيـه مــــن ســهــمِ الــطـغـاةِ يـقـيـنُه ... بــالَّــلــهِ ، بــالــفـتـحِ الــقــريــبِ الــهــانــي
تـــســمــو هُـــوِيَّــتُــهُ الــنَّــقــيَّـةُ بــالــتُّــقـى ... وتـــ ـــقـــ ــودُه لـــ لـــ بِــــرِّ والإحـــ ــســـ ــانِ
حـمـلـتْ مـــع الـجـرحِ الـسَّـخينِ هـمـومَنا ... في القدسِ في كشمير في الأفغانِ
وبـــكـــلِّ صـــقـــعٍ ضـــ ـجَّ فـــ ـي ردهـــاتِـــه ... أَلَـــ مُ الــسَّـجـيـنِ ، وســـطــوةُ الــسَّــجَّـانِ
فــالــظــلــمُ أضـــ ـــرمَ نـــ ــارَه بــشــعـوبِـنـا ... فـــ ـانـــ داحَ مـــنــفــلــتًــا بـــ ـــ لا أرســـ ـــ انِ
فـــبـــكـــلِّ بــــيــــتٍ بـــ ـــاتِ أهــلــوهُ عــلــى ... ذكـــ رى فــقـيـدٍ غــــابَ فــــي الــطـوفـانِ
قـــتـــلـــتْــهُ أحـــ ـقـــ ادُ الــــبــــغـــاةِ لأنَّـــ ـــ ه ... لـــ م يــــرضَ جَــــورَ ســفـاهـةِ الـسُّـلـطـانِ
وبــــكــــلِّ حـــ ـــيٍّ ثـــ ـــارَ فــــيــــه شـــبــابُــه ... يـــ فــــدونَ شـــ رعًــــا بــــالــــدَّمِ الـــهـــتَّــانِ
وبـــمـــعـــصـــمٍ قـــدكـــبَّــلَــتْــهُ عـــ ـــ ــداوةٌ ... لايـــ رتــــضــــي بـــ الَّــــلــــفِّ والـــ ـــ ـــدَّورانِ
يـــأبــى الــسُّــقـوطَ سُــمُــوُّنـا ، فـفـخـارُنـا ... بـــ الــــدَّيــــنِ ، لابـــ ـالـــ ـزورِ والـــبـــهـــتـــانِ
هــــو لايـــدورُ عــلـى هــواهـم أو يـــرى ... إلا ســـ بــــيــــلَ الـــ ـحـــ ـقِّ والــــفــــرقــــانِ
حــمـلَ الـعـقـيدةَ شـامـخًـا لـــم يـرتـكـسْ ... ورمـــ ــــى فــــتــــاتَ الــــغــــيِّ لــلــفــئــرانِ
وإذا اســتـبـدَّ الـكـفـرُ فـــي ظــلـمٍ غـــوى ... واخـــتــلَّ كـــ فُّ الــعــدلِ فــــي الــمـيـزانِ
الـفـيـتَـنـا لــســنـا نــجــامـلُ مَـــ ن طـــغــى ... مـــ ــــن مــــجــــرمٍ مــســتــهـتـرٍ أو جـــ ـــانِ
فــالــروحُ إن ركــنــتْ لـغـيـهـبِ ظـلـمِـهم ... قــعــدتْ فــــلا تــقــوى عــلــى الـطـيـرانِ
إنَّ الــعـقـيـدةَ فـــ ي الــقــلـوبِ مــكـيـنـةٌ ... كــثــبـاتِ أهـــ ل الـــحــقِّ فــــي الــمَـيـدانِ
تـــشـــتــدُّ عـــاصـــفــةُ الــــضَّـــلالِ وربَّــــمـــا ... تـــســفــي الـــغــثــاءَ وزمـــ ــرةَ الــعُــبــدانِ
مَــــن غــرَّهــم زيــــفُ الـعـطـايـا أو لــــوى ... أعــنــاقَــهـم قــــســـرًا أُولـــ ــو الــتــيـجـانِ
ورضــــوا بـــه ذلاًّ لـــه ركــنـتْ نــفـوسٌ ... ... ... أوهـــنـــتْـــهــا لــــعــــبـــةُ الـــشـــيــطــانِ
إنَّـــ ـــ ا لـــنـــحــيــا بــالــعــقــيــدةِ عـــصـــبـــةً ... فــــي أُمَّــــةٍ هــجـعـتْ عــلــى الأشــجــانِ
لانـــ ـــ تْ لـــ كـــ لِّ مـــ دجَّـــ جٍ بــــفـــســـادِه ... ولـــ ـكـــ ـلِّ دجَّـــ ـــ ـالٍ وكـــ ـــ ـلِّ جـــ ـبـــ انِ
واسـتـسـلمتْ وتـقـاعـستْ عـــن واجـــبٍ ... وكــــأنَّــــهـــا مـــ يْـــ تٌ بـــ ـــ لا أكـــ فـــ انِ !
