ربيحات يكتب: انت فين واحنا فين ..

د. صبري الربيحات
نيسان ـ نشر في 2025/02/06 الساعة 00:00
مخالفا لكل قواعد السياسة والقانون الدولي والاعراف ومتناسيا التاريخ فاجأ الرئيس الامريكي دونالد ترامب العالم - بما في ذلك نتانياهو- بكم هائل من العطايا والوعود لاسرائيل وجميعها على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه ودماء الشهداء واحلام الاجيال .
أخر المفاجأت كانت الإعلان عن نيته الاستيلاء على غزة وترحيل اهلها الى مصر والاردن وتحويل شواطئها الى ريفيرا الشرق متناسيا اسباب الحرب التي دمرت على اثرها غزة ومن دون ان ياتي على الدوافع التي حركت هذا الشعب الى خوض اكثر معارك التاريخ بسالة وشرفا وعزة ومن غير ان يسأل عن سبب صمود هذا الشعب كل هذه الأشهر تحت القصف والجوع والدمار .ومن غير ان يلاحظ الفرح الذي يغمر أرواح الأسر العائدة الى بيوتها التي لم يبقى منها الا الحجارة والركام .
في القرى كان يظهر شخصيات غريبة متهورة يتجنب الناس الصدام معها . كان البعض يتهمهم بالجنون والبعض الاخر ينعتونهم " بدشبة الشر " او محواس الشر واينما ذهبوا يخلقون المشاكل وتتفجر المشاجرات ...
كل هذا محتمل على صعيد القرى وعلى صعيد البلدان وحتى الأقاليم، اما ان يكون رئيس اقوى دولة في العالم على هذه الصورة فالأمر مخيف للغاية ويبعث على القلق الدائم وينذر بالخطر ويقول للجميع ان العالم ليس بخير .
من الممكن أن تأتي الانقلابات التي تحدث في العالم الثالث بشخصيات موتورة وتتربع على اعلى سلطة في بلادها ومن الممكن أن يرث الحكم في بلاده شخص ليس على سوية عالية اما ان ينتخب الامريكان شخصا على شاكلة ترامب فهذا الامر مستغربا ومفاجئا ويثير عشرات الأسئلة حول مستقبل الديمقراطية ومصير النظام العالمي الحر ومستقبل الكوكب.
حتى اليوم وقبل إكمال الشهر الأول اعلن ترامب الانقلاب على الكثير من الاعراف والاتفاقيات الدولية وألغى العديد من البرامج والسياسات الامريكية وأعلن نيته إلغاء وجود بعض البلدان والاقطار المستقلة وافصح عن عدد من الاطماع في اراضي بعض الدول فهو يريد أن تصبح كندا ولاية تابعة لبلاده ويريد وضع يده على جزيرة جرين لاند ويطالب بالاستيلاء على بنما وقناتها.
واخيرا أبدى انزعاجه لوجود عشرات من الصهاينة في الأسر لدى حماس ويريد لهم ان يعودوا بسرعة والا فإنه سيحرق الشرق الاوسط .
تصرفات ترامب ونظرته للعالم كمطور عقاري لا يأبه لشيء سوى كيف يحول المكان الى مباني وملاهي ومتنزهات فالفلسطينيون بالنسبة له كائنات تعيق العمل الذي يريد القيام به وينبغي ابعادها عن مواقع الورشات .
ترامب ومن هم على شاكلته لا يكترثون للتاريخ ولا للرواية الفلسطينية ولا للوجود العربي فهو شخص ابيض استعلائي عنصري يرى ان العالم سيكون افضل بكثير بدون العرب والفلسطينين .همه الاول ارضاء اللوبيات الصهيونية وإثبات عظمته على فعل ما لم يجرؤ على فعله من سبقوه .يستمتع ترامب بالمناسبات والفرص التي تتيح له التعبير عن احتقاره للعرب .
العالم اليوم منشغل في التفكير حول ما صرح به ترامب وباستثناء الصهاينة والمنافقين لا أحد يرى فيما قام به الرئيس الامريكي غير حركة استعراضية او حلا من الحلول المجنونة التي تقدمها تطبيقات الذكاء الاصطناعي .
    نيسان ـ نشر في 2025/02/06 الساعة 00:00