عن عصر التفاهة.. أعطيني فكرة مشروع من دون ما أطلع من البيت؟
نيسان ـ نشر في 2025/01/08 الساعة 00:00
ابراهيم قبيلات
المذيعة: سؤال من ربة منزل: أعطيني فكرة مشروع من دون ما أطلع من البيت؟
الخبير: ادخلي على كذا واطلبي منه يكتب لك كتابا في مجال انت بتحبيه، بعدين روحي على غوغل ترانزليت وخليه يترجم لك الكتاب الى اللغة العربية، ثم ادخلي على كانفا وخليه يصمم لك غلاف للكتاب، ثم ادخلي على منصة اميزون وارفعي الكتاب للبيع بقيمة خمسة دولارات للنسخة.
يواصل الخبير: وافتحي صفحة انستغرام بعنوان الكتاب وبلشي نزلي محتوى عن هذا الكتاب وليش لازم تشتروه، واعملي فيديوهات، بس لا تنسي تقرئي الكتاب.
بهيك كل شي تمام وسويتي كتاب جديد برابط جديد وصحفة انستغرام جديدة وفي نهاية السنة سيكون باسمك 12 كتاب.
يا ام فلان كلهم رح يدخلولك دخل تراكمي، او انه أحد الكتب يضرب ويجيب لك مصاري.
يا ربي انا خاشيت عليك .. وين وصلنا ؟ .
ما كتبته هو محتوى فيديو وقع امام عيني اليوم. عندما طرحت المذيعة الجادة على الضيف الجاد السؤال تهيأت للاستماع لما يمكن ان تستفيد منه ربة بيت، وتقوم به من عمل يدر عليها دخلا.
لم يخطر في أفظع كوابيسي ان يقوم هذا الخبير الجاد بالاجابة السابقة.
الحق. كنت أظن أننا وصلنا قمة عصر التفاهة. ما رأيته وسمعته اليوم جعلني أقول: ليس بعد. لازلنا على شط التفاهة.
لم اكن اظن خطورة الذكاء الاصطناعي في عصر التفاهة ان يصل بنا الى هذا المستوى من الدرك.
انا هنا لا اتحدث عن السرقات التي سيجري كشفها سريعا ويفضح صاحبها بانه استخدم الذكاء الاصطناعي، لكني توقفت عند ملاحظة واحدة فقط: شرعية التفاهة. شرعية السرقات. ووصول الامر الى ان يوضع حتى الكتاب كسلعة فقط، مثلها مثل طبق البيض تماما.
هذا المعنى جعلني اؤمن بخطورة الانترنت على البشرية، واتمنى صادقا ان اصحو يوما على عالم بلا انترنت. هل يمكن ان يكون ذلك؟
اذا كان بعض الظن اثم فإن معظم الانترنت كذلك. البشرية لا تستفيد ايجابا من هذه التكنولوجيا الا بنسب بسيطة في خيرها مقابل ما حولت شياطين الانس والجن هذه الثورة البشرية الى وحش مخيف.
نعم أن في الانترنت منافع للناس لكن اثمها اكبر من نفعها. لم تأت الحضارة الغربية الا بالشر، وحتى عندما صنعت ادواتها جعلتها شرا حتى اقصاه.
المذيعة: سؤال من ربة منزل: أعطيني فكرة مشروع من دون ما أطلع من البيت؟
الخبير: ادخلي على كذا واطلبي منه يكتب لك كتابا في مجال انت بتحبيه، بعدين روحي على غوغل ترانزليت وخليه يترجم لك الكتاب الى اللغة العربية، ثم ادخلي على كانفا وخليه يصمم لك غلاف للكتاب، ثم ادخلي على منصة اميزون وارفعي الكتاب للبيع بقيمة خمسة دولارات للنسخة.
يواصل الخبير: وافتحي صفحة انستغرام بعنوان الكتاب وبلشي نزلي محتوى عن هذا الكتاب وليش لازم تشتروه، واعملي فيديوهات، بس لا تنسي تقرئي الكتاب.
بهيك كل شي تمام وسويتي كتاب جديد برابط جديد وصحفة انستغرام جديدة وفي نهاية السنة سيكون باسمك 12 كتاب.
يا ام فلان كلهم رح يدخلولك دخل تراكمي، او انه أحد الكتب يضرب ويجيب لك مصاري.
يا ربي انا خاشيت عليك .. وين وصلنا ؟ .
ما كتبته هو محتوى فيديو وقع امام عيني اليوم. عندما طرحت المذيعة الجادة على الضيف الجاد السؤال تهيأت للاستماع لما يمكن ان تستفيد منه ربة بيت، وتقوم به من عمل يدر عليها دخلا.
لم يخطر في أفظع كوابيسي ان يقوم هذا الخبير الجاد بالاجابة السابقة.
الحق. كنت أظن أننا وصلنا قمة عصر التفاهة. ما رأيته وسمعته اليوم جعلني أقول: ليس بعد. لازلنا على شط التفاهة.
لم اكن اظن خطورة الذكاء الاصطناعي في عصر التفاهة ان يصل بنا الى هذا المستوى من الدرك.
انا هنا لا اتحدث عن السرقات التي سيجري كشفها سريعا ويفضح صاحبها بانه استخدم الذكاء الاصطناعي، لكني توقفت عند ملاحظة واحدة فقط: شرعية التفاهة. شرعية السرقات. ووصول الامر الى ان يوضع حتى الكتاب كسلعة فقط، مثلها مثل طبق البيض تماما.
هذا المعنى جعلني اؤمن بخطورة الانترنت على البشرية، واتمنى صادقا ان اصحو يوما على عالم بلا انترنت. هل يمكن ان يكون ذلك؟
اذا كان بعض الظن اثم فإن معظم الانترنت كذلك. البشرية لا تستفيد ايجابا من هذه التكنولوجيا الا بنسب بسيطة في خيرها مقابل ما حولت شياطين الانس والجن هذه الثورة البشرية الى وحش مخيف.
نعم أن في الانترنت منافع للناس لكن اثمها اكبر من نفعها. لم تأت الحضارة الغربية الا بالشر، وحتى عندما صنعت ادواتها جعلتها شرا حتى اقصاه.
نيسان ـ نشر في 2025/01/08 الساعة 00:00