شُـــلَّـــت عــزيـمـتُـهـا فـــمــا هـــبَّــت إلـــ ى ... هـــ ـــ ـذا الــــضَّـــيـــاعِ بـــ قـــ وَّةٍ وتـــ فـــ انِ
لـــ ــولا شــــبـــابٌ بـــايــعــوا ربَّ الـــسَّــمــا ... وتـــســـلـــحـــوا بـــالـــصَّـــبـــرِ والإيـــ ـمـــ ـانِ
لـتـهـاوت الآمـــالُ فـــي كــهـفِ الـونـى ... وانـــهـــدَّ ركـــ ـنُ الـــعــزِّ فـــ ي الإنـــســانِ
ولــعــلَّــهــم أقـــ ــوى بــــآيـــاتِ الــــهُـــدَى ... مـــ ـن مـــكـــرِ وجـــ ـهِ الــظــالــمِ الـــخـــوَّانِ
نــــحـــدو ولـــ ــم نـــلــمــحْ لــخــالــدِنـا يـــ ــدًا ... هـــ ـــزَّتْ قــــنــــاةَ تـــســـابُــقِ الـــفـــرســانِ
ونــــرى الــدمــاءَ سـخـيـنـةً فـــي قـدسِـنـا ... وقـــ ــذائـــ ـفَ الأشـــ ـــ ـــرارِ بــــالأطــــنــــانِ
هــل نـحـنُ عُـمْـيٌ لانـرى ؟ مـاذا جـرى ؟ ... أم أنَّـــ هــــا الأقــــفــــالُ فـــ ـــي الآذانِ ؟
فــلــقــد رضــيــنـا بــالــهـوانِ وبـــالأســى ... وبــمــوتِ شـــذوِ الـفـتـحِ فـــي الـبـسـتانِ
مَـــ ن مـــ اتَ فـــيــه بـعـيـشِـه إحــسـاسُـه ... فـــالـــمــوتُ يُــــجـــدى شــــأنُـــه لــلــعــانـي
رَجَــــمَ الــصِّـغـارُ يــهـودَ بـغـيٍ مـا انـثـنـوا ... طـــ ــــولَ الـــ بــــلادِ الـــ يــــومَ بـــالـــصَّــوَّانِ
لــــم يــرهـبـوا الــمــوتَ الــــزُّؤامَ لأنَّــهـم ... شــــبُّــــوا بــفــطــرتِـهـم عــــلـــى الــــقـــرآنِ
ورأوا بــــنــــا الــجــبــنــاءَ دون حــقــوقِــنــا ... ومــــيـــولَـــنـــا لـــ لــــمــــالِ والــــنــــســــوانِ
ورأوا بــــنــــا وجـــ ـــهَ الـــهــزائــمِ كـــالــحًــا ... والـــ ـدَّربُ فـــيـــه دمُ الــشَّــهــادةِ قـــ انِ
فـرضـوا مـصارعَهم عـلى شـرفِ الـعلى ... يــتــســابــقــون تــــســـابُـــقَ الـــشُّـــجــعــانِ
مـــاتــتْ ضــمـائـرُنـا فـــلــم نــشــعـرْ بــهــم ... إذْ أقـــ دمـــ وا جـــ نـــ دًا بـــ ـــ لا أعـــ ــــوانِ
وقــــســـتْ بــأضــلـعِـنـا الـــقــلــوبُ لأنَّـــنـــا ... عــــشـــنـــا لأجـــ ـــ لِ الأصـــ فـــ رِ الـــ رَّنَّـــ انِ
قــــد يـشـجـبـون ؟ وإنَّــمــا هــــي كِــذبــةٌ ... يــاويــلــهــم مـــ ـــن كِــــذبــــةٍ بـــلـــســانِ !
