وقف إطلاق النار قراءة جديدة
نيسان ـ نشر في 2025/01/29 الساعة 00:00
أعتقد أن الكثيرين، وأنا منهم، يرون أن الفضل في الوصول إلى الهدنة في غزة يعود إلى تهديدات ترامب حين لوّح بإشعال الشرق الأوسط إذا لم يتم التوصل إلى صفقة تضمن الإفراج عن الرهائن قبل تنصيبه. وهذا ما تحقق بالفعل.
روّجت وسائل الإعلام الأمريكية والصهيونية أن التهديد كان موجّهًا إلى حماس، وأن الأخيرة قد انصاعت لتوقيع الهدنة خوفًا من ترامب. ولكن الحقيقة أن التهديد لم يكن موجهًا إلى حماس، وإنما إلى نتن ياهو. ودليلي على ذلك أن ترامب ما زال يواصل تهديداته حتى الآن، حيث صرّح بأن أمورًا سيئة ستحدث إذا لم يتم الالتزام بوقف إطلاق النار. وقد تزامن ذلك مع نشره مقطع فيديو على موقعه يظهر فيه أستاذ أمريكي يهاجم نتن ياهو. وكما نرى في الأخبار، فإن حماس ملتزمة بوقف إطلاق النار، بينما يحاول نتن ياهو إفشاله ولم يستطع تحقيق ذلك لغاية الآن وسط بوادر على تفكك حكومته.
يدرك ترامب، كما أدرك بايدن من قبله، أن الكيان الصهيوني لا يفهم سوى لغة القوة، وليس الاستجداء أو الدبلوماسية. كما يعلم الجميع أن استمرار الإبادة مرتبط بدعم الولايات المتحدة المتواصل للكيان. وبناءً على هذه الحقائق، نجح ترامب في توظيفها لفرض وقف إطلاق النار، في الوقت الذي أخفق فيه بايدن في تحقيق ذلك.
ادعى نتن ياهو أن ضغط ترامب هو ما دفع حماس للموافقة على وقف إطلاق النار مبررًا وقف الإبادة. لكن الحقيقة أن وقف إطلاق النار جاء نتيجة للصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني ومقاومته وفشل نتن ياهو في تحقيق أي من أهداف الحرب، سواء في القضاء على حماس، أو إطلاق سراح أسراه، أو تجنب الخسائر الفادحة، أو فصل شمال القطاع وافراغه سكانه.
بحسب التقديرات المتاحة، خسر الكيان حوالي 900 جندي، وأصيب 5900 آخرون بإصابات جسيمة، بينما انتحر 28 جنديًا، وتعرض 5200 جندي لاضطرابات عقلية ونفسية بسبب الحرب، منهم 15% من الجنود غير قادرين للعودة إلى الخدمة. تجدر الإشارة إلى أن الأرقام الحقيقية قد تكون أكبر بكثير، نظرًا لعدم إعلان خسائر المرتزقة والأفارقة وغيرهم من الجنود الأجانب.
كما تكبد الكيان خسائر مادية جسيمة، بما في ذلك تدمير أكثر من 150 آلية عسكرية و450 طائرة مسيّرة، وخسائر اقتصادية تجاوزت 67 مليار دولار.
في الأيام القليلة التي سبقت الوصول إلى الهدنة، تعرض الصهاينة لعدد كبير من العمليات النوعية التي نفذتها المقاومة، مما ألحق بهم خسائر فادحة، أبرزها ما حدث في مخيم جباليا. كانت هذه العمليات سببًا في مقتل قائد اللواء 401، وأدرك الكيان أن مخيم جباليا قد تحول إلى مستنقع لجنوده.
علاوة على ذلك، فشلت البوارج الأمريكية في التصدي لصواريخ الحوثيين التي استهدفت تل أبيب ووجهت ضربات موجعة.
كل ذلك أدى إلى إنهاك الجيش الصهيوني، وصدور عشرات التصريحات التي تفيد بأن العمليات العسكرية قد استنفدت أهدافها، وأن الحل الآن بيد الساسة، مع التأكيد على حاجة الجيش إلى استراحة.
أضافة للأسباب أعلاه التي أدت الى الوصول للهدنة فيما يبدو أن ترامب قد استخدم مع نتن ياهو سياسة العصا والجزرة، بالإضافة إلى الضغط الذي مارسه عليه ويمارسه عليه حاليا. فمن الواضح أنه قدّم له شيئًا مقابل وقف إطلاق النار. وبدأت هذه «الهدايا» بالظهور، ومنها تهجير جزء من سكان غزة، وإقامة مشاريع على الواجهة البحرية فيها، وضم أجزاء من الضفة الغربية ورفع العقوبات عن المستوطنين والافراج عن صفقة القنابل وزن 900 كغم كان بايدن قد اوقفها. وقد تقوم الولايات المتحدة بفرض عقوبات على محكمة الجنايات الدولية.
يحاول نتن ياهو إفشال وقف إطلاق النار ومنع الوصول إلى المرحلة الثانية منه، لكن ترامب سيبقى له بالمرصاد فقد أعطاه شبكة أمان سياسية لقبل وبعد طوفان الاقصى. والأهم من ذلك أن الصهاينة أدركوا أن نتن ياهو ارتكب إبادة جماعية أودت بحياة جنودهم دون تحقيق أي إنجاز حقيقي على أرض الواقع سوى القتل والتدمير. في المقابل، يظل الفلسطينيون صامدين على أرضهم، مهما تعاظمت المؤامرات.
