وزارة الصحة .. إعلام النفي يسلب الوعي
نيسان ـ نشر في 2025/01/06 الساعة 00:00
خاص
يبدو أن وزارة الصحة بحاجة إلى من يذكرها ، بين الحين والآخر ، بأن الإعلام ليس مجالا للعب ، وأنه حين يتعلق الأمر بصحة الإنسان وحياته ، تتعاظم رسالة الإعلام ، وتصبح في لحظة ما ، حدا فاصلا بين الحياة والموت ، ولست ابالغ ، وأقصد تماما ما اقول .
نعم الكلام كبير ،وربما قاس وثقيل ، لكن تستدعيه بقوة المناسبة ، وهي هنا "نفى مصدر مطلع صحة المنشور الذي يتم تناقله عبر مواقع التواصل المنسوب لوزارة الصحة حول تسجيل اول اصابة بالفيروس الصيني الجديد (HMPV)في الاردن ".
وذات المصدر الخفي ، ذهب إلى أبعد من ذلك حين أكد ان هذا المنشور " مفبرك" ووزارة الصحة لم تقم بنشره عبر منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي " .
والنفي بحاجة إلى الغوص في شكله ومضمونه ، لانه يمثل حالة من حالات فشل الإعلام الرسمي ، وسقوطه في المحرمات ، وعدم الوعي بأهمية الإعلام ودوره ، وينم عن جهل مطبق برسالته النبيلة حين يتعلق الأمر بصحة الإنسان وسلامته ، حيث يحرم هنا ،لا بل يجرم ، من يلجأ ،عن وعي أو جهل ، إلى العبث بالرسالة ووسائل إيصالها للناس .
الواضح والاكيد أن " النفي " مصدره وزارة الصحة ، واجزم أنه من المعيب أن تلجأ الوزارة الى الاختباء خلف " مصدر مطلع" ، وكان الأجدر بإعلامها أن يكون في مثل هذا الموقف حاسما وحازما وصادقا ، فلماذا لجأ إلى اسوأ سبل النفي ؟؟.
ثم ، والاهم ، هل الوزارة مستاءة من المنشور لانه لم يصدر فعلا عنها ، أم لانه يبلغ عن إصابات غير مسجلة ، أم أنه يشير إلى تسجيل اول إصابة ، وهي ليست كذلك ، وما قيمة أن تكون الاولى أو العاشره وأكثر ؟؟.
وفي كل الأحوال كان ينبغي على الوزارة أن لا تلجأ إلى هذه المناورة في اللعب على الألفاظ الضبابية التي تعقد المشهد وتأخذه إلى مزالق أكثر خطورة من مجرد منشور مفبرك ، وتفتح الشهية التخريبية للذهاب إلى بناء سرديات تولد الإشاعة ، وتخلق بيئة خصبة لتكاثرها .
وفي المسار التحليلي لدواعي النفي ومضمونه وسياقه وأسلوبه وتركيبه العبثي ، الذي يشي بجهل مطبق بأصول الممارسة الإعلامية الجادة الرامية للتوعية ، أعيد " المصدر المطلع " إلى تصريح صادر عن مصدر رسمي في الوزارة ، أعتقد أن المصدر المطلع كان يرد عليه ، بهذا الأسلوب الملتوي ، الفج إلى حد بعيد.
وأذكر هنا بتصريح منسوب إلى مدير إدارة الأوبئة في وزارة الصحة الدكتور أيمن مقابلة ، جاء فيه : " إن فيروس (HMPV) البشري التنفسي لا يدعو للقلق ، وان الاردن يسجل سنوياً نحو 40 اصابه وأن الأردن سجل العام الماضي 2024 نحو 42 إصابة به "، وكشف النقاب عن تسجيل الوزارة ل ( 5 ) حالات بهذا الفيروس منذ بداية العام الحالي " ، وهو وفقا للدكتور المقابلة " فيروس اعتيادي لا يدعو لاي اجراءات " .
وعود على بدء ، ما الداعي للنفي ، إذا كان الاردن يسجل حالات مصابة بالفيروس ؟؟ وهنا نؤكد أن النفي وتصريحات الوزارة ، والتحذيرات التي يطلقها أطباء مختصون من القطاع الخاص حول الفيروس ، تستدعي وقف حالة العبث ، والتصريحات المترددة الخائفة المختفية خلف " مصادر " نجهلها ولا نعلم من هي وما أهدافها وغاياتها .
مطلوب اليوم ، ونحن على أعتاب ، ربما أزمة صحية ، يحذر منها عديد من المختصين محليا وعالميا ، أن نبني نهجا إعلاميا رسميا ، يستند إلى المعلومة الدقيقة الصادرة عن مصدر واضح تماما ، والمصداقية في بثها ونشرها بشفافية ، وبأسلوب واضح لا لبس فيه ، وتسمية مسؤول رسمي مختص فنيا كمرجعية لاستقاء المعلومات (ناطق اعلامي ) ، والاهم من ذلك كله الانفتاح على وسائل الإعلام والتواصل المستمر معها بانتظام ، حتى لا نغرف في بحر اعلام النفي الذي يعزز الشائعات ويولدها إلى ما لا نهاية ، ويسلب الوعي .