أيـــ ن الــبــطـولاتُ الـــتــي ضـــجَّــتْ بــهــا ... زورًا حـــ نــــاجــــرُ قـــ ــائـــ ـدٍ ســـ ــكـــ ـرانِ ؟
أيـــ ـــن الــنــيــاشـيـنُ الــجــمـيـلـةُ عُـــلِّــقــتْ ... فــــي الــصَّـدرِ لـلـجـنرالِ ذي الـنـيـشانِ ؟
مَــن أهــلُ حِـلـيتِها ؟ ومَـن فـرسانُها ؟ ... هـــيـــهـــاتَ إنَّ خَــــواءَهــــا أشـــجـــانــي !
لــــم يُـحـسـنـوا إلا اصــطـيـادَ شـعـوبـهم ... بــــالـــكـــيـــدِ والــــتــــزويــــرِ والـــ ـخِـــ ـذلانِ
قـــ ـد أتــقــنــوا أكـــ لَ الــلــذائـذِ حُـــلــوةً ... وتــفــنَّـنُـوا فـــ ـي غـــ زلِ ســـ وءِ هـــ وانِ
كــــانــــت بــــطــــولاتُ الــــرجـــالِ مـــ ــروءةً ... وشـــهـــامــةً تــــأبـــى عــــلـــى الإذعـــ ــانِ
عـشـقـوا الـجـهـادَ فـفـيه ركــنُ سـعـادةٍ ... أبـــ ـديَّـــ ـةٍ تــــبــــقــــى بـــ ـظـــ لِّ جِـــ ـنـــ انِ
يـــ ــروي لـــنـــا الــتــاريــخُ أنَّـــهُـــمُ الـــفِـــدا ... يـــ ـــ وم الـــلـــقـــاءِ لـــ دعــــوةِ الـــرحـــمـــنِ
مـــ اهــــم بـــ أهــــلِ تـــبـــجُّـــحٍ أو أنــــهــــم ... يــســتــســلــمــون لــــخِــــسَّـــةِ الإذعـــ ـــ ـانِ
فـهُمُ الـليوثُ عـلى الـعدا فـاسألْ تجدْ ... أفــعــالَــهـم تــــجـــدي بــــيـــومِ طــــعـــانِ
رايــاتُــهــم رفَّـــ ـتْ بـــمــا فـــ ي ديــنِــهـم ... مـــ ـــ ن رحـــ مــــةٍ وشـــجـــاعـــةٍ وتـــ فــــانِ
نـــ ـادوا لـــديـــن اللهِ فــانــقــادتْ لـــهـــم ... أمـــ ـــ ــمٌ بــــغــــيــــرِ تــــلــــكُـــؤٍ و تـــ ـــ ـوانِ
أمـــ ـمٌ وعـــ ـتْ ســـ ـرَّ الـــرجـــالِ بـــدعــوةٍ ... نُــــصِـــروا بــــهـــا فــالــنَّــصـرُ مــنــهــم دانِ
وهُـــمُ الأشـــاوسُ عــزُّهـم بـسـيوفِهم ... لابــالـمـلاهـي والـــهــوى الـشـيـطـانـي
لا بـــالـــمـــبـــادئِ غـــ ـثَّـــ ـةً مـــمـــجـــوجـــةً ... مـــســتــورداتٍ مـــ ــن هـــ ـوى الــصُّــلـبـانِ
مـــ ـــاذا أقـــ ـــولُ ، ولــلــمــقــالِ مـــ ـــرارةٌ ... تــــكــــوي لــــهـــاةَ الــــصَّـــارخِ الَّــلــهــفـانِ
* * *ِ ... * * *
هـــ ــذي ســـبــيــلُ اللهِ مــاضـاقـتْ عـلـى ... مَـــ ــن يــســلــكـون مـــ ــدارجَ الـــرضـــوانِ
نـــ ـــ ـادتْ بـــ ـهـــ م آلامُ أُمَّـــتِـــهـــم ولــم ... يـــ صـــ غُــــوا لآهِ تَـــ ــوَجُّـــ ــعِ الـــ ــحـــ ـرَّانِ
نــامـوا عـلـى الـضَّـيمِ الـثَّـقيلِ وأدلـجـوا ... خــــلـــف الــــهـــوى لاهـــيـــن بــالــنُّـكـرانِ
وتـــحـــزَّبــوا يــــرمــــون شِــــرعـــةَ ربِّــــهـــم ... بـــيــدِ الــجـحـودِ ،فــبـئـسَ مــــن نــكــرانِ !
