السلطة وحماس.. المرحلة القادمة حاسمة؛ استيقظوا!
نيسان ـ نشر في 2025/01/15 الساعة 00:00
تتسارع الوساطات الدولية والإقليمية للوصول إلى توقيع وقف إطلاق النار في غزة، وعلى ما يبدو وفق تصريحات الرئيس الأميركي الحالي بايدين، والمنتخب دونالد ترامب، أنّنا بتنا على مرمى أيام قليلة جداً من توقيع الاتفاق، والسقف الزمني لذلك هو تنصيب دونالد ترامب في 20 الشهر الحالي، لذلك نرى انخراطاً كبيراً لدى مبعوثه للشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، في الضغط على الأطراف المختلفة للوصول إلى الاتفاق في أسرع وقت ممكن، بخاصة بعدما أطلق ترامب تصريحه الشهير بأنّه سيحول الشرق الأوسط إلى جحيم في حال استلم قبل إطلاق سراح المحتجزين لدى حركة حماس.
وفق ما يتم تسريبه من الاتفاق فإنّه سيتم على مراحل ترتبط المرحلة الأولى بالإفراج عن عدد من المحتجزين الإسرائيليين في القطاع، مقابل الإفراج عن عدد كبير من الأسرى وانسحاب إسرائيل من مساحات واسعة من غزة، مع بقائها في محور فيلادلفيا، ووجود ضمانات بعدم انتقال الأسلحة إلى غزة، ثم الانتقال إلى المراحل التالية، وهنالك حديث عن ضمانات أميركية بوقف كامل لإطلاق النار وليس مؤقت في نهاية المراحل المفترضة، لكن يبقى السؤال الرئيس عن «اليوم التالي» لغزة ما بعد الحرب، إذ تتسع الاختلافات والتباينات بين التصورات الأميركية والفلسطينية، والعربية والإسرائيلية، وحتى في داخل إسرائيل هنالك إصرار من قبل اليمين الديني الإسرائيلي في الائتلاف الحكومي بعدم وقف إطلاق النار وبالبقاء في غزة وطرد الفلسطينيين منها.
إذا تجاوزنا التصورات الإسرائيلية؛ وانتقلنا إلى الرؤية العربية والفلسطينية فما تزال هنالك نقاشات ومفاوضات بين حركتي فتح وحماس حول إدارة القطاع بعد الحرب، وتمّ التوصل إلى تفاهمات أولية (في القاهرة) حول ما يسمى «اللجنة الإدارية» التي ستتولى مؤقتاً إدارة القطاع، وتتشكل من شخصيات غير محسوبة مباشرة على كلا الطرفين (فتح وحماس)، لكن يتسرّب أن الرئيس محمود عباس رفض هذه التفاهمات، ولا يزال الطرح الفلسطيني مفقوداً فيما يخص المرحلة القادمة، بل بعبارة أكثر دقة لا تزال الحسابات الفصائلية الضيقة والمحدودة أكثر تأثيراً من الحسابات الوطنية والاستراتيجية في وقت تمرّ فيه القضية الفلسطينية في منعرج تاريخي خطير، وفي وقت يبتلى به الشعب الفلسطيني بنكبة جديدة في القطاع، تتجاوز آثارها الإنسانية نتائج النكبة والنكسة معاً، لحجم التدمير والقتل والتشويه والذبح الذي جرى.
من المحزن جداً أن يبقى السياسيون وتستمر الأطراف الفلسطينية تتعامل مع التحديات الكبيرة والخطيرة بالعقلية نفسها، فاليوم مصير القطاع والضفة الغربية والسلطة نفسها والقدس وكل ما يمس القضية مهددٌ من قبل أجندة صهيونية ترى أنّ المرحلة القادمة هي استكمال لما تمّ البدء به في حرب الـ48 والـ67، وأنّها فرصة تاريخية حاسمة ومناسبة لهم لإفراغ الأرض من السكان، وفي المقابل تختلف السلطة مع حماس في تشكيل لجنة لإدارة القطاع بعد الحرب!
نتيناهو يرفض كلا الطرفين علانية وبوضوح، ويقول بأنّه لا يريد السلطة (يعتبرها خطأ تاريخياً)، وبالتأكيد لن يقبل بعودة حركة حماس، مع الدخول في استحقاق جديد بوصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وما قد يطرحه من مخططات للتسوية السلمية لن تكون في صالح الفلسطينيين، فإذا لم تكن هذه التحديات وحرب التدمير في غزة ومخططات ضم الضفة وإنهاء مشروع الدولة وتهويد القدس كلها بمثابة صيحة إيقاظ للسياسيين الفلسطينيين؛ فما الذي سيوقظهم إذاً؟!
