مفاوضات الصفقة تتقدم.. وكذلك محاولات تهجير الغزيين والاستيطان داخل القطاع!

نيسان ـ نشر في 2025/01/13 الساعة 00:00
رغم التقارير الأخيرة التي تحدثت عن تقدم في مفاوضات الصفقة، لا تزال مجموعات من المستوطنين المتشددين تعمل على الاستيطان داخل القطاع، بعد تهجير الغزيين منه، حسبما أكدت الناشطة الاستيطانية دانييلا فايس، في حديث مفصّل لصحيفة “معاريف” العبرية. ونقلت “معاريف” أن الناشطة، الرئيسة السابقة لمجلس كدوميم المستوطنة المتطرفة، كانت مشغولة، خلال الأسبوع الذي أُجريت فيه المقابلة معها، بالتحضيرات النهائية لحفل تشجيع الاستيطان في غزة، المقرر إقامته في منطقة عسكرية مغلقة بالقرب من حدود القطاع. وأشارت فايس إلى أنه في اليوم المحدد للحفل، تم نشر ملصق احتفالي أعلنت فيه عن نيتها أن يرافق الحفل كرافانات، والمطالبة بإقامة مستوطنات في القطاع المدمر منذ الآن، لكن الجيش رفض وضع الكرافانات، واشترط ألا تكون موجودة في الاحتفال.
○ لماذا غزة بالذات؟
• في ردها على هذا السؤال، تقول فايس إنها، منذ اندلاع الحرب، كرست كل وقتها للاستيطان في غزة، وتعهدت أمام نفسها بأن تبذل كل جهد ممكن، ليس فقط للعودة إلى “غوش قطيف” وإلى المستوطنات القريبة من رفح، مثل إيل سيني ودوغيت ونتساريم وكفر دروم، بل للعودة إلى كافة مستوطنات القطاع. وترى أن على إسرائيل أن تعد خطة مفصلة للاستيطان اليهودي في كل غزة، مؤكدةً أن الاهتمام الإعلامي الدولي يجعل من غزة المفتاح.
○ هل هذا واقعي؟
• تقترح فايس تطهيرًا عرقيًا غير مباشر: نعم، لأنه يجب قتل المخربين، وبعد ذلك، يمكن السماح لمن بقي في غزة، أو يرغب في الهروب من إرهاب “حماس”، بالانتقال إلى دولة أخرى. يجب العمل في هذا الاتجاه بكل الوسائل الممكنة.
○ ما هي هذه الوسائل؟
• دعونا نتحدث عن ذلك، وندفع الزعماء إلى الحديث عنه، وإقامة علاقات مع دول تستقبل اللاجئين من غزة. على سبيل المثال، إسبانيا، التي يعاني ميزانها الديموغرافي، وهو ما يشكل مشكلة كبيرة لسوق العمل. وهناك دول صديقة مثل كندا يمكن الأخذ بها في الحسبان. ويجب على مصر أن تقوم بدورها، ويمكن لأردوغان أن يتطوع قليلًا، ويسمح لأشخاص يريدون الخروج من جهنم التي خلقتها “حماس” في غزة بالذهاب إلى تركيا. ولكي يحدث هذا، يجب أن نتحدث عنه.
○ لماذا ترغب دول مثل كندا وإسبانيا باستقبال لاجئين من غزة؟
• لأن القانون الدولي يفرض استقبال اللاجئين بسبب الحرب. ينتقل اللاجئون من مكان يشهد حربًا إلى مكان آخر، هذا ما يجري في العالم. لقد استقبلت ألمانيا الكثيرين من اللاجئين من سوريا وتركيا، لكن بعد ذلك، رأت هذه الدول أن العرب المسلمين يشكّلون إزعاجًا حقيقيًا. واعترفت ميركل بفشل التعددية الثقافية. هذا هو السبب الوحيد، بينما يجد اللاجئون من دول تشهد قتالًا، مثل أفغانستان وباكستان وسوريا، ملاذًا في دول أخرى، ويرفض العالم استقبال لاجئين من غزة، إنه خوف العالم من الإسلام المتشدد.
○ وماذا نفعل، هل نطردهم بالقوة؟ ونجبر كندا وإسبانيا على استقبالهم؟
• يجب عليهم استقبالهم، لأن الفلسطينيين لاجئو حرب. تريد دول العالم، بما فيها مصر وتركيا ودول أوروبية، أن يبقى هذا المرض، هذا الطاعون المسمى “حماس” على البوابة الجنوبية لدولة إسرائيل من أجل تهديدها. هذا هو جوهر العداء العالمي للسامية.
○ لماذا قد يرغب الغزيون في الرحيل عن غزة، فلديهم ماضٍ هنا وجذور وعائلات؟
• لأن غزة التي كان يجب أن تتحول إلى سنغافورة، أصبحت جحيمًا، وكل العالم يرى ذلك. يتمركز اللاجئون في المدن التي دمرها الجيش الإسرائيلي، وهم يعيشون في الوحل والنفايات، ويحاربون من أجل لقمة العيش. الجميع يشاهد هذا على التلفزيون، ولست بحاجة إلى خبير لكي يشرح لك ما يجري هناك.