عــــاثـــوا فــــســـادًا بــالــمــآثـرِ ، وادَّعـــ ــوا ... نـــهـــجَ الـــخـــلاصِ ، ونــهــضـةَ الــبــلـدانِ
إنْ كـــان عـــزُّ الــنـاسِ فـــي طـغـيـانِهم ... فَـــلْــيُــبــشــروا بـــ ـالـــ ذُّلِّ والــــخــــســـرانِ
أو كـــان فــخـرُ الــنـاسِ فـــي إلـحـادِهم ... فـــفــخــارُ هـــ ــذا الـــشَّــعــبِ بـــالإيــمــانِ
أو كــان سِـفـرُ الـنـاسِ فــي تـضليلهم ... فـــ رشــــادُ أمَّـــتِـــنـــا ســـ نــــى الــــقــــرآنِ
مـــاكـــان مـــ ـن عـــ ـربِ الــنَّــبِــيِّ مــعــربــدٌ ... بــــعــــدَ الــهــدى، وهــزيـمـةِ الأوثـــ ـــانِ
ركـــلــوا أبـــ ا جـــهــل الـــغــويَّ بـنـعـلِـهم ... ورمـــ ـــ وا عُـــ تــــاةَ الـــكـــفـــرِ لـــلـــدِّيـــدانِ
مـــ ــاحـــ ـاربَ الإســـ ـــ ـــلامَ إلا مـــ لــــحــــدٌ ... ولـــ ـئـــ نْ تــــنـــكَّـــرَ بـــ ـــ انَ كــالــثُّــعــبــانِ
إنَّ الــعـروبـةَ لــــم تــكــن لــــولا الــهُـدَى ... إلا دلـــ ـيـــ ـلَ الــــجــــهـــلِ والأضـــ ـغـــ انِ
فــــي الـجـاهـلـيةِ عـشـعـشتْ عـاداتُـهـم ... بِــعَــمَـى بـــنــي عـــبــسٍ ، بـــنــي ذبـــيــانِ
هـــ ـذي الــعــروبــةُ : أنــطِـقـوهـا مـــ رَّةٍ ... حـــتـــى تـــ ـروا مـــاكـــان مـــ ـن خـــ ذلانِ
إنَّ الـــعـــروبــةَ يـــ ـــومَ بـــ ــدرٍ أســـلــمــتْ ... ورمـــ ــتْ ثــــيـــابَ الـــكــفــرِ والــعــصــيـانِ
ورأتْ بــمــصــحــفـهـا الــنــجــاةَ ورفــرفــتْ ... رايـــ ـــاتُ رفــعــتِــهــا عــــلـــى الأكـــ ــوانِ
لـــلـــخــيــرِ أحـــيـــاهـــا كـــ تــــابُ مُـــحَـــمَّـــدٍ ... فـــ ـزهـــ ـتْ ربــــيــــعًــــا عـــ ـاطـــ ـرَ الأردانِ
ولــشـرعـةِ الإســــلامِ أذعــــنَ فــرسُـهـم ... وهـــ ـــوتْ صَــــغــــارًا رايـــ ـــةُ الــــرومــــانِ
وعــــلـــتْ بــأمَّــتــنـا الـــمــآثــرُ لـــ ــم تـــكـــنْ ... لــلــصــيــنِ فـــ ـــي الـــدنـــيــا ولــلــيــونــانِ
قــــد أقــسـمـتْ هــــذي الــعـروبـةُ مـــرَّةً ... لـــن تـلـبـسَ الــثَّـوبَ الـقـشـيبَ الـهـانـي
إلاَّ عــلــى مــاكــان مـــن نــسـجِ الــنَّـدى ... وعــــلـــى كــــريـــمِ الــمــنــهـجِ الـــرَّبَّــانــي
فَـــلْــيَــأْتِ شـــطـــرَ فــخــارِهــم أبــنــاؤُهــا ... وَلْــــيَــــرْجِـــعُـــوا لـــ لــــدِّيــــنِ والـــ ــدَّيَّـــ ـانِ
