الديك يتحدى الثعلب خوفا من ثورة الدجاج

إبراهيم قبيلات
الدجاج لا تحبّ الديك الضعيف. هذا ما نفترضه، والدجاجة انثى ترغب في ديك يبسط سيطرته تماما وطوال الوقت، وليس في اوقات الرخاء فقط.
وعندما يقصر ديك عن حماية دجاجته سيجد تقريعا يستحقه على ذلك وفي خم الدجاج ايضاً .
هذا ليس كلاما في العالم الموازي، بل واقع رأيته بأمّ عيني، حين كانت تعكف امي على تربية الدجاج وديكهن صاحب العرف القاني.
اتذكر تماما كيف هجمت دجاجة على ديك وعنّفته عندما لم يحرك ساكنا وهي تتعرض للاذى من هجوم خارجي.. "ثعلب".
لم اسمعها تقول: "وافقت ان تكون ديكا علي، لكن ضمن شروط وقواعد الديكة، أما اذا تخليت عن هذه القواعد والشروط فما عليك الا ان تجلس بجانبي: ديك بوزن دجاجة.
أقسم بالبيض المسلوق والبيض المطهو بالسمن البلدي اني تخيلتها تكاكي بهذا المعنى، وهي تهجم على الاخ وهو "منسدح" بشباحه.
إنه لا يجيد البطولات، إلا اذا كان القِن آمنا مستقرا لا يتهدده عدو خارجي، أما اذا وقع اذى او تحد فإنه سيتحول الى صوص او دجاجة على احسن تقدير.
كنت ارى السيدة دجاجة وهي تهجم على ديكها وتخرمشه بمنقارها حتى أكاد أقسم أنها كانت تقول له: يا سافل.. يا إمعة.. يا حقبة مُرة.
ثم إن لك ان تسمع صياحها الرافض لدياثة الديك، ففي عالم الأقِنَّة، من غير المسموح للديكة ان تقصّر، وإن هي قصّرت، فستجد من "يكاكي" لها بعنف شديد.
بعد هذه الحادثة اصبحت أتابع اخبار القن دوما، أراقبه من قريب وبعيد، أدقق في العقد الذي وضعته الدجاجة للديك، عليك أن تحمينا. (لا علاقة لكلمة احميني هنا بطلب محمود عباس من الأمم المتحدة: احمونا.. يا عمي احمونا).
المفاجأة الكبرى بالنسبة لي انه وبعد ايام من الحادثة الاولى تعرض القن لحادثة اخرى. على ان الديك حينها قد تعلّم الدرس جيدا.،فثورة الدجاج توازي بمخاطرها ما يمكن ان يتعرض له خلال تصديه للثعلب؛ فتصدى. حتى وإن لم يكن بيده الا ان يفعل ذلك، لكن الديك تحدى اخيرا الثعلب، وإن كان خوفا من ثورة الدجاجات.