على هامش معرض 'السياحة ' دعوة 'الطليان 'للأردن اوجب
نيسان ـ نشر في 2025/01/28 الساعة 00:00
شخصيا ، لم تصلني البطاقة التي " تتشرف معالي السيدة لينا عناب وزيرة السياحة والآثار " بالدعوة فيها لحضور افتتاح معرض "الاردن فجر المسيحية "في العاصمة الإيطالية روما ، ولا أعتقد أن معاليها أو أي من موظفيها في الوزارة ،يمكن أن يخطر في باله وهو يعد لمثل هذه الدعوة ،ان تصل الى مواطن بائس من أمثال "عطوفتي " !!.
على اي حال ، الاكيد أن البطاقة وجهت لعديد من شخصيات النخبة ولربما تكون موجهة للعموم من الأردنيين ، إذ بإمكانهم الحجز عبر الخانة المخصصة لهذه الغاية في اسفل البطاقة ، لكن هيهات يستطيعو إلى ذلك سبيلا !!.
وأثارت الدعوة موجة من السخرية في أوساط المجتمع عبر منصات التواصل الاجتماعي ، وتناولها عديد من الكتاب والصحفيين بالنقد اللاذع ، إذ أنها تأتي في ظل وضع إقليمي متفجر ، وأوضاع داخلية صعبة ومعقدة تلفها الضبابية،على الصعد كافة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية .
ما علينا ، نتجاوز هذه الجوانب على أهميتها ، ومشروعية طرحها في سياق مبررات رفض شكل الدعوة وتوقيتها ومكان إقامة المعرض ،الى ما هو أهم وأكثر جوهرية ، والمتصل بمضمون المعرض الذي يقام تحت عنوان "الاردن فجر المسيحية " .
وقد أتفهم توجه الوزارة إلى روما حيث دولة الفاتيكان ،لدغدغة العواطف ،بمحاولة تسويق السياحة الدينية إلى الأردن باعتباره شهد "فجر المسيحية" ، لكن ما لا اتفهمه ، لماذا تقام هذه الفعالية خارج الاردن ، في الوقت الذي من الأجدى تسويقيا إقامتها هنا على الأرض التي شهدت هذا الفجر ،ويدعى إليها "الطليان " وغيرهم من الأمم التي تدين بالمسيحية ، لمعاينة العيش المشترك لاهل " المهد " مسيحيون ومسلمون !!!.
والاهم من ذلك ، لماذا يختزل الاردن العظيم ، الذي يعد بحق مهدًا للحضارات، بعنوان يقيد قيمته التاريخية الحضارية ، مع الأخذ بالاعتبار الأهمية الحضارية له كحاضنه آمنه للمسيحية كديانة وللثقافات المختلفة واستيعابها ورعايتها وادماجها في الحياة العامة للناس .
والأصل أن يسوق الاردن سياحيا بإعتباره مهدا للحضارات ، إذ تعود أقدم الاكتشافات الأثريَّة فيه حسب العلماء إلى ما قبل مليون ونصف المليون سنة، وقد تعاقبت عليه عدة حضارات بدءًا من العصور الحجريَّة وانتهاء بالعصر الإسلامي بمختلف فتراته، مرورًا بالعصور الفارسي، واليوناني، والروماني، والبيزنطي.
اعتقد جازما ، أن الاشكالية في مبادرة وزارة السياحة والآثار ، أنها انطلقت في دعوتها للتسويق من الخاص المقيد والمكبل بقيود الانغلاق ، واغفلت العام المنطلق لافاق الحضارة الإنسانية بما رحبت ، ثم عكست الدعوة ووجهتها للأردنيين ، وكأنها تسوح للسياحة في الخارج ، في حين كان الأولى أن تسوق الاردن مهد الحضارات بدعوة "الطليان " لمعرض حي مفتوح على أرض الاردن وبين أهله محتضنو الحضارات .
على اي حال ، الاكيد أن البطاقة وجهت لعديد من شخصيات النخبة ولربما تكون موجهة للعموم من الأردنيين ، إذ بإمكانهم الحجز عبر الخانة المخصصة لهذه الغاية في اسفل البطاقة ، لكن هيهات يستطيعو إلى ذلك سبيلا !!.
وأثارت الدعوة موجة من السخرية في أوساط المجتمع عبر منصات التواصل الاجتماعي ، وتناولها عديد من الكتاب والصحفيين بالنقد اللاذع ، إذ أنها تأتي في ظل وضع إقليمي متفجر ، وأوضاع داخلية صعبة ومعقدة تلفها الضبابية،على الصعد كافة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية .
ما علينا ، نتجاوز هذه الجوانب على أهميتها ، ومشروعية طرحها في سياق مبررات رفض شكل الدعوة وتوقيتها ومكان إقامة المعرض ،الى ما هو أهم وأكثر جوهرية ، والمتصل بمضمون المعرض الذي يقام تحت عنوان "الاردن فجر المسيحية " .
وقد أتفهم توجه الوزارة إلى روما حيث دولة الفاتيكان ،لدغدغة العواطف ،بمحاولة تسويق السياحة الدينية إلى الأردن باعتباره شهد "فجر المسيحية" ، لكن ما لا اتفهمه ، لماذا تقام هذه الفعالية خارج الاردن ، في الوقت الذي من الأجدى تسويقيا إقامتها هنا على الأرض التي شهدت هذا الفجر ،ويدعى إليها "الطليان " وغيرهم من الأمم التي تدين بالمسيحية ، لمعاينة العيش المشترك لاهل " المهد " مسيحيون ومسلمون !!!.
والاهم من ذلك ، لماذا يختزل الاردن العظيم ، الذي يعد بحق مهدًا للحضارات، بعنوان يقيد قيمته التاريخية الحضارية ، مع الأخذ بالاعتبار الأهمية الحضارية له كحاضنه آمنه للمسيحية كديانة وللثقافات المختلفة واستيعابها ورعايتها وادماجها في الحياة العامة للناس .
والأصل أن يسوق الاردن سياحيا بإعتباره مهدا للحضارات ، إذ تعود أقدم الاكتشافات الأثريَّة فيه حسب العلماء إلى ما قبل مليون ونصف المليون سنة، وقد تعاقبت عليه عدة حضارات بدءًا من العصور الحجريَّة وانتهاء بالعصر الإسلامي بمختلف فتراته، مرورًا بالعصور الفارسي، واليوناني، والروماني، والبيزنطي.
اعتقد جازما ، أن الاشكالية في مبادرة وزارة السياحة والآثار ، أنها انطلقت في دعوتها للتسويق من الخاص المقيد والمكبل بقيود الانغلاق ، واغفلت العام المنطلق لافاق الحضارة الإنسانية بما رحبت ، ثم عكست الدعوة ووجهتها للأردنيين ، وكأنها تسوح للسياحة في الخارج ، في حين كان الأولى أن تسوق الاردن مهد الحضارات بدعوة "الطليان " لمعرض حي مفتوح على أرض الاردن وبين أهله محتضنو الحضارات .
نيسان ـ نشر في 2025/01/28 الساعة 00:00