هــيــهــاتَ يـــقــوى لــلـعـروبـةِ عـــودُهــا ... ويـــ لــــوحُ صـــ بــــحُ الـــفـــتـــحِ لــلــعــربــانِ
وتــمــدُّ أجــنـحـةَ الــرخــاءِ عــلــى الــــورى ... و تـــ ـــردُّ غـــطــرســةَ الـــزنــيــمِ الـــجــانــي
إلاَّ بـــ ـــديـــ ـــنِ مُـــ ـحَـــ مَّـــ دٍ وبـــ يـــ انِـــ ه ... وبـــخـــيـــرِ سُـــنَّـــتِـــه مـــ ــــدى الأزمـــ ــــانِ
فـبـغـيـرِها ذقــنــا الــهــوانَ ، ولـــم نـــزل ... مـــتـــخــبــطــيــن بـــ تَـــ وْهَــــةِ الـــ ــرُّبـــ ــانِ
وبـــنــهــجِ كـــ ـلِّ مــضــلِّـلٍ لـم يَـــ ـدْرِ مـــ ـا ... وخـــ ـــ زُ الـــضَّـــمــيــرِ وصـــفــعــةُالإذعــانِ
ولـــقـــد غـــ ـدتْ بــلــدانُـنـا نــهــبًـا لـــهــم ... ولــحــومُــنـا تُــــهـــدَى إلـــ ــى الـــذُّؤبـــانِ
نـــ حـــ يــــا بـــ ـــ ـــلا روحٍ ولا قـــ ــلـــ ـبٍ ولا ... فـــ ـــ ـكـــ ـــ رٍ ولا رأيٍ ولا وجـــ ـــ ـــ ـــ دان
ونـــعـــيــشُ أغــــرابًـــا عــــلـــى أرضٍ لــــنـــا ... وكـــ ـــ ـأنَّ أربُــــعَـــنَـــا بـــ ـــ لا سُـــ كَّـــ انِ !
* * * ... * * *
إنَّ الـــحـــيـــاةَ مـــ ــــدارُ كـــ ــــلِّ مـــســـافـــرٍ ... لـــ ـلَّـــ هِ إنَّ الـــ ـــ دربَ مـــ ـــ ا أعــــيـــانـــي
مــلـعـونـةٌ إلا الـــ ذي يــرضــاهُ بــارئُـنـا ... ... ... بـــ هــــا فـــ ــــي دفــــتــــرِ الــــرضــــوانِ
إنِّـــ ـي لأرجـــ ـو أن أعـــيـــشَ لــدعــوتــي ... بـــمـــشــاعــري وجـــ وارحــــي وبـــيـــانـــي
أدعـــ ـو إلـــهــي أن يُـــســدِّدَ خــطــوتـي ... لأفـــ ـــوزَ بــالــحــسـنـى بــــرحــــبِ جِــــنـــانِ
إنْ شُـــقَّــت الأرمـــ اسُ عـــ ن سـكـانِـهـا ... يـــابــؤسَ مَـــ ن غــفـلـوا مــــن الــسُّـكَّـانِ
هـــ ـذي الــحــيــاةُ تـــغـــرُّ كـــ ـلَّ مــغــفَّـلٍ ... والــــكــــلُّ فـــ ــي دارِ الـــتَّــدافُــعِ فـــ ــانِ
وكــفــى بــهــا دأبــــي لِــمــا أرجـــو فــمـا ... طــــولُ اعــتـسـافِ الــكــربِ قـــد أثـنـانـي
لاأنــــتـــمـــي أبـــ ـــ دًا لــــغـــيـــرِ شـــريـــعـــةٍ ... لـــ ــــلـــ ــــهِ إســـ ـلامـــ ـيَّـــ ةِ الـــ تــــبــــيــــانِ