أيّا كانت الأسباب والتحليلات والتفسيرات؛ فإنّ بقاء السلطة الفلسطينية وإصلاحها فلسطينياً، وتحصين البيت الداخلي، وإعادة غزة إلى مظلة السلطة الفلسطينية بتوافقات وطنية داخلية هو أولوية وشرط رئيس لمواجهة المنعرج القادم الخطير.
وفق ما يتم تسريبه من الاتفاق فإنّه سيتم على مراحل ترتبط المرحلة الأولى بالإفراج عن عدد من المحتجزين الإسرائيليين في القطاع، مقابل الإفراج عن عدد كبير من الأسرى وانسحاب إسرائيل من مساحات واسعة من غزة، مع بقائها في محور فيلادلفيا، ووجود ضمانات بعدم انتقال الأسلحة إلى غزة، ثم الانتقال إلى المراحل التالية، وهنالك حديث عن ضمانات أميركية بوقف كامل لإطلاق النار وليس مؤقت في نهاية المراحل المفترضة، لكن يبقى السؤال الرئيس عن «اليوم التالي» لغزة ما بعد الحرب، إذ تتسع الاختلافات والتباينات بين التصورات الأميركية والفلسطينية، والعربية والإسرائيلية، وحتى في داخل إسرائيل هنالك إصرار من قبل اليمين الديني الإسرائيلي في الائتلاف الحكومي بعدم وقف إطلاق النار وبالبقاء في غزة وطرد الفلسطينيين منها.
إذا تجاوزنا التصورات الإسرائيلية؛ وانتقلنا إلى الرؤية العربية والفلسطينية فما تزال هنالك نقاشات ومفاوضات بين حركتي فتح وحماس حول إدارة القطاع بعد الحرب، وتمّ التوصل إلى تفاهمات أولية (في القاهرة) حول ما يسمى «اللجنة الإدارية» التي ستتولى مؤقتاً إدارة القطاع، وتتشكل من شخصيات غير محسوبة مباشرة على كلا الطرفين (فتح وحماس)، لكن يتسرّب أن الرئيس محمود عباس رفض هذه التفاهمات، ولا يزال الطرح الفلسطيني مفقوداً فيما يخص المرحلة القادمة، بل بعبارة أكثر دقة لا تزال الحسابات الفصائلية الضيقة والمحدودة أكثر تأثيراً من الحسابات الوطنية والاستراتيجية في وقت تمرّ فيه القضية الفلسطينية في منعرج تاريخي خطير، وفي وقت يبتلى به الشعب الفلسطيني بنكبة جديدة في القطاع، تتجاوز آثارها الإنسانية نتائج النكبة والنكسة معاً، لحجم التدمير والقتل والتشويه والذبح الذي جرى.
من المحزن جداً أن يبقى السياسيون وتستمر الأطراف الفلسطينية تتعامل مع التحديات الكبيرة والخطيرة بالعقلية نفسها، فاليوم مصير القطاع والضفة الغربية والسلطة نفسها والقدس وكل ما يمس القضية مهددٌ من قبل أجندة صهيونية ترى أنّ المرحلة القادمة هي استكمال لما تمّ البدء به في حرب الـ48 والـ67، وأنّها فرصة تاريخية حاسمة ومناسبة لهم لإفراغ الأرض من السكان، وفي المقابل تختلف السلطة مع حماس في تشكيل لجنة لإدارة القطاع بعد الحرب!
نتيناهو يرفض كلا الطرفين علانية وبوضوح، ويقول بأنّه لا يريد السلطة (يعتبرها خطأ تاريخياً)، وبالتأكيد لن يقبل بعودة حركة حماس، مع الدخول في استحقاق جديد بوصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، وما قد يطرحه من مخططات للتسوية السلمية لن تكون في صالح الفلسطينيين، فإذا لم تكن هذه التحديات وحرب التدمير في غزة ومخططات ضم الضفة وإنهاء مشروع الدولة وتهويد القدس كلها بمثابة صيحة إيقاظ للسياسيين الفلسطينيين؛ فما الذي سيوقظهم إذاً؟!
أيّا كانت الأسباب والتحليلات والتفسيرات؛ فإنّ بقاء السلطة الفلسطينية وإصلاحها فلسطينياً، وتحصين البيت الداخلي، وإعادة غزة إلى مظلة السلطة الفلسطينية بتوافقات وطنية داخلية هو أولوية وشرط رئيس لمواجهة المنعرج القادم الخطير.
نيسان ـ نشر في 2025/01/15 الساعة 00:00