الحزن وتأثيره على إدراك الألوان: دراسة تكشف العلاقة بين المزاج والرؤية

نيسان ـ نشر في 2025/01/19 الساعة 00:00
كشفت دراسة حديثة أن الحزن لا يؤثر على حالتنا المزاجية فقط، بل يؤثر على قدرتنا على تمييز الألوان، فعندما نشعر بالحزن، يبدو العالم من حولنا أكثر كآبة ورمادية.
وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة العلوم النفسية، تبيّن أن الأشخاص الذين يمرون بمشاعر الحزن أو الاكتئاب يصبحون أقل دقة في تمييز الألوان، خاصة ضمن الطيف الأزرق والأصفر، مقارنةً بمن يشعرون بالاستقرار العاطفي.
دراسة علمية تكشف العلاقة بين الحزن والرؤية
وأُجريت التجربة على 127 طالبًا جامعيًا، حيث تم تقسيمهم إلى مجموعتين، شاهدت إحداهما مقطعًا حزينًا من فيلم، بينما شاهدت الأخرى مشهدًا كوميديًا. بعد ذلك، خضع الجميع لاختبار بصري لتحديد ألوان 48 بقعة باهتة.
وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين تعرضوا للمحتوى الحزين كانوا أقل قدرة على التمييز بين الألوان، خاصة الأزرق والأصفر، مقارنة بالمجموعة الأخرى.
وفي دراسة إضافية شملت 130 مشاركًا، تم التوصل إلى نتائج مماثلة، حيث أظهر الأشخاص الذين شاهدوا مقاطع حزينة ضعفًا في إدراك اللونين الأزرق والأصفر، بينما لم يظهر هذا التأثير لدى من شاهدوا مشاهد محايدة عاطفيًا.

يقول كريستوفر ثورستينسون، الباحث الرئيسي في الدراسة وأستاذ علم النفس بجامعة روتشستر، إن العواطف تؤثر بشكل مباشر على العمليات البصرية.
وأوضح أن الحزن يعطّل وظائف بصرية أساسية مرتبطة بإدراك الألوان، لافتًا إلى ارتباط الناقل العصبي "الدوبامين" تحديدًا بتمييز اللونين الأزرق والأصفر.
ومن المثير للدهشة أن تأثير الحزن لم يمتد إلى الطيفين الأحمر والأخضر، وهو ما لم يكن متوقعًا من الفريق البحثي، إذ كانوا يظنون أن التأثير سيشمل جميع الألوان.
ما الخطوة التالية في البحث؟
أكد الباحثون ضرورة إجراء مزيد من الدراسات لاستكشاف العلاقة بين المشاعر والرؤية بشكل أعمق، ويقول ثورستينسون: "ما زلنا بحاجة إلى مزيد من الوقت لفهم مدى انتشار وتأثير هذه الظاهرة، قبل التفكير في تطبيقات عملية لهذه النتائج".
    نيسان ـ نشر في 2025/01/19 الساعة 00:00