ولأحـــ مـــ د الـــمـــخــتــارِ حـــ بِّــــي كـــ لُّــــه ... فــهــو الــــذي بــهُــدى الإلـــهِ هــدانـي
قـد يـكفهرُّ الـعيشُ فـي وجـهي ولـم ... تــنــل الــهـمـومُ الــسُّـودُ مـــن إيـقـانـي
لـــمَّـــا أزل ْ باللهِ أشـــمـــخُ لـــ ـم أخـــ ـفْ ... مـــ ن ســطــوةِ الــطـاغـوتِ والـطـغـيـانِ
هـــو فــضـلُ ربـــي حـافـظـي ومـؤيِّـدي ... فَــعُــتُــوُّ لـــفـــحِ الــحــقـدِ مـــ ا أوهـــانــي
مـاكـان أقــوى مــن قُــوى فـرعـون فـي ... جـــبـــروتِــه أو مـــ ـــن قُـــ ـــوى هــــامـــانِ
ذلاَّ فــلــم تُــــدرِكْ يـــدٌ لـهـمـا هـــوى ... ... ... مــجـدٍ يُــنـالُ بــهـا سِــوى الـخـسرانِ
إنِّــي عـلـى الـعـهدِ الـوثيقِ ، ولـم تـزلْ ... صـــفـــحــاتُ إيـــمـــانــي تـــنـــيــرُ جَـــنــانــي
أحــيـا ونـــورُ اللهِ فــي قـلـبي ، وفــي ... دربـــ ي ، وإرثُ الــمــجـدِ قـــ د أغــنــانـي
فـــ ـــي أُمَّـــ ـــةٍ أرجـــ ـــو لــــهـــا بــإبــائِــهـا ... أن تـــســـتــعــيــدَ قـــ ـيـــ ادةَ الــــبــــلـــدانِ
يـــأبــى الأبـــ اةُ بـــ أن تُـــســاقَ لــظـالـمٍ ... سَـــ ــوْقَ الـــنِّــعــاجِ لـــمــذبــحِ الإذعـــ ــانِ
أو أن تـــ ـــ ـذلَّ لــــعــــابـــثٍ مـــســتــهــتــرٍ ... وَغَـــ ـــ ــوٍ أثـــ ـيـــ ـمٍ مـــ ـرجـــ فٍ لـــ ـعَّـــ انِ
هــاهــم شــبـابُ الـمـسـلمين تــوافـدوا ... فـــ ي صـــحــوةٍ لــــم تــــرضَ بـالـطـغـيانِ
هــــاهـــم يــلــبُّــون الـــنـــداءَ ، يــحــثُّـهـم ... قـــ ـــ رآنُ مـــ ولاهُــــم ، وصـــ ــــوتُ أذانِ
والـــ حــــقُّ رايــــتُــــه عــــلــــتْ بــثــبــاتِـهـم ... ورفــيــفُـهـا الـــجـــوَّابُ فـــ ـي الأعـــنـــانِ
ولـــ ــربَّ صـــ ــوتٍ يــسـتـجـيـبُ لــصــدقِــه ... أهـــ ـــ لُ الــــقـــلـــوبِ الــــصِّـــيـــدِ والآذانِ
مـامـاتَ فــي الـشَّعبِ الـطُّموحُ ، وإنَّـه ... مـــ تــــحــــفِّــــزٌ لـــ ـلـــ ـثـــ أرِ كــــالــــبــــركــــانِ
إنْ جــالَ فــي الـمُـهجِ الـيـقينُ ، فـإنَّها ... لاتـــســتــكــيــنُ لــــمُــــديـــةِ الــــطَّــــعَّـــانِ
قـــ ــد بِـــ ــتُّ أســــتـــافُ الــــرجـــاءَ كــــأنَّـــه ... أرجٌ يُـــ ـــبـــ ــدِّدُ غُـــ ـــمَّـــ ــةَ الأشـــ ــجـــ ــانِ