روّجت وسائل الإعلام الأمريكية والصهيونية أن التهديد كان موجّهًا إلى حماس، وأن الأخيرة قد انصاعت لتوقيع الهدنة خوفًا من ترامب. ولكن الحقيقة أن التهديد لم يكن موجهًا إلى حماس، وإنما إلى نتن ياهو. ودليلي على ذلك أن ترامب ما زال يواصل تهديداته حتى الآن، حيث صرّح بأن أمورًا سيئة ستحدث إذا لم يتم الالتزام بوقف إطلاق النار. وقد تزامن ذلك مع نشره مقطع فيديو على موقعه يظهر فيه أستاذ أمريكي يهاجم نتن ياهو. وكما نرى في الأخبار، فإن حماس ملتزمة بوقف إطلاق النار، بينما يحاول نتن ياهو إفشاله ولم يستطع تحقيق ذلك لغاية الآن وسط بوادر على تفكك حكومته.
يدرك ترامب، كما أدرك بايدن من قبله، أن الكيان الصهيوني لا يفهم سوى لغة القوة، وليس الاستجداء أو الدبلوماسية. كما يعلم الجميع أن استمرار الإبادة مرتبط بدعم الولايات المتحدة المتواصل للكيان. وبناءً على هذه الحقائق، نجح ترامب في توظيفها لفرض وقف إطلاق النار، في الوقت الذي أخفق فيه بايدن في تحقيق ذلك.
ادعى نتن ياهو أن ضغط ترامب هو ما دفع حماس للموافقة على وقف إطلاق النار مبررًا وقف الإبادة. لكن الحقيقة أن وقف إطلاق النار جاء نتيجة للصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني ومقاومته وفشل نتن ياهو في تحقيق أي من أهداف الحرب، سواء في القضاء على حماس، أو إطلاق سراح أسراه، أو تجنب الخسائر الفادحة، أو فصل شمال القطاع وافراغه سكانه.
بحسب التقديرات المتاحة، خسر الكيان حوالي 900 جندي، وأصيب 5900 آخرون بإصابات جسيمة، بينما انتحر 28 جنديًا، وتعرض 5200 جندي لاضطرابات عقلية ونفسية بسبب الحرب، منهم 15% من الجنود غير قادرين للعودة إلى الخدمة. تجدر الإشارة إلى أن الأرقام الحقيقية قد تكون أكبر بكثير، نظرًا لعدم إعلان خسائر المرتزقة والأفارقة وغيرهم من الجنود الأجانب.
كما تكبد الكيان خسائر مادية جسيمة، بما في ذلك تدمير أكثر من 150 آلية عسكرية و450 طائرة مسيّرة، وخسائر اقتصادية تجاوزت 67 مليار دولار.
في الأيام القليلة التي سبقت الوصول إلى الهدنة، تعرض الصهاينة لعدد كبير من العمليات النوعية التي نفذتها المقاومة، مما ألحق بهم خسائر فادحة، أبرزها ما حدث في مخيم جباليا. كانت هذه العمليات سببًا في مقتل قائد اللواء 401، وأدرك الكيان أن مخيم جباليا قد تحول إلى مستنقع لجنوده.
علاوة على ذلك، فشلت البوارج الأمريكية في التصدي لصواريخ الحوثيين التي استهدفت تل أبيب ووجهت ضربات موجعة.
كل ذلك أدى إلى إنهاك الجيش الصهيوني، وصدور عشرات التصريحات التي تفيد بأن العمليات العسكرية قد استنفدت أهدافها، وأن الحل الآن بيد الساسة، مع التأكيد على حاجة الجيش إلى استراحة.
أضافة للأسباب أعلاه التي أدت الى الوصول للهدنة فيما يبدو أن ترامب قد استخدم مع نتن ياهو سياسة العصا والجزرة، بالإضافة إلى الضغط الذي مارسه عليه ويمارسه عليه حاليا. فمن الواضح أنه قدّم له شيئًا مقابل وقف إطلاق النار. وبدأت هذه «الهدايا» بالظهور، ومنها تهجير جزء من سكان غزة، وإقامة مشاريع على الواجهة البحرية فيها، وضم أجزاء من الضفة الغربية ورفع العقوبات عن المستوطنين والافراج عن صفقة القنابل وزن 900 كغم كان بايدن قد اوقفها. وقد تقوم الولايات المتحدة بفرض عقوبات على محكمة الجنايات الدولية.
يحاول نتن ياهو إفشال وقف إطلاق النار ومنع الوصول إلى المرحلة الثانية منه، لكن ترامب سيبقى له بالمرصاد فقد أعطاه شبكة أمان سياسية لقبل وبعد طوفان الاقصى. والأهم من ذلك أن الصهاينة أدركوا أن نتن ياهو ارتكب إبادة جماعية أودت بحياة جنودهم دون تحقيق أي إنجاز حقيقي على أرض الواقع سوى القتل والتدمير. في المقابل، يظل الفلسطينيون صامدين على أرضهم، مهما تعاظمت المؤامرات.
نيسان ـ نشر في 2025/01/29 الساعة 00:00