○ لماذا يرحلون؟ لكي تستوطنوا أنتم في المكان؟
• نحن نقاتل من أجل أن تتمكن دولة إسرائيل من البقاء. هم يريدون تدمير دولة إسرائيل، وليس فقط غلاف غزة ومستوطناته التعاونية.
○ نحن نتحدث عن مدنيين؟
• نظرًا إلى أن الجيش لم يهزم “حماس”، فإنها تعيد ترميم نفسها، ما من فرصة للمدنيين الذين يريدون حياة طبيعية في غزة. وما من فرصة حياة لمنزل وعائلة وعمل في غزة. لو تمكن الجيش الإسرائيلي من القضاء على “حماس”، لكان هناك فرصة. الآن، لا توجد فرصة، ولماذا يريد المدنيون غير الضالعين البقاء في جهنم؟ نقطة على السطر… إن السبيل الوحيد الذي تستطيع من خلاله دولة إسرائيل إخضاع “حماس” هو السبيل الذي كرّستُ من أجله حياتي: المطالبة بهذه الأرض، والاستيطان في غزة.
○ كيف ستنجح الخطة؟
• أؤمن بأنه من أجل تحقيق فكرة، يجب تعويد الشخص الذي يؤمن بها عليها. أريد من الناس أن يسكنوا في غزة، لذلك، يجب أن يروا غزة، وأن يروا البحر، وأن يحبوا المنظر والرمال والنباتات، يجب أن يتنفسوا الهواء، وأن يرغبوا فعلاً في العيش هناك. في إحدى زياراتي لغلاف غزة، وصلنا إلى مدينة بئيري القديمة التي قاتلت بشجاعة في حرب 1948، وقرأت هناك أن النواة التي أسست مستوطنة بئيري، كانت واحدة من 11 نقطة في النقب، ظلت تنتظر في وضع مؤقت أربع سنوات حتى أصبحت مستوطنة. اليوم أيضاً، نحن نجمع مجموعة كبيرة، ونربطها بالأرض بقدر الممكن. طلبنا 40 كرافاناً من أجل الاستيطان في غزة. وهم قيد البناء الآن، وإذا لم ننجح في الدخول، فسنقيم نقطة مؤقتة قريبة من حدود غزة. هذا ما يسمى مساراً عملياً، وفي اللحظة المناسبة، ندخل إلى داخل غزة. لقد شكّلنا مجموعة مستعدة للتحرك في اللحظة المناسبة، وفي أيّ لحظة.
○ ومن أين يأتي التمويل للمعدات والكرافانات؟
• يجري الحديث عن ستة ملايين شيكل جرى التبرع بها بشرط أن تُخصص للاستيطان في غزة. وأتت كل أموال حركة “نحالا” طوال هذه السنوات من التبرعات فقط. لم نحصل يوماً على أيّ شيء للحركة من مصدر حكومي، لأننا عندما نحصل على مال من مصدر حكومي، نصبح تابعين له. أحد الوزراء في الحكومة من الليكود طلب من حركة “نحالا” عدم القيام بنشاط استيطاني وانتظار ترامب… نحن لا نريد انتظار ترامب، لأننا واثقون بأنه لن يكون أفضل كثيراً من بايدن.
○ هل تقولين إن هناك مئات العائلات المستعدة للنهوض والانتقال للعيش في داخل غزة في أيّ لحظة؟
• نعم، أنا أقول للناس إنه يجب أن تكونوا مستعدين، وأن تحضّروا حقائبكم الشخصية، مثل حقيبة الولادة. يوجد لكل طفل من الأطفال في هذه البؤر حقيبة معدات شخصية، ومثلما سقطت دمشق في يوم واحد، سندخل أيضاً إلى غزة، ولو في منتصف الليل.
○ استنادًا إلى استطلاعات الرأي، لم ينضج مثل هذه الأفكار التي يسميها قسم منه غيبية “مسيانية”، ألا تتخوفين من أن تؤدي محاولة استيطان غزة إلى تقسيم الشعب؟
• تُظهر أغلبية الاستطلاعات أن معظم الإسرائيليين مع الاستيطان. أكثرية الناس الذين التقيتهم، ومنهم سكان من الغلاف ومن سديروت ومن نتيفوت وأوفكيم، لا تريد العرب في غزة مطلقًا. ربما هناك أماكن لم تنضج فيها الفكرة، لكننا على الطريق الصحيح.
○ لكن نتنياهو قال بصراحة إن الاستيطان في غزة ليس أمرًا واقعيًا؟
• في رأيك، هل يستطيع أن يقول شيئًا آخر؟ لقد قرر نتنياهو التعامل مع الأمريكيين بحذر. ويجب أن يكون حذرًا معهم، وهو لا يستطيع التلفظ بكلمة استيطان لأن الأمريكيين يريدون إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية. لكن عندما يقول نتنياهو إن هذا ليس واقعيًا، فإننا سنجعله واقعيًا، تمامًا في اللحظة التي تقول حركة نحالا ذلك.
    نيسان ـ نشر في 2025/01/13 الساعة 00:00