يبدو أن وزارة الصحة بحاجة إلى من يذكرها ، بين الحين والآخر ، بأن الإعلام ليس مجالا للعب ، وأنه حين يتعلق الأمر بصحة الإنسان وحياته ، تتعاظم رسالة الإعلام ، وتصبح في لحظة ما ، حدا فاصلا بين الحياة والموت ، ولست ابالغ ، وأقصد تماما ما اقول .
نعم الكلام كبير ،وربما قاس وثقيل ، لكن تستدعيه بقوة المناسبة ، وهي هنا "نفى مصدر مطلع صحة المنشور الذي يتم تناقله عبر مواقع التواصل المنسوب لوزارة الصحة حول تسجيل اول اصابة بالفيروس الصيني الجديد (HMPV)في الاردن ".
وذات المصدر الخفي ، ذهب إلى أبعد من ذلك حين أكد ان هذا المنشور " مفبرك" ووزارة الصحة لم تقم بنشره عبر منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي " .
والنفي بحاجة إلى الغوص في شكله ومضمونه ، لانه يمثل حالة من حالات فشل الإعلام الرسمي ، وسقوطه في المحرمات ، وعدم الوعي بأهمية الإعلام ودوره ، وينم عن جهل مطبق برسالته النبيلة حين يتعلق الأمر بصحة الإنسان وسلامته ، حيث يحرم هنا ،لا بل يجرم ، من يلجأ ،عن وعي أو جهل ، إلى العبث بالرسالة ووسائل إيصالها للناس .
الواضح والاكيد أن " النفي " مصدره وزارة الصحة ، واجزم أنه من المعيب أن تلجأ الوزارة الى الاختباء خلف " مصدر مطلع" ، وكان الأجدر بإعلامها أن يكون في مثل هذا الموقف حاسما وحازما وصادقا ، فلماذا لجأ إلى اسوأ سبل النفي ؟؟.
ثم ، والاهم ، هل الوزارة مستاءة من المنشور لانه لم يصدر فعلا عنها ، أم لانه يبلغ عن إصابات غير مسجلة ، أم أنه يشير إلى تسجيل اول إصابة ، وهي ليست كذلك ، وما قيمة أن تكون الاولى أو العاشره وأكثر ؟؟.
وفي كل الأحوال كان ينبغي على الوزارة أن لا تلجأ إلى هذه المناورة في اللعب على الألفاظ الضبابية التي تعقد المشهد وتأخذه إلى مزالق أكثر خطورة من مجرد منشور مفبرك ، وتفتح الشهية التخريبية للذهاب إلى بناء سرديات تولد الإشاعة ، وتخلق بيئة خصبة لتكاثرها .
وفي المسار التحليلي لدواعي النفي ومضمونه وسياقه وأسلوبه وتركيبه العبثي ، الذي يشي بجهل مطبق بأصول الممارسة الإعلامية الجادة الرامية للتوعية ، أعيد " المصدر المطلع " إلى تصريح صادر عن مصدر رسمي في الوزارة ، أعتقد أن المصدر المطلع كان يرد عليه ، بهذا الأسلوب الملتوي ، الفج إلى حد بعيد.
وأذكر هنا بتصريح منسوب إلى مدير إدارة الأوبئة في وزارة الصحة الدكتور أيمن مقابلة ، جاء فيه : " إن فيروس (HMPV) البشري التنفسي لا يدعو للقلق ، وان الاردن يسجل سنوياً نحو 40 اصابه وأن الأردن سجل العام الماضي 2024 نحو 42 إصابة به "، وكشف النقاب عن تسجيل الوزارة ل ( 5 ) حالات بهذا الفيروس منذ بداية العام الحالي " ، وهو وفقا للدكتور المقابلة " فيروس اعتيادي لا يدعو لاي اجراءات " .
وعود على بدء ، ما الداعي للنفي ، إذا كان الاردن يسجل حالات مصابة بالفيروس ؟؟ وهنا نؤكد أن النفي وتصريحات الوزارة ، والتحذيرات التي يطلقها أطباء مختصون من القطاع الخاص حول الفيروس ، تستدعي وقف حالة العبث ، والتصريحات المترددة الخائفة المختفية خلف " مصادر " نجهلها ولا نعلم من هي وما أهدافها وغاياتها .
مطلوب اليوم ، ونحن على أعتاب ، ربما أزمة صحية ، يحذر منها عديد من المختصين محليا وعالميا ، أن نبني نهجا إعلاميا رسميا ، يستند إلى المعلومة الدقيقة الصادرة عن مصدر واضح تماما ، والمصداقية في بثها ونشرها بشفافية ، وبأسلوب واضح لا لبس فيه ، وتسمية مسؤول رسمي مختص فنيا كمرجعية لاستقاء المعلومات (ناطق اعلامي ) ، والاهم من ذلك كله الانفتاح على وسائل الإعلام والتواصل المستمر معها بانتظام ، حتى لا نغرف في بحر اعلام النفي الذي يعزز الشائعات ويولدها إلى ما لا نهاية ، ويسلب الوعي .
نيسان ـ نشر في 2025/01/06 الساعة 00:00