لايـــ أسَ يــقــصـمُ ظــهـرَنـا ، إنَّــــا عــلــى ... دِيـــ ـــ نٍ ، وأمـــ ــــرُ الـــخـــلـــقِ لـــلـــدَّيَّـــانِ
نـــادى بــنـا الإســلامُ فــي عـصـر الأذى ... عـــصـــرِ الــضــيــاعِ بــمَـهْـمَـهِ الــشَّـيـطـانِ
هُـــبُّــوا فـــقــد طـــ الَ الــرقــادُ ، وإنَّــمــا ... الــــعــــزُّ كـــ ـــلُّ الــــعــــزِّ فـــ ـــي الــــقـــرآنِ
* * * ... * * *
عــــنـــوانُ غــربــتِــنـا وإن طـــ ـالَ الـــنَّـــوى ... بـــ ـــوحُ الــــرجــــاءِ لــــنــــا مـــ ــن الـــمــنَّــانِ
فـــ ــي كـــ ــلِّ فــــجـــرٍ هـــ ــدأةٌ روحــــيَّـــةٌ ... تــحــيـي الــمــنـى بـنـسـيـمِـها الــرَّبَّــانـي
فــيــهـا أبـــ ثُّ مــــع الــدُّعــاءِ شِـكـايـتـي ... لـــلــهِ ذي الـــعــرشِ الـعـظـيـمِ الــحـانـي
ولــعــلَّــهـا ســــاعـــاتُ أمـــ ــنٍ فــيــضُــهـا ... هـــ ـــذا الــــقــــراحُ الــــعــــذبُ لــلــظــمــآنِ
هـــ و غــايــةُ الإســعــاد لـلـقـلـبِ الــــذي ... لـــ ــــم يـــحــتــفــلْ بـــالـــزُّخــرفِ الـــفـــتَّــانِ
هـــ ـو نــفــحـةٌ مـــ ن جـــنَّــةٍ فــردوسُــهـا ... لـــ ـــم تُـــلْـــفِــه فـــ ـــي دهــــرِنـــا عـــيــنــانِ
يـــ ـاربِّ قـــ ـد زاغـــ ـتْ عـــيـــونٌ وانــثــنـتْ ... هـــمـــمٌ لـــطــولِ الــخــطـبِ والـــعــدوانِ
والـــ ـــرزءُ والـــنَّــكــدُ الــطــويــلـةُ كــــفُّـــه ... خـــنـــقــتْ مـــبـــاهــجَ رؤيـــ ـــةِ الـــرُّكـــبــانِ
كــــانـــوا ومـــ ـا زالـــ ـوا جـــنـــودَ مُــحَــمَّــدٍ ... يـــ فــــدونَــــه بـــ الــــمــــالِ والـــ ــولـــ ـدانِ
وبـــكــلِّ قـــلــبٍ لايـــنــامُ إلـــ ى الــضُّـحـى ... أو بـــ ـــ ــــدَّلَ الإيـــ ــمـــ ــانَ بــــالـــكـــفـــرانِ
يـــ ــــاربِّ أثـــ لــــجْ بــالــقــبــولِ صــــدورِنــــا ... واقـــصــمْ ظــهــورَ عــصـابـةِ الـشـيـطـانِ
وانـــصــر بـــنــا الـــدِّيــنَ الــحـنـيـفَ فــإنَّــنـا ... ســـ ـنـــ ـدُكُ صـــهـــيــونــيَّــةَ الـــصُّـــلـــبـــانِ
نــشــكــو إلـــيــكَ الـظـالـمـيـن وجَـــوْرَهُــم ... والآلـــ ـــ ــــةَ الـــ خـــ رســــاءَ لــــلـــسَّـــجَّـــانِ
فــأنــيــنُ إخـــوانــي صـــ داهُ بـمـهـجـتـي ... ونـــهـــيــقُ ذا الــــجـــلاَّدِ فـــ ــي آذانـــ ــي
نيسان ـ نشر في 2015/12/06 الساعة 00:00